-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  26/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غزة .. وتعليق نشاط المعارضة

رسول توصون*

بعثت إسرائيل من خلال عدوانها على غزة الذي دام 22 يوما برسائل إلى جميع الأطراف ..قبل كل شيء أعلنت أنها لا تأبه بردود الأفعال الدولية وأثبتت باستمرارها في العدوان عدم اكتراثها لا بالأمم المتحدة ,ولا بمجلس الأمن .

وللأسف فقد وقفت دول العالم بأسرها عاجزة أمام هذه العجرفة ..بل إن الولايات المتحدة ومن ورائها الدول الغربية فسرت هذا العدوان الوحشي اللاإنساني بأنه حق مشروع للدفاع عن النفس ,وأكثر من ذلك فقد أعلن 390 عضو في الكونجرس الأمريكي تضامنهم مع إسرائيل مقابل 5 أصوات معارضة فقط .

قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار عارضته كل من أمريكا وانكلترا وفرنسا لكن تحرك الرأي العام والمظاهرات والغليان الشعبي في بلدانها جعلت حكومتي انكلترا وفرنسا تطلبان وقف إطلاق النار خوفا من ازدياد ردود الفعل الشعبية .

أما موقف الدول العربية فقد كان غاية في الفرقة والخلاف ..فالدول المعول عليها في دعم الشعب الفلسطيني مثل مصر والسعودية والأردن كانت تتباكى على غزة في الظاهر, وتفرك يديها خلف الستار فرحا وأملا في هزيمة حماس وزوالها من الوجود .

هذا الانقسام العربي حال دون اتخاذ أي قرار جدي .. بل تكرست حالت الانقسام وبدت واضحة للعيان .. فبعض الدول العربية عمل قمة في الدوحة ,والبعض الآخر في الكويت مما عزز موقف إسرائيل .

الممثل الشرعي للفلسطينيين محمود عباس ومن وقف معه من منتسبي فتح ظهروا بمظهر العميل المتعاون مع إسرائيل . وكذلك إدارته ومن اجل حسابات سياسية بحتة لعبت دورا سلبيا في المآسي التي حلت بالفلسطينيين , كما أن مصر التي حافظت على معبر رفح مغلقا وبعد ازدياد الضغوط عليها صرح مسؤولوها الرسميون قائلين :(نحن نعترف بمحمود عباس ممثلا شرعيا وهو يريد أن يبقى المعبر مغلقا ) ..(قبل أيام أعلنت مصر أنها تعترف بحماس كفصيل فلسطيني لكن بعد رؤية قوتها على الأرض على ما يبدو )

أفظع من ذلك كله ما كشف عنه أردوغان ..عندما صرح بداية الأسبوع قائلا : طالبت إسرائيل بصفتي رئيسا لوزراء تركيا الإفراج عن 48 نائبا منتخبا فكان رد المسؤولين الإسرائيليين : نحن لا نفرج عنهم لأن محمود عباس لا يريد ذلك ..!

لا أكتب هذه السطور من أجل تشويه صورة أحد .. إنما لكي نستطيع قراءة الصورة .

لعل أوضح موقف مساند لغزة كدولة كان موقف سورية ..فمجرد قبولها لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس على أراضيها يعتبر موقفا ثابتا شجاعا .

لكن لدي بعض الشبهات حول الموقف السوري من حيث مصداقيته والوثوق به ..

أولا لابد من قبول حقيقة التغيير الذي بدأه بشار الأسد منذ مجيئه إلى الحكم .. فعلى العكس من والده تبنى سياسة الانفتاح, وتخفيف الضغوط على حريات الشعب , و بدا قائدا محبا للسلم .

كما هو معلوم حماس إن حماس هي النسخة الفلسطينية لجماعة الإخوان المسلمين .وعلى الرغم من التأييد الشعبي العريض للإخوان المسلمين , وفيما عدا الأردن فإن هذه الحركة تعتبر منظمة مشبوهة وتواجه الحظر في جميع الدول العربية ..حتى في الأردن بدأت في الأيام الأخيرة تتعرض للضغوط والمضايقات ..

اعتمدت حركة الإخوان المسلمين مبدأ المعارضة السياسية, وتركت المعارضة المسلحة منذ زمن بعيد , وإخوان سوريا كذلك يقودون معارضة سياسية سلمية ضد النظام السوري .

(حالة حماس خاصة لأنها توجد على أراض محتلة ..وكل المنظمات الفلسطينية بما فيها فتح لها جناح عسكري ) .

قرار الإخوان السوريين تعليق معارضتهم جاء منطقيا ومقبولا من أجل دعم موقف النظام في أحداث غزة .وقد أصدروا بيانا من لندن بتاريخ 7-1-2009 جاء في المادة الثالثة منه :

3-

وفي المادة الرابعة :

4-

إن مواقف النظام السوري تواجه امتحان مصداقية حقيقي لأنه يدعم القضية الفلسطينية وقد فتح أراضيه للإخوان المسلمين الفلسطينيين (حماس ) وفي نفس الوقت يحرم مواطنيه من هذه الرحمة والشفقة مما يجعل مصداقيته ضعيفة .

حتى الآن في سورية 3-5 آلاف سجين من الإخوان المسلمين مجهولي المصير .وما بين 30 – 40 ألف مفقود لا يعرف أأحياء هم أم في عداد الأموات ؟ آباء هؤلاء وأمهاتهم ,زوجاتهم وأقرباؤهم يبحثون عن أي معلومة ترشد إليهم .كل هؤلاء قيودهم عند الدولة .

أيضا هناك 100 ألف سوري مشرد أجبروا على ترك أوطانهم قسرا .وفي الوقت الذي يفتح فيه النظام السوري ذراعيه للإخوان الفلسطينيين , ويطالب بعودة الفلسطينيين إلى وطنهم فإنه يغمض عينيه على مائة ألف لاجئ من مواطنيه يعيشون في بلدان أخرى ..

أقول بصراح إن هذا الموقف يلقى ظلالا من الشك على مصداقية موقفه من أحداث غزة .

والنظام السوري أيضا الذي دعا قادة جماعة الإخوان المسلمين من 22 دولة إلى دمشق وتجاهل إخوان بلده ,هو أيضا يفقدهم مصداقيتهم .

كل الأحداث الأليمة وقعت قبل فترة حكم بشار الأسد لذلك من غير المنطقي ادعاء مسؤوليته عنها .وقد كان ينتظر منه وهو الذي فتح سورية للدنيا ,ومد جسور التقارب مع تركيا على وجه الخصوص ,وتعامل بود مع إخوان فلسطين كان ينتظر منه أن يعامل أبناء وطنه بنفس المعاملة . وبشار الأسد الذي ملك قلوب المفكرين والمثقفين الأتراك بعد دعوتهم لسوريا واستضافته لهم ,أتمنى أن ينجح في فتح قلوب مواطنيه أيضا .

كنت سأتناول تجربة الحكومة التركية وسياساتها المثالية ,وما تستطيع تقديمه في هذا المجال لكنني اليوم أكتفي بهذا القدر .

_____________

*كاتب في جريدة يني شفق

ونائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية للدورة السابقة

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ