-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  28/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تفجيرات الحسين..

هل يسعى الموساد والـ (سي آي إيه) للإطاحة بمبارك؟!

علاء البشبيشي

تفجيرٌ مباغت حدث في تمام الساعة 6:30 من مساء يوم الأحد الموافق 22 فبراير 2009، أسفر عن مقتل فرنسية وإصابة 24 آخرين معظمهم أجانب، فتح بوابة التكهنات التي ربما لن يستطيع أحدٌ إغلاقها في القريب العاجل!

 

وبعيدًا عن طريقة التنفيذ، وما إذا كانت القنبلة زُرِعت تحت مقعد حجري وفجرت عن بعد، أو ألقيت من على سطح الفندق المجاور، أو رماها أحد راكبي الدراجات البخارية، يبقى السؤال الأهم في هذا الحادث، والذي لايزال يحير الكثيرين هو: من وراء هذه التفجيرات؟!

 

موقع "بريزون بلانيت" الإلكتروني المعروف بتغطيته لأنباء "نظرية المؤامرة"، حاول الإجابة عن هذا التساؤل عن طريق طرح بعض المؤشرات التي وإن لم ترقَ لمستوى الدلائل، إلا أنها تصلح لتكون نواة للبحث والتنقيب، وخيطًا لفك هذا اللغز.

 

عصفٌ ذهني

بدأ الموقع بعرضٍ أشبه مايكون بالعصف الذهني (Brain storming  )، مهمته تجهيز عقلية القارئ لاستنتاج سيناريوهات إبداعية تساهم في الوصول للجاني، مستهلا بالحديث عن "فضيحة لافون" وهي عملية إسرائيلية سرية عُرِفت بـ "عملية سوزانا"، كان مخططًا لها أن تُنفذ في مصر عن طريق قيام الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بزرع عبوات متفجرة  داخل أهداف مصرية وأمريكية وبريطانية في مصر، في صيف عام 1954، على أمل أن يوجه الاتهام فيها للإخوان المسلمين، أو الشيوعيين، أو "بعض الساخطين المجهولين" أو "القوميين المحليين".

 

عُرِفت هذه العملية فيها بعد باسم (فضيحة لافون) بعد اكتشاف تورط "بنحاس لافون" (1904 - 1976) وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، الذي أُجبِر فيما بعد على تقديم استقالته. ولم تعترف إسرائيل بمسئوليتها عن الخطة إلا في عام  2005 حينما كرَّم رئيسها "موشي كاتساف" 9 عملاء يهود مصريين كانوا مستخدمين في الخطة.

 

المستفيد الأكبر

هناك اشتباه على تورط الـ سي آي إيه والموساد في عملية الحسين الأخيرة بهدف الإطاحة بالرئيس مبارك، خاصة وأن الدولتين (أمريكا وإسرائيل) يشهدان في هذه الفترة حكومتين جديدتين، يشتركان في عدم التوافق مع النظام المصري، وإن تفاوت مستوى هذا الاختلاف، وهناك بعض المؤشرات التي تقوي هذا الاحتمال، وتوضح أن زعزعة الاستقرار المصري في هذه المرحلة من مصلحة هذين البلدين:

(1) تحت عنوان (مبارك يستعرض عضلاته) نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا في 23 فبراير 2009، لـ"إيان بريمر" -رئيس مجموعة أوراسيا وكبير زملاء معهد السياسة العالمية- قال فيه: "مبارك يريد من أوباما أن يدرك أنه لن يلعب دور خادم أمريكا المطيع، ومهما مارست واشنطن من ضغوط، فإن بإمكان مصر أن تقول لا".

(2) وفق تقرير أمريكي صدر مؤخرًا عن مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي "قد طعن مبارك في السن، ولم تعد لديه القوة للزعامة التي قدمها في السابق".

(3) وتحت عنوان (مصر لديها ذكريات سيئة مع نتانياهو) أوضحت وكالة أسوشيتد برس أن مبارك ونتنياهو لايحبا بعضهما البعض.

 

وبحسب الدكتور "جويل بينين"- مدير الدراسات الشرق أوسطية وأستاذ التاريخ في جامعة القاهرة الأميركية- فإن الولايات المتحدة الأمريكية ليست سعيدة بمبارك، حيث قال في 21 فبراير 2008: "في انتقاد حاد لنظام الرئيس مبارك، قدمت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية، في 13 فبراير، قالت فيها: "لم نكن راضين عن الجهود التي تبذلها مصر في مكافحة تهريب الأسلحة إلى غزة من خلال الأنفاق على الحدود".

 

مؤشرات وشهادات

وربما يفسر هذا السخط الأمريكي على النظام المصري التحليل الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست من أن (انفجار الحسين هو تعبير عن الغضب من حكم الرئيس مبارك).

 

أوليس غريبًا أيضًا أن تقدم صحيفة تليجراف البريطانية في هذا التوقيت الحرج الوزير عمر سليمان، مدير المخابرات العامة المصرية، على أنه ربما يكون الأقدر على إعادة "مجد مصر"، بعد مرحلة أطلقت عليها (شيخوخة الرئيس حسني مبارك)!

 

وفي الشوارع المحيطة بمكان الانفجار، أشار الكثيرون بأصابع الاتهام إلى إسرائيل. قال محسن الهنداوي، 53 عامًا، يعمل في بيع الملابس المصرية التقليدية للأجانب: "أعتقد أن إسرائيل هي من فعلتها بهدف الإضرار بالسياحة، التي هي بمثابة الدم الذي يجري في شرايين البلاد"، مضيفًا: "لايمكن لأي مسيحي أو مسلم مصري أن يقوم بعمل مماثل في مكانٍ مقدس كميدان الحسين".

 

وهو الاستنتاج الذي وافق عليه مصطفى الهنداوي، 45 عامًا، صاحب أحد محلات العطور المجاورة، قائلا: "الإسرائيليون وراء هذه العملية التي يتكلف تنفيذها الكثير من الدولارات؛ لأنها تمر بمرحلة من عدم الاستقرار، وتريد الإضرار بأمن وسِلم مصر عن طريق ضرب سياحتنا".

 

بدو سيناء

تعتبر سيناء جزءًا من مصر، وقبلة السائحين الأولى فيها، لكن إسرائيل تريد أن تجعلها جزءًا من (إسرائيل الكبرى). وتكمن المشكلة في أن حكومة القاهرة عاملت البدو - الذين يمثلون الأغلبية في سيناء- بعنف، ما جعل البدو يشعرون بأنهم يُعامَلون بنفس الطريقة التي تعامل بها إسرائيل الفلسطينيين، بل يقول بعض البدو إن إسرائيل تعاملهم بأفضل مما يعاملهم به بنو جلدتهم في القاهرة، ويرى البدو أيضًا أن أراضي رعيهم سُرِقت منهم؛ لبناء الفنادق التي يمتلكها الأغنياء في العاصمة. وربما خدعت إسرائيل بعض هؤلاء البدو وورطتهم في بعض الأحداث الإرهابية، خاصة وأنها تريد لسيناء أن تصبح جزءًا من (إسرائيل الكبرى).

 

وفي عددها الذي تحدثنا عنه آنفًا، قدمت مجلة  ناشيونال جيوجرافيك مقالا للكاتب "ماثيو تيج"، تحدث فيه عن سيناء والحروب التي شهدتها، مشيرًا إلى الحروب بين إسرائيل ومصر في أعوام 1956، 1976، 1973.

 

في العام 2002، أسس طبيب الأسنان "خالد مساعد سالم" (تنظيم التوحيد والجهاد) في سيناء، وفي ربيع 2004 قام أحد التابعين لـ "المساعد"، ويدعى إياد صالح بتجنيد مجموعة من الأشخاص.

 

وفي عام 2004 حدثت التفجيرات الإرهابية في "طابا". وفي عام 2005 حدثت تفجيرات أخرى في "شرم الشيخ"، وفي 2006 حدثت تفجيرات ثالثة في "دهب".

 

تورط الموساد

الجنرال المتقاعد صلاح الدين سالم، والباحث المصري في مركز الدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، كشف عن إمكانية التفكير بتورط الموساد في هذه التفجيرات التي شهدتها مدينة دهب،مستشهدًا بأن: "قدرة الموساد على اختراق بدو سيناء أمر معروف".

 

ونقل موقع إسلام أون لاين عن الدكتور عبد الله الأشعل- مساعد وزير الخارجية السابق، وأستاذ القانون الدولي في جامعة القاهرة- قوله: "كل المؤشرات تدل على أن الأيداي الإسرائيلية كانت وراء (هذه التفجيرات). فالمنطقة متاخمة لإسرائيل، وهي الدولة الأولى التي حذرت رعاياها من الذهاب إلى سيناء".

وفي أسبوعية "نهضة مصر"، قال الدكتور الأشعل إن إسرائيل "راغبة في إرباك مصر، والإضرار بسياحتها، بالضبط كما أضرت الانتفاضة الفلسطينية بالسياحة الإسرائيلية...  وقد كانت تأمل في رد فعل مصري، وانضمام للحملة الأمريكية لمكافحة الإرهاب. ومن المحتمل أن تكون إسرائيل قد جندت بعض الأشخاص الذين ينسقون مع الجماعات الإرهابية بهدف الإضرار بمصر... وتعمل إسرائيل على إعادة الإرهاب لمصر..".

 

وفي تصريح لنفس الأسبوعية المصرية، قال اللواء فؤاد علام- نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق: "ليس هناك مصلحة لمصر أو فلسطين في هذه التفجيرات، والمستفيد الوحيد منها هي إسرائيل. فكل الدلائل تشير إلى أن الفصائل الفلسطينية بريئة من هذه التفجيرات، فلا أحد يشتبه بهم، لكن يُشتبه في إسرائيل التي اتهمتهم، اللهم إلا إذا كان الموساد قام بتجنيد أحد هذه الفصائل للقيام بهذه التفجيرات.

 

وفي تصريح لموقع إسلام أون لاين، قال اللواء "محمد عبد الفتاح عمر" مساعد وزير الداخلية الأسبق: " في كل عمل، نحتاج إلى البحث والتنقيب أولا عن المستفيد الأكبر.. وإسرائيل هي المستفيد الوحيد من هذه التفجيرات. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن اليمين الإسرائيلي كان يمر بكارثة نتيجة الضغط الأمريكي على شارون بعد استخدام أمريكا لحق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة لتنقذ إسرائيل من مشروع قرار يهدف لإدانتها على المجازر التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين في غزة. ولم يكن أمام إسرائيل خيار سوى القيام بفعل يهدئ من وطأة الضغط الأمريكي على المنطقة، ويضع الكرة أمام المحكمة الأمريكية، على الأقل حتى موعد الانتخابات.

 

ويقول الدكتور "ضياء رشوان"، من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "أحداث سيناء لم يخطط لها الإسلاميون، ولا القاعدة، ولا المصريون، ولا يوجد في طابا كثافة سكانية تصلح لأن تكون تربة خصبة لظهور الحركة الإسلامية، بل يوجد فيها سياح وقوات أمن... وتبقى إسرائيل هي المستفيد الأكبر من مثل هذه العمليات، ومصر هي الخاسر الأكبر من ورائها. بالإضافة إلى أن التواجد الأمني المكثف في هذه المنطقة يمنع إدخال هذه الكمية الكبيرة من المتفجرات...

 

هذه العملية من تخطيط جهاز أمني، أو تم تنفيذها بالتنسيق مع جهاز أمني كبير، ولأن إسرائيل هي الرابح الأكبر، لابد من توجيه أصابع الاتهام إليها. ومن السهولة على جهاز الأمن الإسرائيلي تنفيذ عملية كهذه في مناطق متاخمة لحدودها، ثم العودة إلى داخل إسرائيل، بينما يكون الأمر صعبًا إذا كان المنفذون ينطلقون من داخل الأراضي المصرية.

1996 قُتل أحد المسلحين 19 سائحًا يونانيًا خارج أحد فنادق القاهرة

1997 قُتل 9 سائحين ألمان في هجوم بقنبلة على أحد المتاحف المصرية

1997 قُتل أحد المسلحين 58 سائحًا و 3 من رجال الشرطة في معبد حتشبسوت بالأقصر

2004 قُتل 34 في تفجيرات طابا وراس شيطان

2005 شن شخصان هجومًا على مجموعة من السياح في القاهرة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم

2005 قُتِل 64 شخصًا، معظمهم من السائحين، في تفجيرات طالت منتجع شرم الشيخ

 

الناطق بلسان سي آي إيه

وإذا ما عرفنا أن مجلة ناشيونال جيوجرافيك تبدوا وكأنها أصبحت الناطق بلسان وكالة (سي آي إيه)، سنفهم لماذا كانت المجلة قُبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر تعد خرائط وتقريرًا حول أفغانستان. لدرجة أن البعض يقول: إذا ما أردت معرفة أي البلاد على وشك أن يضربها البنتاجون، فلتنظر إلى صفحات هذه المجلة!

في عدد مارس 2009 –الذي طُرح قبيل تفجيرات الحسين- نشرت هذه مجلة مقالًا حول "الإرهاب" في مصر... فهل كان العاملون في المجلة على دراية مسبقة بتفجيرات الحسين؟!

 

المجلة حينما تبرز بعض التقارير لا تفعل ذلك إلا مع وجود هدف من ورائه، وحينما تخفي شيئًا يكون الأمر لنفس السبب. ففي عددها الصادر بتاريخ نوفمبر 2004، نشرت جيوجرافيك مقالا حول "جغرافية الإرهاب"، لـ المؤرخ اليهودي البارز والتر لاكور- الذي كان قد تقاعد مؤخرًا من كرسي "كيسنجر" في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن- وكان هذا المقال مليئًا بالتزييف، حيث أشار إلى عدد من الدول:

إيرلندا- لم يتطرق المقال إلى تمويل الولايات المتحدة للجماعات الإرهابية، والادعاءات بأن معظم أسوأ الحوادث كانت بتخطيط من الأمن البريطاني.

 

أوروبا- لم يذكر المقال دور وكالة سي آي إيه في ثمانينيات القرن العشرين؛ رغم أن التفجيرات التي طالت محطات السكك الحديدية كانت من تنفيذ جماعات إرهابية على صلة بوكالة سي آي إيه.

 

إندونيسيا- لم يذكر المقال: (1) الإرهاب الذي استخدمته وكالة (سي آي إيه) للإطاحة بالرئيس سوكارنو ثم الرئيس سوهارتو. (2) التدريبات الأمريكية للجنرالات الذين كانوا على علاقة بالعمليات الإرهابية في تيمور الشرقية وغيرها. (3) الروابط بين العسكر الإندونيسيين الذين دربتهم أمريكا، والجماعات الإرهابية مثل "عسكر جهاد" (4) التورط في تفجيرات بالي الإندونيسية.

 

فلسطين- لم يوضح المقال: (1) أن الجماعات اليهودية المتطرفة كان تقوم بطرد الفلسطينيين من أرضهم. (2) أن إسرائيل ساعدت حماس مبدئيًا في إضعاف عرفات (3) أن الولايات المتحدة ساندت إسرائيل في احتلالها للأراضي الفلسطينية وانتهاك قرارات الأمم المتحدة وامتلاك أسلحة الدمار الشامل.

 

العراق- لم يذكر التقرير الأدلة على أن الرئيس صدام حسن كان عميلا لوكالة (سي آي إيه)، وأنه وصل إلى السلطة بدعم أمريكي.

 

القاعدة- عزَّز المقال من الأسطورة التي نُسجت حول القاعدة. لكنه لم يذكر: (1) الروابط بين ابن لادن وعائلة بوش (2) مقتل ابن لادن في ديسمبر 2001 (3) التفجيرات عن بعد التي أسقطت برجي مبنى التجارة العالمية في 11 سبتمبر (4) تدريب المختطفين في القواعد العسكرية الأمريكية.

 

ورغم أن ناشيونال جيوجرافي من المفترض أن تكون مهتمة بالشأن الجغرافي، إلا أنها ما فتئت تقدم معلومات لا نهاية لها عن: علم الآثار، خاصة عالم المايان- التاريخ- علم الأحياء، خاصة الأسماء والقرود- علم الفلك. وقد كُتِبت هذه المقالات بطريقة غريبة، فرغم كون الكتاب مثقفين ومهرة، إلا أنهم غالبًا ما كانوا يخفون معنى ما يريدون قوله.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ