-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  22/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رغم الاحتفال بها عاصمة للثقافة العربية

القدس .. "تطنيش" مع سبق الاصرار!!

ندى الحايك خزمو*

رغم ما نسمعه من شعارات رنانة وطنانة ، ملأت الآذان بطيب الكلام وحلوه، ومن يسمعه يظن أن القدس هي فعلاً درة القلب ومهجته ، وبأن الجميع شمّروا عن أذيالهم وأكمامهم وبدأوا في رحلة الدفاع عن القدس ومناصرة مواطنيها والدفاع عن مقدساتها .. إلا اننا نكتشف كالعادة بأن كل ذلك كلام في كلام ومجرد شعارات باتت كالاسطوانة المشروخة يعاد تشغيلها مع كل هجمة شرسة تتعرض لها القدس وما تلبث أن تخفت وتخبو وتختفي ليعاد تشغيلها مرة أخرى في حال هجمة جديدة وهكذا في كل مرة...  وبأن الواقع يشير الى أن الفعل الحقيقي من أجل القدس ومآسيها هو صفر كالعادة.. 

 

يتقدمون المسيرات ويعتصمون في الساحات وخيم الاعتصام الى أن يأتي مراسلو الفضائيات ومندوبو وسائل الاعلام لتُلتقط لهم الصور وتجرى لهم اللقاءات ليظهروا على شاشات الفضائيات وفي كل وسائل الاعلام كالمدافعين المناصرين لقضية القدس، وما أن ينتهي الكرنفال حتى يعود كل واحد الى بيته وكأن قضية القدس قد حلّت وكأن البيوت قد عادت الى أصحابها وكأن المقدسات قد تمت حمايتها مما تتعرض له من هجمة تريد تدميرها وكأن... وكأن... !!  ولكن يا اخوتنا من يريد أن يقوم بعمل جدي من أجل القدس لا يدعو وسائل الاعلام ولا يجند كل الفضائيات ولا يتبع أسلوب"شوفوني يا ناس"  لأنه يعمل عن قناعة ومبدأ وايمان بقضية مقدسة ... أما الآخرون فمعظمهم مجرد أبواق اعلامية لا أكثر ولا أقل.. يسعون لمصالح ذاتية ولمظاهر زائفة وللمناصب والمراكز فقط وعلى أرض الواقع فإن فعلهم أيضاً صفر كالعادة..

 

أعلنوا عن القدس عاصمة للثقافة العربية .. طرح الموضوع  كان هدفه أن تكون فرصة  ذهبية  لبدء تحرك يسند صمود المدينة في معركة الوعي والثقافة، وفي معركة البقاء والتصدي، حتى يحين وقت عودتها إلى حضن أمتها.. ولكن ومنذ اللحظة الأولى بدأت "الكولسات" والتعيينات والاستقالات،  البعض يريد الدخول في هذه المتاهة من أجل مصالحه الذاتية .. والبعض الآخر لا يريد أن يثقل كاهله بهذه المسؤولية الصعبة التي ستظهر نتائجها للعيان ولا مجال فيها للتهرب والتملص من المسؤولية وإلقاء الأخطاء على الصغار، لأن من سيفشل في هذه المسؤولية سيكون مصدر شك واتهام من الجميع.. والقليلون الذين يريدون العمل بكل صدق واخلاص من أجل القدس وجدوها فرصة سانحة لاظهار الوجه المشرق لهذه المدينة المقدسة..

 

عدة لجان أُلّفت من أجل هذا الهدف في الوطن والشتات، وكما نعلم فكثرة الطباخين تحرق الطبخة.. وكما هي العادة في كل مرة فان معظم الأسماء لا تمت للقدس بصلة وربما لا تعلم شيئاً عن القدس .. المهم أن فلاناً أو فلانة في اللجنة الفلانية .. وكثر التجار باسم القدس.. فرصة سانحة  فلماذا لا تستغل.. لننهش من الجسد المقدسي ما نستطيع تحت شعار الدفاع عن القدس أو تحت شعار القدس عاصمة الثقافة العربية أو تحت شعار احياء التراث المقدسي أو ..

 

كان من المفروض أن تجري الفعاليات - بحسب ما أعلن - بالتعاون مع العديد من الهيئات والجمعيات بالداخل والخارج، وبمساعدة مؤسسات أهلية عربية ودولية، مع وجود 2600 متطوع من مسلمين ومسيحيين، ينتمون لمختلف الاتجاهات، وبالتعاون أيضاً مع الحكومة في غزة لإثبات أن القدس بالفعل عاصمة للثقافة العربية.. وكان من المفروض أن تتم انطلاقة الفعالية في الحادي عشر من كانون الثاني الماضي، في مهرجان تتم فيه مراسيم قسم الولاء للقدس في جميع أنحاء العالم، إلا أن ظروف الحرب في غزة حالت دون ذلك، ولنفاجأ بأن مراسيم القسم قد تمت بشكل متفرق في عدة دول عربية وأجنبية، الا في القدس التي هي محور الحدث، فقد تم تأجيل انطلاق الاعلان الى الحادي والعشرين من الشهر الحالي والذي ربما لن يجري فيها، والذي من الأرجح أن يتم في أحد أحياء المدينة خارج الجدار أو في بيت لحم كما سمعنا بحجة ان الاحتلال لن يسمح باقامة مثل هذا الاحتفال أو الاعلان عنه في المدينة المقدسة..  لتبقى القدس منسية حتى في عقر دارها .. وبرأيي وبرأي أبناء المدينة المقدسة وغيرهم فان الموافقة على ذلك يؤكد التخلي عن القدس وان كل مشروع القدس عاصمة الثقافة العربية سيكون لا معنى له إذا ما غيبت القدس عن جوهر الحدث، لا كما يقول البعض بأنه ليس بالضرورة أن يتم داخل القدس وان الفعاليات هي فرصة لتبيان الحقيقة وتعريف العالم بواقع القدس تحت الاحتلال، وكأن العالم لغاية الآن لا يعرف ذلك الواقع أو أوضاع القدس!! فالحناجر بحت وهي تتحدث عن أوضاع القدس ومآسيها.. وإذا كان هذا هو الهدف فالقدس ليست بحاجة الى مثل هذا المهرجان بل كان من الأولى بدل صرف كل هذه الأموال الباهظة - التي تعد بعشرات الملايين من الدولارات - كان الأولى صرفها على مساعدة المواطنين المقدسيين لتثبيت وجودهم ووجود مؤسساتهم داخل القدس لا على احتفالات لن تؤدي الى أي نتيجة سوى الرقص على أشلاء المدينة المقدسة وعذاباتها..

 

وأخيراً سؤال برسم الاجابة .. كيف تحتفلون بالقدس عاصمة للثقافة العربية وأنتم تبخلون حتى بأموال القدس عن القدس ومؤسساتها، حتى عن تلك الصامدة في القدس والتي تفضح ممارسات الاحتلال ، أفليس الهدف كما تقولون هو فضح ممارسات الاحتلال على القدس؟! على من تضحكون يا سادة؟!!!

 

لم أكن أود أن أقول مثل هذه الكلمات أو أوجه مثل هذا التساؤل ولكن وقد طفح الكيل، فلم يعد هناك من مجال للصمت على ما يجري حقيقة في القدس.. فكفاكم المتاجرة بالقدس واتخاذ جراحاتها وسيلة لتحقيق مآربكم .. فليس هكذا ندعم صمود المقدسيين أو نعيد للقدس مكانتها التاريخية أو نحمي مقدساتها!! الاحتلال يرصد بلايين الدولارات من أجل تهويد القدس وتثبيت سيطرته عليها ونحن نمتنع حتى عن صرف الآلاف لتثبيت الوجود الفلسطيني في القدس،  وكما قال لي أحدهم فسهرة واحدة لأحد المسؤولين تكفي لميزانية شهر لاحدى المؤسسات ولكن... ؟!!

حسبي الله ونعم الوكيل !!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ