-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  11/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حرية التعبير والاعتداء على المقدسات الدينية

طريف السيد عيسى

(1)

حرية التعبير , ذلك الشعار  الذي  يدافع عنه الغرب ويعتبره شئ مقدس لايجوز المساس به , حتى لو كانت حرية التعبير هي السخرية والإستهزاء من المقدسات الدينية .

مناسبة الحديث ما نقلته القناة العاشرة في تلفزيون بني صهيون وسخريتها من محمد صلى الله عليه وسلم والسيد المسيح عليه السلام .

لانختلف حول حق الإنسان في حرية التعبير , ولكن ومهما كانت حرية التعبير مقدسة فلابد لها من ضوابط تنظم ممارستها وذلك حماية للمجتمع من الفتن والصراعات , وتزداد الحاجة لتلك الضوابط عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الأديان والمقدسات , وعندما يكون المجتمع مكون من عدة ثقافات وأديان وقوميات .

فكل من يعتبر السخرية والإستهزاء والنيل من المقدسات حرية تعبير , إنما هويفتح  جرحا كبيرا وعميقا لايقل بشاعة عن الإعتداء الجسدي على الآخرين أو الإعتداء على حياتهم .

إن مفهوم حرية التعبير أصبح ضحية الكيل بمكيالين لدى وسائل الإعلام في الغرب التي تدعي حرية التعبير , حيث لامانع عندهم من نشر رسوم تسئ للأديان والرموز الدينية , بينما وسائل الإعلام هذه تعتبر مجرد التشكيك بالهولوكست عبارة عن معاداة للسامية .

من حقنا كبشر أن نفتخر بما توصل له العقل البشري من وضع قوانين واتفاقيات دولية تضمن للإنسان حقه في ممارسة حرية التعبير , لكن أيضا علينا أن نفتخر ونلتزم بما تم وضعه من ضوابط وقوانين تنظم عملية ممارسة حرية التعبير .

لكن ماقيمة هذا الفخر إن لم تطبق هذه القوانين وتلك الضوابط على أرض الواقع .

إن عدم تطبيق تلك القوانين والضوابط يجعلها نظريات ومثاليات وهمية ستبقى حبرا على ورق , وتجعل الجهات المصدرة لتلك القوانين والضوابط فاقدة للمصداقية .

ماقامت به القناة العاشرة لتلفزيون بني صهيون من سخرية واستهزاء برسل الله عيسى ومحمد عليهما السلام , يعتبر ردة حضارية , وقمة في التطرف والإحتقار والتمييز ضد الآخر .

وكل من يقوم بهكذا عمل أو يشبهه أو يؤيده فهو من ضمن قافلة مروجي الكراهية والحقد , ويساهم في تأجيج الصراعات الحضارية , فيندفع تجار الحروب لاستغلال الظروف فيروجون لأفكارهم العدائية والتي لايمكن تحقيقها إلا عن طريق الحروب .

وكيف بكيان قام أصلا على الإحتلال , وليس بعد الكفر من ذنب .

كل عمل يسئ للأديان ورموزها ومقدساتها , إنما هو حاجز أقامه صاحبه حتى لايرى حقيقة الدين ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم , ذلك الدين  الذي يحض على القيم الحضارية والأخلاقية ويدعوا للتسامح , لكن بني صهيون لايمكن لهم العيش إلا على الكيد والحرب والقتل والتدمير والفتن , وتاريخهم الدموي يشهد عليهم فهم قتلة الأنبياء

ومهما علا صوت الحاقدين فهناك حقيقة لايمكن تجاهلها : أن الإسلام دين سماوي وجزء مهم من تاريخ البشرية , وجزء مهم من الحضارة الإنسانية , ولايمكن تجاهله .

منذ فترة قامت الدنيا ولم تقعد من أجل مرض أنفلونزا الطيور , فهل تقوم الدنيا ولاتقعد لوضع حد لهذا الفايروس الخطير الذي يهدد البشرية بصراع حضاري , إنه فايروس إحتقار الأديان والرموز الدينية .

هذا الفايروس لم يعد محصورا في أوربا , بل بدا يتدحرج وينتشر في بقاع شتى وهاهو وصل لبني صهيون قتلة الأنبياء , مما يؤكد أن القضية ليست حرية تعبير , لقد ثبت زيف هذا الإدعاء , فهناك أنواعا من حرية التعبير يرفضها المجتمع الأوربي والغربي مثل :

الحرية الدينية , الحرية الإجتماعية , الحرية التاريخية فلا يستطيع الإنسان أن يتحدث بحرية عن الهولوكوست .

لقد تجاوزت قضية الإساءة للمقدسات حرية التعبير لتصبح دعوة عنصرية وتحريضية ضد الإسلام ومعتنقيه .

لذلك تعتبر السخرية هي اساءة لكل من يتبع محمد صلى الله عليه وسلم .

إن الإستمرار والإصرار على السخرية والاستهزاء من المقدسات الدينية يشجع على التطرف والتشدد , وكل من يسلك هذا المسلك فهو السبب في انتشار العنف .

لقد تعارف أصحاب العقول السوية أن هناك طرق ووسائل لممارسة حرية التعبير غير السخرية والاستهزاء , المسئولية والإلتزام يحتمان علينا عدم استفزاز الآخر أيا كانت ثقافته ونعني هنا ما يخص الدين ومقدساته ورموزه

يقول مروجي سياسة السخرية والاستهزاء لماذا يتضايق المسلمين من ذلك , ومما يؤسف له تجد الموقف الرسمي يؤيد هذه الحرية حتى لو كانت تنال من الأديان , بينما لو كان الأمر يخص محرقة اليهود فعندها تطبق كل القوانين على من يتجاوز الخطوط الحمر , بل صدرت قوانين تجرم من يشكك بالمحرقة اليهودية , حتى غدت هذه المحرقة شئ مقدس لايجوز المساس به .

ماذا لو عرض تلفزيون في بلد إسلامي صورة لحاخام يهودي على صورة كلب أو خنزير فهل سيعتبر الإعلام ذلك حرية تعبير , أم ستقوم قيامة الإعلام ضد هذا العمل باعتباره ضد السامية وتحريض ونشر للفتنة .

تصوروا يتعرض التلفزيون المصري للتهديد لمجرد عرضه مسلسل يفضح برتوكولات بني صهيون , ثم يتحدثون عن حرية التعبير .

( في عام 1868 كتب فيكتور هوغو جملة على كل إعلامي أن يجعلها نصب عينيه : ألا ترى أنك على ميزان , في كفة منه قوتك وفي الكفة الأخرى مسئوليتك , وإن إرتجاج هذا الميزان تعبير عن رجفة الوعي ).

( نشر الكاتب روبرت فيسك مقال في صحيفة الأندبندنت البريطانية بتاريخ 3/12/1997 ومما جاء في المقال : إن هناك تعمدا مستمرا للإساءة للدين الإسلامي بكل الطرق الإعلامية الممكنة من قبل الصحافة والإعلام الغربي ) .

هذا الإصرار على تلك السخرية القذرة بحق نبي الإسلام يكشف لنا زيف الإدعاء الذي ينادي به الغرب حول حيادية الإعلام , فالإعلام الغربي أثبت العداء للإسلام وأتباعه , وبالتالي لانزاهة ولاحيادية في الإعلام الغربي وسوف اسرد بعض المواقف التي تؤكد ذلك :

( الموقف من المؤرخ البريطاني : د. ديفيد ايرفينيج , المفكر الفرنسي : البروفيسور روجيه غارودي , كين ليفنجستون , إرنست زونديل , جيرمار رودولف , فلقد شن الإعلام هجوم عنيف عليهم لمجرد أنهم مارسوا حقهم في حرية التعبير وشككوا في المحرقة اليهودية وبأدلة تاريخية ومنطقية , بل تمت محاكمة البعض منهم  )بينما عندما يتعلق الأمر بالإسلام ونبيه فلا نجد العدالة والنزاهة والحيادية , فهو إعلام منافق وكاذب .

يجب أن يدرك دعاة حرية التعبير على إختلاف ثقافاتهم , أن الإساءة للأديان والمقدسات والرموز الدينية ليست مخالفة قانونية فقط , وليست مخالفة لضوابط حرية التعبير فقط , بل هي إنحطاط أخلاقي وحضاري .

إن المجتمع الغربي لم يعد مجتمعا غربيا خالصا , بل اصبح يتكون من عدة ثقافات وحضارات ومنها الإسلام وعليه يجب أن تكون هناك قوانين تمنع السخرية والإستهزاء والنيل من الإسلام ومقدساته ورموزه , ومن يفعل ذلك فإنما يعتدي على أحد مكونات هذا المجتمع .

هناك من يقول هذا الإعلام نال من المسيح عليه السلام , هذا الكلام ليس دقيق بل هناك مواقف تقول غير ذلك :

( 11/4/2007 قررت إحدى صالات العرض للأعمال الفنية في حي مانهاتن في نيويورك , إلغاء عرض لعمل نحتي من الشوكو لاته يجسد السيد المسيح عاريا والذي نحته الفنان كوزيمو كافا لارو , وقد سماه : إلهي الحو .

فاحتج أتباع المذهب الكاثوليكي فاضطر جيمس نوليس رئيس مجلس إدارة فندق روجر سميث لإلغاء العرض الذي كان مقررا أن يعرض في إحدى قاعات الفندق وقال روجر : قمنا بإلغاء العرض ونؤكد على إلتزام الفندق بالمسئولية ) .

( في سنة 1996 حكمت المحكمة الأوربية بعدم قانونية عرض فيلم يسئ للسيد المسيح عليه السلام ) .

( القناة التلفزيونية العاشرة للكيان الصهيوني تعتذر لبابا الفاتيكان بسبب الإساءة للسيد المسيح عليه السلام )

بينما عندما يتعلق الأ مر بالمسلمين فيهب الغرب للدفاع عن حرية التعبير ؟؟؟!!!

(2)

عندما نتحدث عن الإعلام في الغرب فلاننسى ذلك الطابورمن بني جلدتنا والذي أصبح ملكيا أكثر من الملك , حيث يريد من الغالبية أن ينسلخوا عن حضارتهم وثقافتهم ليبقوا بلا جذور تتقاذفهم الأمواج يمنة ويسرة , فلاهم لهم إلا النيل والهجوم على الثوابت الدينية تحت غطاء الدعوة للإصلاح , ولاندري متى كان الإصلاح يعني الهدم والتدمير والتخلي عن الدين والأخلاق والقيم .

ذلك الطابور يدافع عن الإعلام الغربي قائلا : من حق الغرب أن يحتار في فهم موقف المسلمين من حرية التعبير , ومن حقه أي الإعلام الغربي أن يسأل :

لماذا تضيق عقول المسلمين عن قبول الرأي الآخر ( بنظرهم النيل من الأديان رأي آخر ) ؟

وبدل أن يبدأ الغرب حوارا جادا لمعرفة سبب رفض المسلمين لهذه السخرية , يقومون بتكرار الإساءات .

كثيرا مانسمع في الغرب أن الأنظمة في الغرب تخضع لحكم القانون والمؤسسات , وهذا كلام عام لانختلف حوله لكنه يدفعنا لسؤال مهم :

هل تجيز القوانين في الغرب التعدي والسخرية والإستهزاء على الأديان ورموزها تحت حجة حرية التعبير ؟

علينا أن لاننسى أن الغرب خاض فيما بينه حروبا دينية طاحنة , لكنهم في النهاية توصلوا لوضع نظام وقانون ينظم ويضبط حرية التعبير خشية الإنتكاسة والعودة إلى الحروب الدينية من جديد , بل نجدهم سعوا لتكون تلك السياسة عالمية حفاظا على السلم العالمي .

وهنا نسأل هل الإساءة للأديان ورموزها ومقدساتها تعمل على الحفاظ على السلم العالمي ؟.

لو راجعنا بعض المواثيق الدولية التي تحدثت عن الحقوق مثل :

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .

العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية .

إعلان الأمم المتحدة ( اليونسكو ) لعام 1966.

إعلان ( ويندهوك ) الصادر عن الأمم المتحدة ( اليونسكو ) لعام 1991.

إعلان المآتا لعام 1992.

إعلان سنتياغو لعام 1994.

الميثاق الأوربي لحقوق الإنسان .

الميثاق العربي لحقوق الإنسان .

القوانين والأنظمة المعمول بها في الدول الغربية .

فهذه مجتمعة منعت السخرية والإستهزاء والنيل والطعن في الأديان , ودعت لاحترام القيم والمعتقدات السائدة في أي مجتمع , وأستعرض جانبا منها لنلقي الضوء على هذه الأنظمة ومدى الإلتزام بها عندما يتعلق الأمر بقضية تخص المسلمين :

1-        في لو كسمبورغ أكد رئيس البرلمان الأوربي الإسباني  جوزيف يوريلل على ضرورة وضع حد لما يطلق عليه حرية التعبير والرأي والإعلام في أوربا , وأن يقف هذا الحد الفاصل عن المساس بالأديان السماوية أو معتقدات الآخرين أو المساس بثقافات الشعوب الأخرى , وأن يتم من خلال هذا الحد الفاصل تجريم كل من يتجاوز هذا الحد , مؤكدا أنه لاتوجد حرية رأي مطلقة يمكن أن تسئ للمعتقدات والدين .

2-        جاء في البند الثاني من الفقرة ب من إعلان فيينا في المؤتمر الذي عقد حول الأقليات خلال الفترة 14-25 يونيو لعام 1993 : أنه لابد من القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين والمعتقد

3-        نصت  المادة الثالثة فقرة 1  من ميثاق الأمم المتحدة والتي وضحت أن من الأهداف الرئيسية لإنشاء الأمم المتحدة : تشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع من غير تمييز ضد العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين .

4-        ورد في إعلان مبادئ القانون الدولي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار رقم 2625 لعام 1970 : ينبغي على الدول أن تتعاون فيما بينها لتعزيز الإحترام الدولي ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع ولإزالة التعصب الديني .

5-        قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/1981 : إن إهانة واحتقار الأديان يعد خرقا لميثاق الأمم المتحدة .

6-        نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 18 على وجوب : احترام ومراعاة الأديان .

7-        نص الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية في المادة 18 فقرة 3 على : حرية التعبير حول الأديان مقيدة بضوابط الأخلاق العامة , وألا تتعدى على حقوق الآخرين .

8-        نص الميثاق الأوربي لحقوق الإنسان في المادة 9 فقرة 2 على : حرية التعبير عن الأديان يجب أن تكون مقيدة بضوابط القانون التي تحقق المصالح العامة لحماية الحياة والأخلاق والحقوق والحريات ولحماية حقوق الآخرين .

كل تلك الأنظمة والقوانين لانرى فاعليتها إلا عندما يتعلق الأمر بموقف إدانة للشرق الإسلامي , فتقوم قائمتهم لو تمت محاكمة شخص اساء للدين حتى يتدخل مجلس الأمن مهددا ومتوعدا , بينما لو قام شخص صاحب شعر اشقر وعينان خضر بالإساءة فهي حرية تعبير !!!

فلماذا لاتطبق هذه القوانين إلا على دولنا ومنطقتنا ؟؟؟

هذا الإصرار على الإساءة بين الحين والآخر , وهذا التناوب وتبادل الأدوار يجعلنا نطرح بعض الأسئلة أمام العقلاء ومؤسسات المجتمع المدني ورجال القانون ودعاة حقوق الإنسان ليتحملوا مسئوليتهم في مواجهة هذا التطرف وهذا الفلتان الممنهج :

-  لماذا هناك إصرار على السخرية والإستهزاء من الأديان ورموزها من قبل الإعلام في الغرب ؟

-  ماهي المصلحة والفائدة الحقيقية من وراء هذه الإساءات ؟

-  هل هذه الإساءات تخدم السلم العالمي ؟

-  هل هذه الإساءات تساهم في التعايش والتعارف بين الثقافات ؟

-  هل هذه الإساءات حرب صليبية جديدة ولكن بثوب جديد ؟

هذه الأسئلة وغيرها ملحة في ظل التسارع وزخم الهجوم على الدين الإسلامي ونبيه صلى الله عليه وسلم .

والأغرب من ذلك البعض يقول كل ذلك يحصل بسبب بعض الأعمال الإرهابية التي يقوم بها بعض المسلمين , في حين أن هناك أعمال إرهابية من صنع وإنتاج غربي بحت ورغم ذلك لانجد هذا التسارع في الهجوم على الدين المسيحي أو اليهودي , وهل يحتاج الإعلام الغربي كي نذكره ببعض الأعمال الإرهابية مثل :

1-        ديفيد كورش قائد المجموعة المسيحية الإرهابية في واكو تكساس , ماك في مفجر البناية الحكومية في أوكلاهوما , جولد شتاين الذي قتل أكثر من أربعين مصليا في المسجد الإبراهيمي في الخليل في فلسطين المحتلة .

2-        تنتشر الأعمال الإرهابية في اكثر من بلد أوربي , فكانت هناك حرب دائرة في إيرلندا , وفي اسبانيا .

 ومع ذلك لم يتطرق الإعلام الغربي لنبي هؤلاء وقال عنه أنه هو اصل الإرهاب , بينما عندما يتعلق الأمر بمسلم فمباشرة يتم الهجوم على الإسلام .

( المحكمة في ولاية كاليفورنيا ترفض لصق تهمة الإرهاب بحق أمريكي أبيض قام بإحراق مركز إسلامي , واكتفت المحكمة بقبول تهمة التخريب )

فلو قام مسلم بحرق كنيسة لتم وصف العمل بالتطرف والإرهاب !!!

قمة التناقض في هذا الإعلام المنافق , الذي يريد أن يعطينا دروس في الحرية واحترام حقوق الأقليات , بينما هو يمارس التمييز والحقد والكراهية ويغذي الصراعات .

إن هذا الإنحياز السافر يولد شعورا قويا لدى البعض ويزداد هذا الشعور نموا وتطورا : أن الغرب يشن حربا صليبية على المسلمين .

خاصة عندما نستعرض تصريات بوش الغير مأسوف عليه عندما قال عن حرب العراق أنها حرب صليبية .

وما قالته رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر عندما أساءت للإسلام .

والتصريحات المتتالية لشخصيات رسمية غربية بحق الإسلام ورموزه .

ثم يسألون لماذا يكرهوننا ؟

ويسالون لماذا أعمال العنف هذه ؟

فعليهم أن يسمعوا الجواب : يداك أو كتا وفوك نفخ .

رغم أننا لسنا مع أعمال العنف , لكن هجومهم المتواصل على الإسلام هو الذي ولد هذا العنف وعليهم جني ثمار مازرعوا .

إن حرية التعبير سلوك إجتماعي وهي مسئولية والتزام تراعي المصلحة العامة , وتعود بالفائدة على المجتمع , وعندما تنقلب المعادلة وتصبح حرية التعبير تعدي وعدوان , عندها تصبح جريمة لابد من معاقبة مرتكبيها لأنهم يعبثون في أمن المجتمع والسلم العالمي .

لابد من وقفة عالمية لرفض هذه الإساءات ومنعها كونها سلوك أحمق وغبي يجر المنطقة لدوامة عنف الخاسر فيها فقط الغرب , فلقد جربوا في حروبهم الصليبية قديما فلم يجروا إلا ذيل الهزيمة والخزي والعار , وبقي الإسلام وأهله صخرة تحطمت عليها كل الهجمات الصليبية .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ