-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  23/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بعد فشل "التهدئة"...استعجال الحوار بدل إرجائه

عريب الرنتاوي

أرجأت مصر دعوة الفصائل الفلسطينية للالتقاء حول مائدة حوار وطني كان من المقرر أن تلتئم في القاهرة اليوم، توطئة لإنجاز المصالحة الفلسطينية التي طال انتظارها، أما مبرر الإرجاء فلخصته المصادر المصرية بالانشغال في إنجاز ملف التهدئة الذي أطلق إيهود أولمرت ومجلس وزرائه الأمني المصغّر النار عليه حين قررا ربط التهدئة بالإفراج عن جلعاد شاليط، ولم تنس الدبلوماسية المصرية التأكيد بأن الدعوة لاستئناف الحوار ستوجه قريبا لمن يعنيهم الأمر.

 

انسحاب إسرائيل من التهدئة، لا يبرر تأجيل الحوار الوطني الفلسطيني، بل يوفر سببا إضافيا لاستعجال هذا الحوار وحث الأطراف على إتمام المصالحة، فالمصالحة الفلسطينية مطلوبة في حال "التهدئة"، وهي مطلوبة أكثر وتصبح متطلبا إلزاميا حين تخرق إسرائيل التهدئة أو تمتنع عن التوقيع على اتفاقها شبه الناجز، اللهم إلا إذا كان هناك من يرى أن المصالحة الفلسطينية لا يجوز أن ينعقد لها لواء غير لواء التهدئة والتفاوض، وهذا أمر لا نستبعده في ضوء ما مررنا به من تجارب مؤلمة مع بعض العواصم والدبلوماسيات العربية، بل ومع بعض اوساط السلطة الفلسطينية، ومن يقرأ تطور المبادرة المصرية للتهدئة والمصالحة وإعادة الإعمار، لا بد يرى أن هذه "المصفوفة" لم تطرح من فراغ، وأن تراتبيتها الزمنية ناضحة بالدلالة السياسية ومقصودة بذاتها.

 

لتكن لمصر أسبابها ومبرراتها الدافعة باتجاه تأجيل الحوار وإرجاء المصالحة، ولتكن للفلسطينيين أسبابهم ومبرراتهم الضاغطة باتجاه استقدام الحوار واستعجال المصالحة، ولتلتئم موائد الحوار الفلسطيني في أي مكان يمكن أن تصله مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، وليخرج الفلسطينيون في غزة والضفة والقدس والشتات، في مظاهرات واعتصامات ضاغطة باتجاه اسئناف الحوار واستعادة المصالحة، من دون انتظار التهدئة، ومن دون انتظار خلاص الوسيط المصري من انشغالاته أو سلّم أولوياته.

 

لقد عقدت قيادتا فتح وحماس لقاءات عدة في الأسابيع الأخيرة، أهمها اللقاءات التي جمعت موسى أبو مرزوق وأحمد قريع، وقبلها عزام الأحمد مع قيادات حمساوية، ولم تكن تلك اللقاءات مشروطة بوجود الوسيط المصري، أو بحاجة لوساطة طرف ثالث، فلماذا لا تستأنف اللقاءات المباشرة بين الفلسطينيين ابتداء، وبين جميع الفصائل في مرحلة لاحقة، وفي أي عاصمة أو مكان يمكن أن يستضيف ممثلين عنهما، وإذا كان لا بد من وساطة ووسطاء، فلماذا لا يقبل الفلسطينيون بالعروض المقدمة إليهم من دول وأطراف عدة، يمكن أن تكون أكثر "تفرغا" لملف الحوار، وأكثر توازنا في معالجة الملف، وأكثر تخففا من الحسابات والحساسيات التي تكشف عنها الدور المصري في هذه الأزمة.

 

إن استئناف الحوار بالوسيط المصري أو من دونه، بوسيط جديد أو من دون وسيط، هو معيار جدية المتحاورين وصدق التزامهم بقضيتهم الوطنية ومصالح شعبهم العليا، هو محك لصدقية شعاراتهم ونواياهم التي ما فتئوا يشرحونها ويروجون لها في مختلف وسائل الإعلام، وهو الهدية التي يمكن لهم تقديمها لشعبهم وأسر شهدائهم وجرحاهم وأسراهم بعد العدوان البربري على غزة، وغداة الانتخابات الإسرائيلية وتكليف نتنياهو تشكيل حكومة اليمين واليمين المتطرف.

 

الفلسطينييون بحاجة لاستعادة وحدتهم الوطنية، والوحدة الوطنية الفلسطينية مطلوبة بذاتها، وخصوصا عند غياب التهدئة، لكنهم – غالبيتهم العظمى على الأقل - ومن موقع الإدراك لمصالحهم وأولوياتهم يقولون: بئس المصالحة والوحدة التي يراد لها أن تكون مشروطة بالتهدئة مع إسرائيل، أو ممرا إجباريا للانضواء في مسار "المفاوضات حياة"، فـ"التهدئة" قرار تكتيكي يتخذه الفلسطينييون في سياق كفاحهم المديد والمرير على طريق الحرية والاستقلال، أما وحدتهم الوطنية، فخيار استراتيجي سيظل حاضرا في كل مرحلة من مراحل هذا الكفاح، خيار عرضة للتجديد والتطوير، للفك والتركيب، وفقا لمقتضيات المرحلة الكفاحية ومتطلباتها وأدواتها وعناصرها والقوى المحركة لها، فحذار من أن تكون هذه (التهدئة) مرادفة لتلك (الوحدة الوطنية).

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ