-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  17/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الاحتلال يريد تطويق المسجد الأقصى والمقدسيون متمسكون بأرضهم ومقدساتهم:

إلى متى يُترك المقدسيون يواجهون الاحتلال الإسرائيلي لوحدهم؟!

فادي شامية

ما يزال أهالي حي البستان الملاصق للمسجد الأقصى على صمودهم في مواجهة قرار سلطات الاحتلال هدم 88 عقاراً يقطنها قرابة 1500 مقدسياً. الفعاليات في الحي الواقع في ضاحية سلوان جنوب الأقصى تتواصل، وخدعة الاحتلال تعويض الأهالي بيوتاً أخرى بعيدة عن البلدة القديمة للقدس لن تجدي نفعاً، فأهل البستان ورثوا أرضهم عن آبائهم وأجدادهم من قبل أن يعرف المحتل اليهودي أرض فلسطين. وتعزيزاً لذلك فقد أصدر الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا فتوى شرعية تُحرّم "أخذ التعويض المالي أو العيني مقابل البيوت التي تهدد بلدية الاحتلال في القدس بإخلائها من سكانها وأصحابها الشرعيين في حي البستان بمنطقة سلوان المحاذية للجهة الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك وفي حي الطور المطل على المسجد الأقصى من الجهة الشرقية بحجة عدم وجود تراخيص بناء وإقامة حدائق عامة مكانها". وإذا كان صمود أهالي حي البستان واضحاً، لكن ثمة من يسأل إلى متى يبقى هؤلاء "يحاربون" وحدهم من أجل كرامة العرب والمسلمين دون عون، أو تحرك عربي وإسلامي فاعل؟!.

 

قصة الإخلاءات في حي البستان

ربما تبدو إخطارات إخلاء 88 عقاراً في حي البستان الملاصق للمسجد الأقصى معزولةً أو مفاجئة، إلاّ أنّها في واقع الأمر ليست إلا جزءاً من مشروعٍ تهويدي أكبر، يهدف إلى خلق وقائع نهائية على الأرض، لحسم موضوع القدس في أي تفاوض لاحق.

 

في 21/2/2009 سلّمت بلديّة الاحتلال في القدس 134 عائلةً مقدسيّة، يقطنون في 88 عقاراً في حيّ البستان إخطارات لإخلاء بيوتهم تمهيداً لهدمها وإقامة حديقةٍ عامّة تُسمّى حديقة الملك داوود مكانها. وكان قد صدر قرار مماثل في 11/11/2004 لكن حكومة الاحتلال عادت وجمّدت القرار في أواخر عام 2005 نتيجة تعرّضها لضغوطٍ دوليّة.

 

والواقع أن منطقة سلوان القريبة من الأقصى باتت بأكملها منخورة بالأنفاق تحت الأرض، ومهددة بالانهيارات والإخلاءات فوق الأرض، وقد حدث انهيار بالفعل في إحدى مدارس هذه المنطقة مطلع شهر شباط 2009. وما يجري على الأرض راهناً هو عملية منهجية لتطويق المسجد الأقصى بسلسلة من الحدائق التلمودية، والأنفاق المتشعبة الهادفة إلى إحاطة المسجد الأقصى بحاجز استيطاني، مادي وبشري، كأمر واقع، وصولاً إلى استبدال إدارة الأوقاف الإسلامية صاحبة الصلاحية في إدارة شؤون الأقصى، بإدارة يشارك فيها اليهود، وبما يمكّنهم من دخول الأقصى وإقامة شعائرهم فيه، أو اقتسامه مع المسلمين. 

 

وتنشط في سلوان تحديداً جمعيات استيطانية عديدة أهمها؛ "إلعاد" و "عطيرات كوهنيم"، وهي تعمل على تهويد المنطقة، المسماة لديهم "مدينة داوود"، جنوب المسجد الأقصى، إضافة إلى افتتاحها مزارات وأنفاق تلمودية فيها، في إطار خطة أشمل لتهويد ما يسمى "الحوض المقدّس"، الذي يشمل البلدة القديمة بكاملها وأجزاء واسعة من الأحياء والضواحي المحيطة بها؛ حيّ الشيخ جراح ووداي الجوز في الشمال، ضاحية الطور في الشرق، وضاحية سلوان في الجنوب. ولهذا المشروع أهدافٌ متعدّدة على مختلف الصعد الثقافيّة والسياسيّة والديمغرافيّة والدينيّة، أهمها؛ محو الهويّة العربية والإسلاميّة لمدينة القدس واستبدالها بهويّة يهوديّة من الناحيتين التاريخيّة والدينيّة. وترحيل عدد كبير من المقدسيّين إلى مناطق أبعد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة أو حتى ترحيلهم خارج مدينة القدس. وعزل المسجد الأقصى عن الأحياء العربية الفلسطينية في مدينة القدس. وتحقيق تواصل جغرافيّ بين البؤر الاستيطانيّة في البلدة القديمة ومحيطها وبين المستوطنات الموجودة على أطراف مدينة القدس، كمستوطنة التلّة الفرنسيّة في الشمال، وكتلة E1 الاستيطانيّة في الشرق، ومستوطنة تل بيوت الشرقيّة في الجنوب.

 

الهدم الهدم

الأوامر الإدارية بهدم البيوت المقدسية لم تقتصر على حي البستان في سلوان، جنوب البلدة القديمة، بل طالت أيضاً حي العباسية بسلوان أيضاً، حيث صدرت أوامر بهدم 32 منزلاً، هو مجموع منازل الحي الذي شُيّد قبل نحو خمسة عشر عاماً، ويقطن فيه نحو 400 فلسطيني. أوامر الهدم طالت أيضاً حي "راس خميس"، شمال غرب القدس، حيث صدرت أوامر بهدم 55 بيتاً، والحجة دائماً البناء دون ترخيص، علماً أنه من الصعوية بمكان أن يحصل الفلسطيني على رخصة بناء من بلدية الاحتلال في القدس، فضلاً عن تكاليفها الباهظة، الأمر الذي يجعل العائلات الفلسطينية تتكدس فوق بعضها في غرف ضيقة لا تتسع أصلاً للأعداد الكبيرة المقيمة فيها.

 

بدورها تشهد منطقة حي جبل الزيتون- الطور، المُطل على البلدة القديمة للقدس المحتلة، تجمعاً أهلياً حول خيمة اعتصام أقيمت على أنقاض آخر منزل تم هدمه في المنطقة، وذلك احتجاجاً على قرارات هدمٍ لنحو ثلاثة عشر مبناً سكنياً، بواقع تسعة عشر شقة سكنية، سلّمت سلطات الاحتلال أصحابها قرارات بالهدم بحجة عدم الترخيص، فضلاً عن وضع سلطات الاحتلال يدها على 16 دونماً من أراضي المواطنين في المنطقة نفسها.

 

وفي منطقة حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة للقدس سلّمت سلطات الاحتلال أوامر إخلاء  لصالح جمعية اليهود الشرقيين التي تنشط في الاستيلاء على عقارات المقدسيين في الحي المذكور، والتي كانت استولت قبل نحو ثلاثة أشهر على عقار السيدة فوزية الكرد (أم كامل).

 

... والقدس العتيقة أيضاً

التهويد لا يقتصر على المناطق المحيطة بالبلدة القديمة للقدس، بل يطال البلدة القديمة نفسها، وآخر حلقات مسلسله المستمر منذ العام 1967، ما كشفت عنه مصادر إعلامية عبرية، من مخططات تسعى سلطات الاحتلال لتنفيذها في المرحلة القادمة، وتتعلق بتغيير وجه البلدة القديمة من القدس المحتلة من خلال ما تسميه سلطات الاحتلال إعادة إعمار الأبواب القديمة والأسوار وبعض الأحياء والمواقع التاريخية. وتتضمن الخطوة الأولى في المخطط الجديد إعمار أبواب البلدة القديمة والسور، وقد بدأ العمل بذلك في باب الخليل، غرب البلدة القديمة للقدس. كما أنه وبحجة الحفاظ على البلدة القديمة للقدس صدرت أوامر بهدم بيوت داخل البلدة القديمة، وقد نـُفذ بعضها بالفعل.

 

وغير بعيد عن ذلك ما كشفته "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، ومقرها مدينة أم الفحم، قبل أيام، عن عزم سلطات الاحتلال وأذرعها التنفيذية حفر نفقين أرضيين جديدين، أحدهما بطول 56 متراً والآخر وبطول 22 متراً، بهدف ربط حي الشرف في البلدة القديمة، (هدمته سلطات الاحتلال وهجرت سكانه وأطلقت عليه اسم الحي اليهودي عام 1967). كما كشفت المؤسسة، عن نية سلطات الاحتلال تركيب مصعد كهربائي في النفق العامودي وممر كهربائي في النفق الأفقي، في خطة هدفها تسهيل وصول المستوطنين والسياح الأجانب من حي الشرف إلى حائط البراق والمسجد الأقصى، في مسعىً متواصل لتكثيف السيطرة التهويدية على حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك.

 

ردود أقل من حجم الحدث

لقد تمكنت حكومة الاحتلال- حتى الآن- من إنهاء عدد كبير من المزارت الأثريّة تحت المسجد الأقصى وضاحية سلوان جنوب الأقصى. وأنهت القسم الأكبر مما يسمى مدينة داوود الأثريّة الموجودة اليوم فوق الأرض في حيّ وادي الحلوة في ضاحية سلوان. وأقامت بؤراً استيطانيّة في الأحياء العربية الفلسطينيّة المحيطة بالمسجد الأقصى، خصوصاً في الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة، وفي ضاحية سلوان، وحيّ الشيخ جرّاح. كما عزلت الأحياء الفلسطينيّة المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى عن بقيّة القدس من خلال الجدار العازل، وعبر نشر الحواجز المذلة للفلسطينيين والتي تمنع سكّان الأحياء المذكورة من استخدام عددٍ كبير من الطرق والشوارع الرئيسة "لدواعٍ أمنيّة".

 

إزاء كل هذا الجهد الممنهج والخطير، ما يزال "الاستنفار" الفلسطيني والعربي والإسلامي دون خطورة ما يحصل، فلا التحرك الشعبي واضح، ولا الأداء السياسي أو الفصائلي مواكب هذه المخططات بفعالية، والعرب، بمن فيهم الفلسطينيون، مشغولون بصراعات داخلية، فيما القدس تضيع يوماً بعد يوم!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ