-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  02/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أوباما الإمبراطور:
هل يحرّر الشعوب المسحوقة من استعباد حكّامها المستعبَدين له!؟

عبدالله القحطاني

* أن يحرّر أوباما الإمبراطور، سليلُ العبيد المحرّرين.. بعضَ العبيد، والمستعبَدين، في أمريكا، أو في أنحاء أخرى من العالم.. فهذا أمر إنساني مفهوم!

* لكن، أن يحرص إمبراطور أمريكا، على تحرير شعوب وأوطان، من العبودية.. فهذا أمر فيه نظر، إنسانياً وسياسياً! والنظر إليه، يكون من زاويتين:

1) الزاوية الأولى: هي أن تكون الشعوب والأوطان، خاضعة لإمبراطورية غير إمبراطوريته!

كأن تكون الإمبراطورية، عدوّة لأمريكا، أو منافسة لها! فالإمبراطور الأمريكي يسعى، بكل قوّته، لتحرير الشعوب الخاضعة لتلك الإمبراطورية، العدوّة، أو المنافسة.. لإضعافها، أولاً.. ثمّ للبحث عن مكاسب، أو مناطق نفوذ أمريكية، داخل تلك الأوطان المحرّرة، وبين تلك الشعوب المحرّرة! وهذا ما فعلته أمريكا، بعد الحرب العالمية الثانية، في إصرارها على كنس النفوذ الاستعماري القديم، البريطاني والفرنسي، من دول العالم العربي.. لتُحلّ محلّه نفوذها الأمريكي، الخاصّ بها.. برغم أن بريطانيا وفرنسا، كانتا حليفتين لأمريكا، في الحرب العالمية الثانية! لكن المنافسة على الهيمنة والنفوذ، في الصراعات الدولية، تكون حتّى بين الحلفاء! وينسحب هذا، أيضاً،على ما قدّمته أمريكا، من مساعدات ضخمة، للثوار الأفغان، في حربهم ضدّ الاتّحاد السوفييتي، العدوّ الأول لأمريكا، والمنافس الأقوى لها، والذي اضطرّ إلى ترك أفغانستان، بعد صراع دامٍ مرير، كان لأمريكا دور بارز فيه!

2) الزاوية الثانية: هي أن تكون الشعوب والأوطان، خاضعة للهيمنة الأمريكية، أو النفوذ الأمريكي، عبر حكّام وكلاء لأمريكا، على شعوبهم وأوطانهم!

وهنا يكون الجانب السياسي، هو الأقوى، والأكثر أهميّة وتأثيراً، مهما كان للجانب الإنساني من مكانة، في قلب الإمبراطور، أو وجدانه!

فلا يتصوّر عاقل، له إلمام بالسياسة، أن يسعى إمبراطور أمريكا الجديد، أو أيّ إمبراطور في العالم.. إلى تحرير الشعوب والأوطان، من نير هيمنته، أو نفوذه، تحت ذريعة نشر الديموقراطية، بين هذه الشعوب المستعبَدة، المسحوقة بنير الاستبداد الداخلي، المدعوم من أمريكا، إمبراطورية العصر! ولو حاول أوباما، أو غيره من حكّام أمريكا، نشر ديموقراطية حقيقية، بين الشعوب الخاضعة لأمريكا، عبر وكلائها..لاتّهِم بالجنون، أو بخيانة المصالح الأمريكية، أو بالتفريط بهذه المصالح، من أجل نزعات إنسانية خاصّة، لا وزن لها في ميدان الصراع الدولي!

ولقد أوضح هذا الأمر، بجلاء، الرئيس الأمريكي الأسبق، نيكسون.. في أحد كتبه، حين صرّح، علانية، بأن بعض ذوي النيّات الطيّبة، والمشاعر الإنسانية النبيلة، يلومون الحكومة الأمريكية، على دعمها لحكّام طغاة مستبدّين فاسدين، يخنقون حريّات شعوبهم! كما يعلن ـ الرئيس نيكسون ـ أن أمريكا ليست مستعدّة، للتفريط بمصالحها في العالم، إرضاء لأصحاب النيّات الطيّبة، والمشاعر الإنسانية النبيلة، هؤلاء!

 فهل يقدِم أوباما ـ بطوعه واختياره، دون ضغط أو إكراه، من الشعوب المسحوقة، أو من دول قويّة أخرى ـ.. هل يقدم، مهما بلغت درجة نبله الإنساني.. على تحطيم أركان الاستبداد السياسي، المرتبط بدولته عبر وكلائها الحكّام (الوطنيين!).. لتحرير الشعوب المستعبَدة، من نير الطغيان الداخلي.. لتمارس ديموقراطيتها، التي تتيح لها أن تقول لأمريكا: ارحلي عنّا، وكفاك هيمنة على مقدّراتنا وقراراتنا!؟

نحسب هذا بعيداً جداً، على مستوى الفكر السياسي! بصرف النظر عن أحلام الحالمين، من أبناء الشعوب المسحوقة.. وبصرف النظر عن تصريحات أوباما، وتصريحات بوش من قبلِه.. التي دغدغت أحلام البائسين، الحالمين بقشّة تنقذهم من الغرق، الذي يعانون فيه نزعات الموت، من سنين طويلة.. بشتّى أنواعه، السياسي منها، والاقتصادي، والاجتماعي، والإنساني!

وللـّه درّ القائل:

إذا أنتَ لم تعرفْ لنفسكَ حقّها      هواناً بها.. كانت على الناس أهوَنا!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ