-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  04/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أولويات وتحديات المصالحة والاعمار والهدنة

بقلم ناصر ابو عزيز*

العدوان الغاشم الهمجي الذي تعرض له شعبنا وارضنا في قطاع غزة هذا العدوان الذي طال الانسان والارض والحجر والشجر ليس مسالة عابرة او حدث عادي او خبر اعلامي نسمعه ونراه وكفى . انها مجزرة وحرب ابادة انها نكبة جديدة تحمل في طياتها الاما كبيرة وامالا لابد ان نراها . فرغم كل الدماء الزكية ورغم كل ماتعرض له شعبنا وارضنا في قطاعنا الحبيب وعدم اتضاح صورة الفاجعة بكل ابعادها حتى اللحظة الا ان الرسالة التي يجب ان يفهمها الاحتلال هي ام مجموع المجازر وشلال الدم النازف منذ نكبة 1948 حتى اللحظة لن يدفع شعبنا ويجبره على رفع الراية البيضاء ولن يثنيه عن الاستمرار في كفاحه من اجل تحقيق ثوابته بالعودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. والسؤال الذي يطرح نفسه على اجندة كافة الفصائل يرتبط بالاولويات والتحديات التي تواجه شعبنا بعد هذه الحرب الضروس بعد حرب الابادة بعد هذا العدوان الغاشم الذي تعرض له الاهل في قطاع غزة.

 

 بداءا لجميع الحريصين على وحدة شعبنا الشكر والتقدير والعرفان حتى المسكونين فينا بنظرية المؤامرة عليهم ان يتوجهوا بالشكر لكل الذين يدعوننا من العرب والعجم للمصالحة وانهاء الانقسام حتى وان اعتقد البعض ان لهذا الطرف او ذاك مارب اخرى من هذه الدعوات التي كانت قبل العدوان على اهلنا في غزة او تلك التي بداها باذكي مون عندما زار غزة اثناء العدوان بدعوته للشعب الفلسطيني بالوحدة وانهاء الانقسام ولن يكون بالتاكيد اخرها ماصرح به وزاراء خارجية الدول الاوروبية المجتمعين في بروكسل بتاريخ 25/1/2009 والذين لم يكتفوا ببيان يصدر عن الاجتماع فقد ادلى معظمهم واذ لم يكن جميعهم بتصريحات خاصة تدعوا شعبنا وفصائله للمصالحة وانهاء الانقسام بدءا من وزير خارجية بريطانيا الذي كتب مقالا بهذا الصدد نشر على صفحات جريدة القدس مرورا بوزراء خارجية السويد واللكسمبورغ وايطاليا والمانيا وصولا الى بلير مبعوث الرباعية الذي قال بدون المصالحة الوطنية سيكون الاعمار صعبا ان ما احدثته وتحدثه هذه الدعوات هو حالة من الخجل الذاتي والفصائلي فعلى الرغم من بعض المكابرات والنرجسية واللامبالاة وجنون العظمة والدور الاسود للوبيات الفصائلية التي تدفع باتجاه تعميق الانقسام وصولا الى الانفصال الا انني واثق انه مامن هيئة قيادية لهذا الفصيل او ذاك الا ووقفت مع ذاتها وقفت امام سيل هذه الدعوات التي لن تنتهي وقفت خجولة مربكة في التعامل معها فرغم كل الجهود لرؤية الاهداف وخبايا هذه الدعوات الغير مرئية لم ولن يستطيع أي تنظيم ان يقول بانني ارفض دعوات المصالحة وانهاء الانقسام بغض النظر عن منبته . وللاسف  فحتى اللحظة فان عدم رفضها لايعني قبولها لقد تقاطعت هذه الدعوات مع دعوات ملايين الفلسطينيين في الوطن والشتات وفي كل اصقاع الارض مع دعوات فصائل العمل الوطني ومؤسسات المجتمع المدني ودعوات الاشقاء العرب ودعوات كل اصحاب الضمائر الحية التي تطالب بضرورة المصالحة وانهاء الانقسام . نعم لقد كانت هناك عشرات المبادرات ماقبل العدوان المجزرة على اهلنا في غزة واليوم وبعد هذا العدوان الهمجي بعد الاف الشهداء والجرحى وعشرات الاف البيوت والمدارس والمستشفيات المدمرة مسحت عن وجه الارض اليس من حق كل مواطن ان يقول بان عزاءه المتبقي يكمن في المصالحة والوحدة ؟ اليس من حقنا ان نقول بانه ان لم توحدنا كل هذه الدماء الزكية  فما الذي يمكن ان يوحدنا ؟ اسف لكل من ينضم الى قائمة المتشائمين لان من لا يحرك ضميره دماء اطفاله وشعبه اعتقد بان لاشيئ يستطيع تحريكه وللاسف فان مايجري على الساحة الفلسطينية من خلال مانسمعه على لسان العديد من قادة هذا الشعب حول ترتيب الاولويات تارة للمصالحة وانهاء الانقسام تارة للاعمار واخرى للكفاح واخرى للتهدئة وللمفاوضات كل ذلك يدفعنا الى التساؤل عن اوجه الاختلاف مابين هذه الاولويات؟ ومن صاحب الحق في في هذا الترتيب بحيث يفيدنا من اين نبدا ؟وهل هناك تناقض بين المصالحة والوحدة والمقاومة بين المصالحة والاعمار بين التحرير والبناء ؟  التجربة الفلسطينية غنية بالدروس والعبر فكل يوم من الايام الفلسطينية على مدار اكثر من ستين عاما من الكفاح يحمل في طياته قصة حياة الفلسطيني المكافح من اجل حرية واستقلال شعبه فاحدى وستين عاما من الاشتباك المتواصل مع الاحتلال كفيله بان تعلمنا وتفيدنا وتضعنا على سكة الخلاص الوطني في التعامل مع راهن الحال ان اردنا . لقد تمثلت اهداف الكيان العبري  منذ تاريخ قيام دولة الاحتلال بالعمل على تحويل القضية الوطنية الفلسطينية الى قضية انسانية ذات طابع خدماتي انساني وتجلى ذلك بوجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" بعد النكبة مباشرة والتي اخذت على عاتقها معالجة اثار النكبة اثار الدمار والتشرد الذي احدثه الكيان العبري  على الارض والشعب الفلسطيني حيث نجح الاحتلال وحاضنته الاستعمارية انذاك في اشغال الجميع بمعالجة الاثار الاقتصادية والانسانية الناجمة عن النكبة مقابل استبعاد الجانب السياسي والوطني وتوفير الظروف المناسبة للاحتلال ليعمل على بناء وتوطيد اركان دولته على مختلف المستويات الاقتصادية والامنية . واستنادا لهذه التجربة امل ان نعمل على نبش الذاكرة الفلسطينية التي تعاني من عجز كبير لنرى الامور والاحداث ترابطاتها وعدم النظر لكل حدث بمعزل عن الاخر فجوهر اهذاف الاحتلال التاريخية ان لايكون هناك كيانية فلسطينية ان لايكون دولة فلسطينية ولاجل تعزيز هذه الاهداف كانت المجازر المتتالية . كانت عملية السور الواقي في الضفة وكانت خطة شارون في غزة وبعد هذه المجزرة الكبرى التي تعرض لها اهلنا في غزة ومازالوا هل يساور احد شك في ان تعميق الانقسام وصولا الى الانفصال هو هدف اسرائيلي بامتياز . وعليه اعتقد ان تطوير وتوسيع دور وكالة غوث تشغيل اللاجئين الاونروا لتصبح المسؤولة عن كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والانمائية التي خلفها العدوان ليس حدثا تصادفيا بل يصب في خدمة المشروع الصهيوني القاضي بتفريغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني وجعلها انسانية ان يعي ذلك دون الامساك بالبعد السياسي فعلى الرغم من تقديمنا الشكر والامتنان لكل من قدم ويقدم المساعدات لاهلنا في غزة الا ان التسابق الذي يجري عربيا ودوليا من اجل اعمار غزة هذه المبارزة في من يدفع اكثر وسيادة ذهنية التعويض والمساعدات والبناء لتعمير مادمرته اسرائيل واراحة الاحتلال الاسرائيلي المعتدى واعفاءه من مسؤولية اعمار ماهدمه تعبير وجه حق لايغير سوى مكافئة للاحتلال على جرائمه هذا الاحتلال الذي دمر اجزاء كبيرة وغريزة في البنيان وغزة وسائر الارض الفلسطينية ولم ولن يدفع قرشا واحدا عقابا على جرائمه .افليس من حقنا ان نسال العالم لماذا تعفى دولة العدوان من تبعات جرائمها ؟ الا يعني ذلك مكافئة وموافقة للاحتلال على عدوانه؟ ولماذا لانشمر عن سواعدنا فلسطينيا  وعربيا للضغط على المجتمع الدولي لاجبار الاحتلال على دفع كل الخسائر التي نجمت عن عدوانه البربري؟ وهنا ارغب بالتذكير والتاكيد على ان الاهتمام بالاعمار لايعنينا ولايسمح لنا ان نكرر تجربة الاخطاء التاريخية التي وقعت اثر النكبة الاولى وذلك من خلال التشديد والتاكيد على ان الموضوع الفلسطيني هو موضوع سياسي وطني بامتياز يتمثل بضرورة انهاء الاحتلال عن كل الارض الفلسطينية وعدم الوقوع في فخ الاعمار والمليارات القادمة على اشلاء ودماء شعبنا بالمقام الاول والتعامل معها بشكل صبياني من يستلم الفلوس من يعيد البناء من هو الفاسد من هو النظيف من هو الحرامي ومن هو الامين كل هذه التجاذبات تجري ومازلنا نعثر على شهدائنا تحت الانقاض وبمزيد من الاسف فان المتتبع للفضائيات يلمس بان هناك استعداد لاسقاط مزيد من الشهداء في سبيل تحسين المحاصصة والسيطرة على ملايين الدولارات القادمة للاعمار والجانب الاخطر في هذه اللوحة وبعد التاكيد على ضرورة استنفار كل الجهود من اجل الاغاثة السريعة لكل ابناء شعبنا المتضررين من العدوان هو الوصول الى لحظة يتم فيها المساومة بالاعمار على حساب الحل السياسي وهذا يستدعي من الجميع ضرورة التاكيد بان الهدف المركزي هو جلاء الاحتلال عن كل الارض الفلسطينية التي وقعت تحت الاحتلال قد افرزت دروسا وعبرا كثيرة وتقاطعت وتشابهت بالكثير منها لعل اهمها يشير الا ان لامجال لهدنة بين شعب يقع تحت الاحتلال ومحتليه هذا الاستخلاص مصحوبا بفهم ثابت لدى الشعوب التي ناضلت من اجل نيل الحرية والاستقلال يؤكد بان المقاومة لاتعني فقط الكفاح المسلح فالصامدين على ارضهم مقاومين  وابناء اقرث وبرعم المناضلين لعودتهم الى قراهم التي هجروا منها قسرا مقاومين والمشتبكين مع الاحتلال في نعلين والمعصرة مقاومين ومن يقاوم التطبيع مكافح ومن يقاطع البضائع الاجنبية مكافح واسرانا القابعين في سجون الاحتلال متمسكين باهداف شعبهم رغم معاناة وويلات الاسر مكافحين والقوى التي بادرت وتصدت للاحتلال عقب النكبة الاولى تمتلك تاريخا كفاحيا ومصداقية في السلوك ونظافة اليد وطهارة في الكفاح لاهم لها سوى حرية واستقلال شعبها قدمت ومازالت الاف الشهداء والجرحى والاسرى دون انتظار لاية امتيازات هي طليعة المقاومين لاتستهتر بحقوق ودماء شعبها على طريقة خالف تعرف او عنزة ولوطارت او من اجل حصاد فئوي ضيق مريض فرفض الهدنة مع الاحتلال من قبل قطاعات واسعة من شعبنا وقواه لايعني السباحة عكس التيار او تقع ضمن منطق خالف تعرف ولاتعني بالمقابل تحريك الجيوش وجحافل وارتال الدبابات انها ببساطة ووضوح رسالة مفادها رفض الاحتلال وهنا ارى ضرورة التذكير بان المقاومة الشعبية ومقاومة الحجر ورفض التطبيع وكل دروس الانتفاضات الفلسطينية هي نماذج علمها شعبنا لكل الشعوب المضطهدة الواقعة تحت الاحتلال فشعبنا الفلسطيني لايقاوم من اجل المقاومة وليس لديه رغبة ان تسقط قطرة دم من ابناءه وهو صاحب رسالة سلام سلام يعيد له حقوقه غير منقوصة سلام يقوم على حق العودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ولاجل تحقيق ذالك يجب ان لاتغيب المسالة السياسية وتضيع في قلب اموال الاعمار وهذا يعني امساك الجميع بالهدف المركزي لكفاح شعبنا الا وهو ازالة الاحتلال وهذا يستدعي الشروع الفوري بالحوار الوطني لنكون امام اجماع فلسطيني قادر على الامساك بكل الحلقات السياسية الاقتصادية والاجتماعية اجماع يرتكز على وثيقة الاسرى ويعيد الدماء الى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وليدرك الجميع من هم تحت مظلة المنظمة ومن هم خارجها ان هذه المنظمة هي انجاز كفاحي دفع ثمنه شعبنا الاف الشهداء والجرحى والاسرى وعليه فان المنظمة الضعيفة هي الممثل الشرعي والوحيد الضعيف لشعبنا والمنظمة القويةو هي الممثل الشرعي الوحيد القوي لشعبنا لذا لابد من حب كل الجهود من اجل ان نكون امام منظمة التحرير الشاملة لتمثيل كل الطيف الفلسطيني فالتجربة الفلسطينية قالت كلمتها باننا ونحن موحدين استطعنا الحفاظ على كينونة شعبنا وهويته وصموده وعملنا على تحويله من شعب ثائر وحافظنا على استمرار قضيتنا حية في كل المحافل وعلى مختلف الصعد ومع اهمية كل ذلك علينا الاقرار باننا رغم كل سنوات الكفاح وموحدين لم تستطع تحقيق ثوابتنا بالعودة واقامة الدولة وكنس الاحتلال عن ارضنا فما بالكم  هل نستطيع تحقيق شيئ ونحن مفرقين وممزقين ومنقسمين سياسيا وجغرافيا وهل لدى احد شكا بان الانقسام هو من فتح شهية الاحتلال ليشن عدوانه الدموي على اهلنا في قطاع غزة لااقصد هنا اثارة العواطف رغم اهمية ذلك وقناعتي بان العواطف سمة انسانية لكن ان بقيت وحدها دون رؤية الامور بواقعيتها فاننا سنغرق باماني واحلام لانهاية لها وعليه فان التجربة الفلسطينية تدفع الجميع باتجاه البحث عن كل قواه السياسية والمجتمعية فهل سنفعل المبادرات الاوروبية ودعواتهم لنا بالمصالحة ماعجزت عنه المبادرات الفلسطينية والعربية وماعجزت عنه الدماء الزكية التي سالت على ارض غزة فرغم المرارة اتمنى ذلك ولكي نجد هذه  المبادرات بغض النظر عن منبتها صدى لها ومصداقية عليها ان تستنبع من قبل اصحابها وتحديدا الاوروبيون بدعوة الاحتلال للرحيل عن ارضنا باعتباره عنوان كل الماسي وليكن الوفاء والعزاء لكل الدماء التي سالت على ارض قطاعنا الحبيب هو المصالحة وانهاء الانقسام الذي لايتعارض مع البناء والاعمار بل هو الحاضنة والدافع له

ـــــــــــــ

*عضو المجلس الوطني الفلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ