ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 12/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

نماذج من الانتخابات الأسدية في سوريا

الدكتور خالد الاحمد*

قريباً جداً تنفذ مسرحية قديمة في سوريا ، وهي الانتخابات ، حيث يقرر الناجحون سلفاً – كما تعودنا- ثم زاد على ذلك شـراء الموافقة على الترشيح بالملايين ، وكل من يرشحه الحزب أو اللوبي الأسدي سـوف ينجح لامحالة ، ذكرني هذا الموسم بعدة نماذج عاشها الشعب السوري من الانتخابات منها :

 

1-   موافق سيدي المساعد :

كنا في الخدمة العسكرية في عام (1971) حيث انتخب حافظ الأسد لأول مرة رئيساً للجمهورية ، ويومذاك صفت الكتيبة في ساحة الاجتماع الصباحي ، وراح قسم الأفراد في الكتيبة ، ويضم أسماء ضباط الصف والأفراد فيها ، راح المساعد ( سلمان ....) ينادي فيقول : الرقيب فلان الفلاني ، فيقف ذلك الرقيب بالاستعداد ويقدم التحية العسكرية للمساعد ويصرخ بأعلى صوته : موافق سيدي المساعد. وبنفس الوقت يقوم ضابط صف آخر بملء بطاقة ويضعها في الصندوق ...

 

الأخذ بالرخصة ولا الشرشحة :

أما الضباط فقد احترموهم أكثر من ذلك ، حيث أدخل ضباط الكتيبة إلى مقر قائد الكتيبة واحداً بعد الآخر ليجد أمامه العقيد يونس يونس قائد اللواء ، وحوله ضابط أمن اللواء وقائد الكتبية وضابط أمن الكتيبة ، فيقف الضابط بالاستعداد ويؤدي التحية العسكرية لسيادة العقيد ، وعندها تكرم العقيد فقدم قلم (باركر ) بعد أن فتحه ؛ وقال : تفضل ياملازم خالد ... وقام قائد الكتيبة بفتح بطاقة الانتخاب فوق الطاولة ، أمام الجميع ، وأزاء ذلك ماكان من الملازم خالد إلا أن أخذ بالرخصة وتناول القلم البـــاركر من قائد اللــواء وملأ دائرة ( موافق ) . ثم أعاد القلم لصاحبه ، وأدى التحية العسكرية وخرج ...

 

وشــاء الله :

وشــاء الله عزوجل أن أضعف مجند في الكتيبة ، كان يصنع الفرش والكنب والستائرفي حياته المدنية ، وكان يقضي وقته في بيوت الضباط يصنع لهم الفرش والســتائر والكنب  ، ألهمه الله وصرخ بأعلى صوته ( غير مـوافـــق ســــيدي المساعد ) فوقف شعر رؤوس الجميع ، وانتظروا ماذا يحصل !!؟ تقدم ضابط أمن الكتيبة وصفعه كفين أو ثلاثة ، وأسرع بضعة ضباط صف نحوه جـروه إلى مكتب ضابط أمن الكتيبة ، واستمر التحقيق معه بضعة أيام ليعرفوا من الذي حرضه على ذلك ، واستطاع بعض العقلاء أن يصلوا له ويقولوا له : قل أريد أن يبقى الفريق قائداً للجيش ووزيراً للدفاع وهذا برأيي أهم من الرئيس ، الذي يستطيع أي واحد مدني أن يكون في مكانه .... وقبل ضابط الأمن ذلك وطويت القضية دون أن تصل المخابرات العسكرية ....

 

2-لماذا نقسـم اليمين !!؟

في عام ( .....) وفي انتخابات رئاسة الجمهورية الثانية أو الثالثة ، جُمع الموظفون المشرفون على صناديق الاقتراع ، عند القاضي ليقسموا اليمين أن لايغشوا .... وكان ( الرفيق .....) مشـــرفاً على صندوق الانتخاب  في قرية ( .....) ، وكان الانتخاب في موسم الحصاد ، والفلاحون في موسم الحصاد لايتركون حقولهم ، خوفاً عليها من التلف ، لذلك حضر حتى الساعة الثانية ظهراً (90) مواطناً أدلوا باصواتهم ، (90) من أصل ( 1600) ، ووصلت سيارة الحزب فيها ضابط أمن وعضو فرع الحزب وغيره ، وسلموا على الرفيق المشرف على الصندوق ، وذهلوا لما عرفوا أن (90) فقط حضروا ، وحاول الرفيق المشرف على الصندوق أن يؤكد لهم أن الفلاحين يأتون مساء ً من الحقل ، ويحضر من يريد منهم الانتخاب ...ولكن الرفاق كانوا في عجلة من أمرهم ، أخذ أحدهم الرفيق المشرف على الصندوق والذي بدرت منه جملة : لماذا نقسم اليمين عند القاضي أن لانغـش !!!؟ أخذه أحدهم في جولة داخل حديقة المدرسة ، بينما قام بقية الرفاق بملء ( 1510) بطاقة ( موافق) ووضعوها في الصندوق ، ثم ختموا الصندوق ، ولما عاد الرفيق المشرف من جولته داخل حديقة المدرسة قالوا له : سلمنا الصندوق يارفيق وقد انتهى الانتخاب عندكم ، وتستطيع أن تذهب إلى أولادك الآن وشكراً لك ...

 

3-(104 % ) قالوا نعم :

في منطقة الــغاب الواقعة في الغرب من محافظة حماة ، والغاب منطقة ريفية مكتظة بالسكان ، وينتشر فيه الوعي السياسي أكثر من غيره ، وفي أحد الصناديق في موقع انتخابي عدد الناخبين فيه ( 2500) مواطناً ، عندما فتحوا الصندوق وعدوا الأوراق وكان ذلك بحضور قاضي ولجنة على مستوى عالٍ ، ولما عدت الأوراق وجدوا أن الذين قالوا ( نعم )( 2600) مواطن ، أي أكثر من عدد الناخبين ، ضحك الجميع ، وأعادوا العد وتأكدوا من صحة الأرقام ، ثم تقدم أحد الحاضرين وأفتى في القضية ، وهي أنهم سمحوا يومها للمواطن أن ينتخب أينما كان ، على أن يضاف اسمه إلى قائمة الناخبين في ذلك المركز، ولكن هؤلاء ال (100) انتخبوا ولم تضف أسماؤهم إلى قائمة الناخبين كسلاً من المشرف على الصندوق ، وســر جميع الرفاق بهذا التخريج ...وانتهت الحكايـــة ، وخلاصتها أن الذين قالوا ( نعم ) يشـــــكلون ( 104 % ) من عدد الناخبين ....

 

4- حتى الأموات قالوا نعم للرئيس :

 وفي مركز آخر كانت قائمة الناخبين تضم عشرات الأموات الذين ماتوا قبل سنة أو سنتين ولم تشطب أسماؤهم من قوائم الناخبين ، كسلاً من دائرة الأحوال المدنية ، وقدمت القائمة للمشرف على الصندوق ، فقام بملء بطاقات ( نعم ) بعدد الأســماء في القائمة ، ووضعها في الصندوق ، ولدى الفرز كانت النتيجة أن ( 5300) ناخب قالوا نعم للرئيس ، ورئيس البلدية يعلم تمام العلم أن عدد الناخبين في هذا المركز (5220) ناخباً ، فتعجب من أين جاءت هذه الأصوات ال ( 80) عندئذ قال أحد الحاضرين الذي أدرك السـر ، قال : المواطنون الذين ماتوا خلال سنة أو سنتين ، يعني لوكانوا أحياء قالوا نعم للسيد  للرئيس بكل تأكيد ...

 

وذات مرة كنت مدرساً لعلم الاجتماع السياسي في ثانوية من ثانويات سوريا ، ووقع فيها انتخاب  ( إدارة محلية ) ، ويوم الانتخاب تعطل الدراسة ، وتشغل المدرسة بصناديق الاقتراع والناخبين ، وقبيل المســاء خرجت مع مجموعة من المدرسين يتمشون في ذلك اليوم العطلة ، فقال لي أحدهم مازحاً : لم أرك ذهبت إلى صندوق الاقتراع !؟ نظرت نحوه ولم أجب ، بل تبرع مدرس آخر وهوقـائد الفـرقــة الحزبية ( البعثية ) وأجاب : هل تريد أن يشارك في هذا الانتخاب ( المهزلة ) مدرس علم الاجتماع السياسي !!!؟ صدقني لو شاهده الطلاب ينتخب ، لما سمعوا لـه كلاماً في دروســه ، ولسقطت هيبتـه في نفوســهم ...

 

هذه بعض نماذج من الانتخابات الأسـدية ، ليعلم العرب ، والأوربيون ، والأمريكيون ومؤسسات حقوق الإنسان ، ومنظمات العفو الدولية وغيرها ، أن الانتخابات في سـوريا الأســد ؛ لاتمـت إلى الديموقراطية بصلة ؛ إلا بالإســم فقط ... ونتمنى أن تكون الانتخابات القادمة ديموقراطية حقاً ....ولكنها لن تكون ...لأنهم يعرفون أن الانتخابات الديموقراطية  الحقيقية ســوف تخلعهم من الســلطة ....

*كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ