-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  11/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لو أطاعونا ما قتلوا

د. عطية فياض

يبدي نفر ممن يناصبون مقاومة المحتل الغاصب الصهيوني العداء أسفهم وحزنهم العميق على ما حل ب"المدنيين " من أطفال ونساء وشيوخ من قتل وتمزيق وتقطيع وتدمير للبيوت وحرق للأحياء بالأسلحة المحرمة دوليا والتي لم يفلح هؤلاء رغم علاقات الصداقة والتطبيع من إلزام الكيان الصهيوني بالتوقيع على اتفاقية دولية تحد أو تحظر استخدام مثل هذه الأسلحة.

 

وإذ يجد هؤلاء أنفسهم أمام واجب يحتمه عليهم مواقعهم مجاراة للشعوب الهادرة الثائرة بأن يؤازروا هذا الشعب المكلوم ، وأن يكونوا عونا للمقاومة لكنهم بدلا من أن يستجيبوا لنداء الشرع والضمير رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ، وتذرعوا كذبا وزورا بأن بيوتهم وحدودهم عورة ، وأنهم لم يستعدوا لهذه المواجهة ، ولو كانوا يريدون الدعم والعون والمؤازرة لأعدوا له عدته ، ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ، وأقعدهم مع القاعدين.

 

لم يجد هؤلاء وسيلة لمناصرة المجاهدين الذابين عن شرف الأمة إلا أن يقدموا لها النصائح بالاستسلام والركوع والإذعان لما يريده العدو ، وإذ لم تصغ الفصائل الجهادية لمواعظهم فليتحملوا هم وحدهم المسئولية ، لأنهم لو أطاعوهم ما قتلوا.  

 

إن هؤلاء لم يكتفوا بالتخلف والقعود عن نصرة إخوانهم وأهليهم ممن يشتركون معهم في رابطة العقيدة واللغة والجوار والمصير المشترك مع اشتداد وطأة العدو على أهليهم وتبجحه ورفضه لكافة القرارات الدولية وغير الدولية ، مع أن هذا التخلف في هذا الوقت يحدث رجة وزلزلة في الصفوف والنفوس بل راحوا يثيرون الزلزلة والحسرة في قلوب المكلومين والمظلومين ، ويفتون في عضد المجاهدين ويحملونهم عبئا نفسيا أمام مواطنيهم إضافة إلى عبء مقاومة المحتل الغاصب.

 

لقد شهدت الأمة في تاريخها الطويل حكماء وعقلانيين وأصحاب عواطف نبيلة يتألمون لما يحدث في صفوف المجاهدين ، وتذرف عيونهم الدمع لمصيبة المصاب وألم المتألم لكنهم ما كانوا صادقين في مشاعرهم ولا عواطفهم ولا في ادعاءاتهم ، وقد أنبانا الله تعالى من أخبارهم ففي مواجهة النبي صلى الله عليه سلم للمشركين ظهرت فئة ممن أعلنوا إسلامهم ادعت لنفسها الحكمة والعقلانية وبعد النظر ، وراحت تملي على النبي صلى الله عليه وسلم بمواعظها ونصائحها ورؤاها ، وإذ لم يستجب النبي صلى الله عليه وسلم لهم ويقدر الله تعالى تراجعا في الموقف الإسلامي فإنهم يسارعون في اللوم والتأنيب ، فمرة { لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا }( آل عمران : 156) وثانية { لو نعلم قتالا لاتبعناكم } ( آل عمران : 167) وثالثة { لو أطاعونا ما قتلوا } ( آل عمران : 168) ورابعة { ائذن لي ولا تفتني } التوبة ( 49)

 

ويعلم الله كذب هؤلاء المنافقين ، فما كانوا حريصين يوما على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما أرادوا الفرار من المواجهة { وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا } ( الأحزاب : 13) كانوا يخشون من أن تدور عليهم الدائرة { يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } (المائدة : 52) وأنهم يرقبون الأحداث { فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين } ( النساء : 141)

 

وفي سقوط بغداد على يد التتار ( 656هـ ) كان ابن العلقمي الذي نصح الخليفة بعدم الاستكثار من الجند ، ومهادنة التتار وعدم قتالهم بل وإكرامهم وبالتالي يحصل المقصود ، بل ودبر حيلة للتطبيع بين دولة الخلافة والتتار فزعم أن ملك التتار يريد تزويج ابنته من ابن الخليفة وما كان ذلك إلا خدعة ليقتل كل من حضر حفل العرس، وانتهى الأمر إلى ما يعرفه كل أحد.

 

إن الله سبحانه قد فضح هؤلاء المنافقين في قرآنه وحذر منهم حتى لتنزل سورة كاملة يطلق عليها في القرآن الكريم سورة " الفاضحة " تظهر ما كانوا يبطنونه، وما انطوت عليه سرائرهم، لكن الله يظهر الله حكمته في تقديره تخلف هؤلاء { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة }( التوبة: 47)

 

لقد ارتدت مواقف هؤلاء عليهم حسرة وندامة { فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين } ( التوبة : 52) إذ جاء الحق وزهق الباطل ، وأتم الله نوره ، وظهر أمره وهم كارهون.

 

فإلى المجاهدين الصامدين الصابرين في غزة : لا تعتزوا إلا بالله ، ولا تثقوا إلا فيه ، والله معكم ،  ولن يتركم أعمالكم

 

وأنتم يا أهلنا وأطفالنا في غزة اصبروا ، واستبشروا بنعمة من الله وفضل فالله لا يضيع أجركم ، ولا تسمعوا لمثل هذه الأراجيف ، واعلموا أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا ، ولن يجمع الله عليكم خوفين فقد خفتم وروعتم وفزعتم في الدنيا فهنيئا لكم الأمن والأمان يوم القيامة ، وستقر عيونكم بإذن الله بنصر عزيز ، وسيكف الله بأس اليهود عنكم والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وقد جعل الله تعالى نصر المؤمنين حقا عليه { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } ( الروم : 47) ونحسب أنكم كذلك.    

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ