-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  26/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


خواطر من حرب غزة

طريف السيد عيسى

باسم التعقل والعقلانية يطالبنا كتاب وزارة خارجية بني صهيون – وهم من بني جلدتنا -  أن نقف بصف العدو ضد شعب محتل ومحاصر وجائع , هؤلاء الكتاب الذين انسلخوا من حضارتهم وثقافتهم وأصبحوا كاثوليكيين أكثر من البابا , بل أصبحوا  الكتاب المفضلين لأولمرت وليفني وباراك , فهنيئا لكتاب المارينصهيون .

ولم يتوقف الأمر عند هؤلاء بل لحق بهم البعض من القوميين الذين صدعوا رؤوسنا وهم يتحدثون عن حتمية الصراع ومعركة المصير ولا صوت يعلو على صوت المعركة  وكل الجهود يجب أن تبذل للمعركة مع بني صهيون وغيرها من الشعارات التي كشفت حرب غزة خداعهم وخديعتهم , وصدق فيهم : ليس كل مايلمع ذهبا .

في هذه الخواطر نتحدث عن ورقتين من أوراق حرب غزة :

الورقة الأولى :

نتطرق فيها لتلك الإسطوانة المشروخة التي صرعنا بها كتاب المارينصهيون , فهم في غالب مقالاتهم يتهمون المقاومة بالتطرف والتشدد الديني , لكننا لم نقرأ لهم كلمة واحدة عن التطرف والتشدد والإرهاب الصهيوني المدعوم من قبل المراجع الدينية الصهيونية, ونستعرض جانب يسير من التطرف الصهيوني الممنهج والمبرمج والذي ينفذ حسب توجيهات التوراة وتعليمات الحاخامات .

(نقلت صحيفة إيديعوت أحرنوت بتاريخ 19/1/2009 فتوى للحاخام الصهيوني : شموئيل إلياهو , وجاءت الفتوى ردا على سؤال : هل يجوز قتل النساء والأطفال في الحرب ؟ فأجاب الحاخام إلياهو : في حال مايكون هؤلاء الأطفال والنساء وسط الرجال من أعداء – إسرائيل – فإنه من المباح أن يقوم الجيش بما قام به البطل التوراتي اليهودي : شمشون . من هدم المعبد فوق رأس الجميع بلا تمييز ...).

( نشرت صحيفة الهاآرتس بتاريخ 12/1/2009 فتوى لعدد من حاخامات بني صهيون حيث جاء في الفتوى : إنه يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق – وهم الأقوام التي وردت في التوراة أنها حاربت اليهود – على الفلسطينيين وهو الحكم الذي ينص على قتل الرجال والأطفال والرضع والنساء والعجائز وسحق البهائم ...) .

( نشرت صحيفة معاريف الصهيونية بعدد 7/1/2009 عن إيلي يشاي زعيم حزب شاس الديني الصهيوني : هناك حاجة ماسة من قبل إسرائيل لنشر حالة من الرعب والفزع في غزة .. ويتابع : يجب تسوية القطاع بالأرض وسحقه عن بكرة أبيه حتى لايجدوا سبيلا لشغل أنفسهم بنا بعد ذلك .. في النهاية ستنتصر

التوراة ) وللعلم فإن الحاخام الصهيوني المتطرف  عوفاديا يوسف هو المرجع الديني لحزب شاس .

( اصدر أهم مرجع ديني صهيوني الحاخام يسرائيل روزين رئيس معهد تسوميت فتوى بتاريخ 28/3/2008 قال فيها : يتوجب تطبيق حكم عملاق على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه , ثم تلا حكم عملاق : اقضوا على عملاق من البداية حتى النهاية .. اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم , لاتأخذكم بهم رأفة , فليكن القتل متواصلا .. شخص يتبعه شخص , لاتتركوا طفلا , لاتتركوا زرعا أو شجرا , اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار ..).

( جاء في الكتيب الأسبوعي : عالم صغير . والذي يوزع كل جمعة على معابد اليهود , ورد فيه رسالة من الحاخام مردخاي إلياهو وموجهة لرئيس الوزراء إيهود أولمرت , وذكر في رسالته القصة التي وردت في سفر التكوين حول مجزرة تعرض لها أحد الشخصيات التاريخية لبني إسرائيل ويدعى شكيم بن حمور , كدليل على أن التوراة تبيح لليهود العقاب الجماعي لأعدائهم وفقا لأخلاق الحرب عند اليهود ..).

( وفي فتوى للحاخام دوف ليئور رئيس مجلس حاخامات المستوطنات في الضفة الغربية : إنه يؤيد الفتاوى التي ظهرت في الأيام الأخيرة بقتل المدنيين الفلسطينيين , وقد أيده في ذلك أيضا  رئيس المجلس البلدي اليهودي في القدس المحتلة .. ) .

( في شهر أذار 2008 أفتى مجموعة من حاخامات بني صهيون والذين يعملون في مدرسة مركاز هاراب الدينية والتي تخرج الطلبة المتدينين : بقتل الفلسطينيين , وقالوا لطلبة المدرسة إنهم بقتلهم هؤلاء ستحل عليهم البركة ..).

( تفيد الدراسات أن نسبة المتدينين في الجيش الصهيوني حوالي 60 /بالمائة وهناك هيئة تشرف على تلقين الدين اليهودي ضمن صفوف الجيش ).

( أجمع حاخامات بني صهيون على إعتبار باروخ جولد شتاين الذي ارتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 على أنه بطل مفدس ..).

هذا غيض من فيض من التطرف والتشدد والإرهاب لبني صهيون , لكن كتاب المارينصهيون لا يعرفون العدل والإنصاف .

الورقة الثانية :

مقالات كتاب المارينصهيون لاتخلوا من جلد المقاومة وتحميلها نتائج حرب غزة من قتل ودمار , وكأن هؤلاء المثقفين زورا وبهتانا لم يقرأو التاريخ , فلا يوجد شعب نال حريته واستقلاله بدون مقاومة , ولايوجد شعب رضي بالذل والهوان والقهر والإحتلال , فالشعوب تعرف أن ثمن الحرية والإستقلال باهظ وهم مستعدون لدفعه المرة تلو المرة حتى ينالوا حريتهم وكرامتهم التي لايعرفها كتاب المارينصهيون .

عندما نقرأ في تاريخ الحرب العالمية الثانية فنجد مواقف لاتختلف عن مواقف أهل غزة بالصمود ضد  العدوان الغاشم , واعتبر هذا الصمود نصرا , والذي ينكره كتاب المارينصهيون , لأنهم لايعرفون معنى العزة والكرامة والإرادة , فهم أدوات بيد أسيادهم .

( عندما هاجم الألمان قلعة بيلاروس في 22 يونيو 1941 بجيش ضخم بالعدد والمعدات , وحاصروا القلعة وجوعوا أهلها وقطعوهم عن العالم الخارجي , ورغم كل ذلك لم يستسلم من في القلعة بل قاوموا واستبسلوا في المقاومة ورغم دمار القلعة , وإلى يومنا تسمى هذه القلعة : القلعة البطلة ..) .

( وفي تاريخ 10/5/1940 هاجم الجيش الألماني هولندا على حين غرة , بمئات من الدبابات وجيش يتكون من عشرات الألوف , بينما كان الجيش الهولندي يفتقر لمواجهة هذا التفوق , لكن الهولنديين صمموا على المواجهة والمقاومة ولم يستسلموا واستمرت المقاومة حتى 17/5/1940 ودمرت مدينة روتردام , ورغم كل ماحل بالشعب فلم يستسلم الشعب بل تابع المقاومة حتى نال الحرية والإستقلال مقدما ربع مليون إنسان قتيل ) .

فهل كل هذه التجارب طيش وعدم تعقل ايضا ياكتاب المارينصهيون .

لكن أنتم لاتعرفون طعم العزة والكرامة , وأنتم فاقدي الإرادة , ولاتعرفون شئ عن معنى التضحية ولا قيمة عندكم للعلاقة مع الله , تلك العلاقة التي عرفتها المقاومة في غزة من خلال كتاب الله .

تلك العلاقة التي تحدث عنها الشهيد سيد قطب رحمه الله :

وقد لحظ هذا المعنى سيد قطب رحمه الله عند تفسيره "في ظلال القرآن" الآية الكريمة: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)) [البقرة: 214]. فقال رحمه الله: (على أنه حتى إذا لم يقع هذا "يعني الغلبة المادية" يقع ما هو أعظم منه في حقيقته، يقع في أن ترتفع أرواح أصحاب الدعوة على كل قوى الأرض وشرورها وفتنها، وأن تنطلق من إسار الحصول على الدعة والراحة والحرص على الحياة نفسها في النهاية، وهذا الانطلاق كسْبٌ للبشرية كلِّها، وكسب للأرواح التي تصل إليه عن طريق الاستعلاء، كسب يرْجَحْ جميعَ الآلام وجميع البأساء والضراء التي يعانيها المؤمنون المؤتمَنون على راية الله وأمانته وشرعه، وهذا الانطلاق هو المؤهل لحياة الجنة في نهاية المطاف، وهذا هو الطريق كما يصفه الله للجماعة المسلمة الأولى، وللجماعة المسلمة في كل جيل، هذا هو الطريق: إيمان وجهاد ومحنة وابتلاء وصبر وثبات وتوجه إلى الله وحده، ثم يجيء النصر، ثم يجيء النعيم).

لكن نقول لكتاب المارينصهيون عودوا لحضارة وثقافة أمتكم ولن يغني عنكم شرق ولا غرب :

كتب نكسون في كتابه Beyond peace، (الإسلام عقيدة قوية، والعلمانية في الغرب لا تستطيع أن تغالبه، وكذلك العلمانية في العالم الإسلامي: إن حقيقة أننا أقوى وأغنى دولة في التاريخ لا تكفي، العامل الحاسم هو قوة الأفكار العظيمة). وإذا كانت العلمانية لا تستطيع أن تكون نِدًّا للإسلام، فهل تستطيع ذلك الأديان المعاصرة؟!

وإذا كان العدو يمتلك القوة المادية , لكن في النهاية النصر للمقاومة والحرية والاستقلال .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ