-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  08/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فليتعلم الخانعون العرب الشجاعة من أردوغان

أ.د. محمد اسحق الريفي

تحية بكل ألوان الحب الممزوجة بعبق دماء شهداء غزة الأبطال؛ الذين بعثوا في قلوب أبناء أمتنا الأمل في إحياء ثقافة الجهاد والانتصار ونبذ ثقافة الذل والانكسار، نقدمها بإجلال وإكبار إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي رفض ما اعتاده معظم قادة العرب من خنوع للأمريكان وصمت على جرائم المحتل الصهيوني ضد غزة.

 

لم يطأطئ أردوغان رأسه عندما سمع رئيس كيان الاحتلال الصهيوني المجرم شمعون بيريس وهو يتمسكن ويمثل دور الضحية في المؤتمر الاقتصادي العالمي في دافوس يوم الخميس الماضي، ولم يطق أردوغان سماع أكاذيب من ولغوا في دماء شعبنا وارتكبوا ضده أبشع المجازر الوحشية والدموية وهم يبررون جرائمهم أمام العالم، فانتفض انتفاضة عزة وإباء، ورفع صوته عالياً في كل الأرجاء، رافضاً السكوت على أكاذيب بيريس وافتراءاته.  وعبر أردوغان بغضب عن مدى تألمه لما أصاب أهلنا في غزة على أيدي الصهاينة وعن تضامنه مع غزة وشعبنا الفلسطيني، وتصدى لبيريس بكل شجاعة، مفنداً أكاذيبه، ومبيناً أن العالم لم يعد يطيق سماع الأكاذيب الصهيونية، ثم انسحب من المكان بعد أن صفع رئيس كيان الاحتلال.

 

كان بإمكان أردوغان أن يصمت مع الصامتين ويتصرف إزاء أكاذيب بيريس كما يتصرف العرب المطبعون مع كيان الاحتلال الصهيوني، وكان بإمكانه تبرير صمته بسعي بلاده إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، أو التذرع بحرصه على مصالح بلاده، ولكنه أبى ذلك؛ لأنه يعلم مدى قوة بلاده والاستقرار السياسي الذي تنعم به، ولأنه يدرك مدى أهمية القضية الفلسطينية للأمة الإسلامية.  ولم يحرص أردوغان على إرضاء الإدارة الأمريكية ويخنع لها كما يفعل كثير من الزعماء العرب "المعتدلون"؛ الذين يتفهمون هواجس الاحتلال الأمنية ويدفعون شعبنا إلى الاستسلام له.  وحرص أرودغان على ألا يغضب شعبه المسلم؛ الذي خرج إبان الحرب الصهيونية الظالمة على غزة بالملايين تأييداً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ضد المعتدين الصهاينة، فهو يعلم أن وراءه شعب حي أبي يرفض الذل والهوان، وأنه جاء إلى رئاسة وزراء تركيا وفقاً لإرادة هذا الشعب، ولذا فهو يشعر بالمسؤولية ويتحملها بأمانة.

 

ولذلك لا يقبل أردوغان أن يخالف إرادة شعبه، أو أن يقمعه إرضاء للإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين ويمنعه من التظاهر تأييداً للشعب الفلسطيني؛ كما فعلت أنظمة الخنوع والتواطؤ.  ولا يقبل أردوغان أن ينتهك كرامة بلاده، وقد عبر عن ذلك بوضوح في المطار الذي استقبله فيه شعبه استقبال الأبطال قائلاً: "القضية قضية تقدير لبلادي ومكانتها لذلك كان من الواجب ان يكون رد فعلي واضحا.  لم أكن لاسمح لأحد بتسميم هذه المكانة خاصة كرامة بلادي".  إذن المسألة بالنسبة لأردوغان هي مسألة احترام للشعب التركي المسلم، وحرصاً على كرامة تركيا المسلمة، فهل يعي النظام الرسمي الخانع هذه المعاني ويتعلم من أردوغان الشجاعة!!

 

ولكننا نطلب في الوقت ذاته من أردوغان المزيد؛ قطع العلاقات مع كيان الاحتلال الصهيوني، ورفض استقبال قادته المجرمين أو مصافحتهم، فمصافحتهم جريمة يرفضها الأحرار والشرفاء من أبناء العروبة والإسلام.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ