-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  07/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إلى حماس: قليل من الحساب والتحسب

عريب الرنتاوي

أخطأ الأخ خالد مشعل مرتين: الأولى حين أطلق "مفاجأة" المرجعية البديلة...والثانية حين شرع في توزيع "أسهم وشهادات نصر غزة" على دمشق وطهران والدوحة، في مشهد يحاكي تجربة تموز 2006 ويعيد صياغة خطابات السيد حسن نصر الله، بيد أنه أثار في الوقت ذاته، حفيظة الكثيرين ومخاوفهم، وأفضى إلى خروج معسكر "الاعتدال العربي" من سباته وشتاته، ووأيقظه على الحاجة للملمة صفوفه وإعادة ترتيب أولوياته.

 

في الدعوة / "المفاجأة للمرجعية البديلة، زوّد مشعل مختطفي منظمة التحرير بالكثير من العتاد والذخيرة، التي أخذوا يطلقونها ذات اليمين وذات الشمال، ومكّنهم من استرداد كثيرين ممن انفضوا من حولهم، وأعاد بعث تحالفات ما كان لها أن تستيقظ إلا على وقع الخشية على منظمة التحرير والخوف على الهوية والكيانية الفلسطينيتين، فاختلط حابل الانتهازين بنابل الغيورين على المصلحة الوطنية الفلسطينية، ليصطف هؤلاء وأولئك في خندق الدفاع  عن المنظمة في مواجهة الأطر البديلة والموازية.

 

وفي زيارته طهران على وجه الخصوص، وما رافقها من توزيع الشهادات على "الشركاء في النصر" أو "رفع التقارير لولي أمر المسلمين أو أمير المؤمنين" وفقا للتغطيات الإعلامية الإيرانية المعتادة، كانت النتيجة بائسة والحصاد مؤسف، بل ووفرت الصورة والتغطية مادة صلبة لاجتماع "مجموعة التسعة" في أبو ظبي، ولكل مناوئي حماس والمقاومة فلسطينيا وعربيا، والحقيقة أن كل الشروحات والتوضيحات التي صدرت عن قادة حماس في المرتين لم تكن كافية لاحتواء النتائج السلبية التي مسّت صورة صمود غزة ومقاومتها.

 

وإذا أضفنا إلى هذا وذاك، التقارير المحايدة ( لا أتحدث عن تقارير السلطة وأضاليلها) التي تتحدث عن "تجاوزات مؤسفة تصل حد القتل في الشوارع على الشبهة ومن دون محاكمة" في قطاع غزة، تقوم بها قوى محسوبة على حماس وحكومتها ضد عناصر من فتح، طاول عناصر من الجبهتين الشعبية والديمقراطية كذلك، تكون النتيجة في غير صالح حماس ولا لخير المقاومة والصمود في القطاع الباسل.

 

حماس بحاجة لإيران، وإيران ليست دولة عدوة للفلسطينيين، وتطبيع العلاقة معها وتطويرها أمر مهم وفيه مصلحة للجميع، لكن مقاربة هذا الملف، في مناخات التمحور والاستقطاب، يجب أن تتسم بكثير من العناية والحذر، فثمة أطراف عربية لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصا من قبل حماس: مصر والسعودية، لا يمكن أن تتعامل مع مظاهر كتلك التي رافقت زيارة مشعل لطهران، من دون أن تستفز أو تستنفر.

 

لقد وسعت هذه الأخطاء والخطايا في السياسة والممارسة، جبهة أعداء حماس، وأكسبت خصومها التقليديين من فلسطينيين وعرب بعض أوراق القوة، وهي ستساعدهم على تخطي حرج الإفلاس والصمت والعجز والتواطؤ الذي طبع مواقف كثيرين منهم، والأهم من كل هذا وذاك، أنه كان بالإمكان تفادي كل هذه الجلبة وكل هذه التداعيات، كان بالإمكان إبقاء جذوة غزة مشتعلة من دون تحويل نصرها وصمودها إلى "شهادة حسن سلوك" تمنح لهذا وتحجب عن ذاك، وفي ظني أن حماس ستواجه وضعا أصعب مع "المعتدلين العرب"، وقد كان بالإمكان تفاديه، ويكفي أن أشير هنا إلى التأجيل المتكرر لزيارة مشعل إلى صنعاء احتجاجا على "مفاجأته وجولته" لكي يتضح مغزى ما نريد الذهاب إليه.

 

لا نقول ذلك من موقع تبرير ما تفعله عواصم الاعتدال، فقد حذرنا في مقال لم ير النور في هذه الزاوية بالأمس، من مخاطر حرف الأنظار والبوصلة في أبو ظبي باتجاه إيران بدل إسرائيل، وقبلها كنا مع الكثرة الكاثرة من أبناء الأمة الذين نددوا بالصمت والعجز والهوان الرسمي العربي، لكننا اليوم نحذر من مغبة فتح جبهات لا لزوم لها، أو توسيع جبهة الخصوم واستفزازهم وتأليبهم.

 

حماس بحاجة لمراجعة سياسية دعونا إليها قبل أن تصمت المدافع، على أن تجرى بكل تواضع ومن دون "غرور أو شعور بالنشوة والانتشاء"...حماس بحاجة لتقديم كل من انتهك حقوق المواطنين والمناضلين من فصائل أخرى للمحاكمة العادلة والشفافة...حماس بحاجة لخريطة طريق في مرحلة ما بعد غزة، حتى لا ينقلب نصرها إلى هزيمة، وتخسر في السياسة والعلاقات العامة، ما ربحته في ميدان الصمود والمقاومة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ