-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  14/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


التوقيتان، السيّء والحسن، يختلفان باختلاف المناظير.

وهما سلاحان بأيدي الجميع!

عبدالله القحطاني

1) يردّد بعض الناس، أحياناً، على سبيل الدعابة، حين يصلهم خبر ما، في ظرف صعب،  العبارة التالية: وردنا عزيز كتابكم في (أتعس) الأوقات! وقد يبدل بعضهم بكلمة أتعس، كلمة أخرى، مثل: أصعب، وأسوأ، وأنحس.. ونحو ذلك، ممّا يعبر عن إحساس المتكلّم بصعوبة ظروفه!

* سوء التوقيت، حجّة قديمة، متجدّدة.. يردّدها مَن يُطلب منه أمر لا يعجبه، أو لا يرغب بتحقيقه.. لأسباب شتّى! ومن الحجج التي يردّدها الناس، للدلالة على سوء التوقيت، ما يلي:

ـ في القديم: خاطب الخليفة، عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، أتباعه، مشيراً إلى سلوكهم معه، في مقاتلة أعدائه.. بأنهم  كلما طلب منهم الخروج للقتال، احتجّوا له بحجّة! في الصيف، يقولون له: أمهلنا، حتّى ينصرف عنّا الحرّ!  وحين يندبهم للحرب، في الشتاء، يقولون له: أمهلنا، حتى ينصرف عنّا البرد! ولقد قال لهم، في خطبة رائعة عصماء، مشيراً إلى هذا السلوك: لقد ملأتم قلبي قيحاً!

ـ في الحديث: الحجج كثيرة. منها، على سبيل المثال:

  - الآن، نحن في حالة حرب مع العدوّ، ولا مجال للتفكير بشيء اسمه: الديموقراطية أو حقوق الإنسان، أو غير ذلك، ممّا يشغلنا عن مجابهة عدوّنا.. فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة! وقد تستمرّ هذه الحجّة، ثلاثين سنة، أو أربعين.. لدى بعض الناس! وتظلّ الشعوب مقموعة، بحجّة المعركة، وصوتها المدوّي، الذي لا يعلو عليه شيء!

- نحن الآن أضعف من عدوّنا، ولن نحاربه حتّى نحقّق التوازن الاستراتيجي معه!

2) قد يكون التوقيت السيّء، لدى أناس.. حَسناً، لدى آخرين من خصومهم؛ إذ يسعون إلى إحراجهم، بأن يطلبوا منهم أموراً واجبة عليهم، في ظرف صعب.. فيظهروهم، أمام الناس، بمظهر العَجزة، أو المقصّرين، أو الكذّابين!

3) الصراع بين الحكّام ومعارضيهم، يَظهر فيه، كثيراً، هذا النوع من الحجج والذرائع! فكلما طلبت المعارضات حقوقاً أساسية للشعوب.. وجدت لدى الحكّام، حججاً (دامغة!) للتنصّل من واجباتهم، أمام شعوبهم:

- طلب زيادة الرواتب للموظفين، يقابَل بحجّة التوقيت السيّء ؛ وهو أن الخزينة فارغة، الآن، ولابدّ من الصبر، حتّى يحلّ ظرف أفضل!

- احتجاج المعارضة، على قهر الحكّام لشعبهم، بالحبس، والملاحقة، واقتحام البيوت.. يقابله الحكام، بحجّة أن الظرف غير مناسب، لهذه (الشوشرة!) التي لا يقصَد منها سوى إحداث الفوضى والبلبلة، في ظرف عصيب، تمرّ به البلاد! فهذا الاحتجاج، من قبل المعارضة، يصبّ ـ بالضرورة ـ في خانة الأعداء.. وهو، بالتالي، خيانة وطنية عظمى، عقوبتها قاسية جداً!

 - اعتراض بعض القوى الوطنية، على فساد بعض رموز السلطة، من سرقات للمال العامّ، ورشاوى، وتهريب، ونشر للفساد، ودعم له.. هذا الاعتراض، يقابَل، كذلك، بأن الحكّام مشغولون، بالصراع مع الأعداء الخارجيين، المتربّصين بالوطن الدوائر.. والتنديد بالفساد، بهذا التوقيت (الخبيث!) يصبّ ـ حكماً ـ في مصلحة هؤلاء الأعداء! وهو خيانة وطنية، لأنه يحمل تشكيكاً برموز السلطة، الشجعان، الذين يتصدّون للعدو، بكل بسالة وإخلاص، دفاعاً عن الوطن الحبيب، والشعب العزيز!

4) القياس على النماذج المذكورة آنفاً، يمكن أن يشمل وجوهاً كثيرة، من وجوه الاحتجاج بالتوقيت السيّء، في سائر مجالات الحياة، السياسية، وغيرها!

5) الحجج، عامّة، ومنها حجج التوقيت.. هي من أقوى الأسلحة، في الصراعات بين المتخاصمين، قديماً وحديثاً.. سواء أجاءت في معرض الهجوم، أم في معرض الدفاع! وهي متعدّدة الأشكال والأنواع، والوظائف، ودرجات الإقناع!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ