-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  21/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من قال إنهم لا يستشهدون؟

إلى روح الشهيدين سعيد صيام ونزار ريان وسائر

الشهداء في غزة واللاحقين في درب العزة

فادي شامية

من قال إنهم لا يستشهدون؟ من قال إنهم لا يضحّون؟!... من يملك عزمهم فليتقدم، ومن يفقد صدقهم فليتعلّم. هم الذين ينتمون إلى التراب المطهّر بالدماء أبدا. هم الذين يرسمون بأجسادهم السَمتَ صُعُدا. هم الذين ما تعبت خطاهم على طريق القسام، مذ نسجوا لجثامينهم أكفانها.

 

في حضرة الشهداء لا مكان لأقلامنا إن أرادت فلسفةً أو تحليلاً. اليراعُ إن لم ينحنِ احتراماً، فلا خير فيه ولا رجاء في حامله. في صمت وداعهم لا مكان لأصواتنا، فلربّ صمت أبلغُ من كل الكلام، ومن لم يزغرد أولاً فليبتلع لسانه أو ليصمت. أمام بهاء الشهداء لا جمال لوجوهنا، فإما أن نعترف راغمين أو ننتظر حتى تمر مواكبهم مع خفقات القلوب. الكلّ في الاستشهاد يمسي عظيماً، والله وحده يوزّع الرّتب، فيفرح الرابحون ببيعهم، ويبارك الله فيمن خلفهم. لكن، أي حقود قال إن القادة لا يتقدّمون فينالوا الشهادة قبل غيرهم؟. أولم يأتهم ذكر القادة الشهداء؟ بلى والله يستشهدون، ليكونوا المثال لمن يسير وراءهم.

 

صيامٌ وريان وكل الشهداء الشاكين إلى الله من استحال دمهم ماءً آسناً. أيها الراحلون إلى السماء. أيها الملوّحون للضياء. نجيعكم لون الصباح لأمة غيّبها الرقاد. شهقات أطفالكم هدير جيل يشّب على قساوة الجهاد. انكسار خواطر عوائلكم بشائر الزرع الطالع من العدم.

 

نعم، لِتًسْعَد بالشهادة يا صيام... بك صار الموت سعيدا. ارسم شارة النصر بأشلائك المضرّجة بالدماء... اسمُك صار في السماء مجيدا. يا قائداً بين المجاهدين، يا سالكاً درب الخالدين... نورك في العروق نار، والدمع في الأعين غضب. صمتك الأبدي حجة، ولعنة على خزي العرب. أيها الشهيد أنت لم تمت، ولكن من كان داؤه الشخير مات. أيها المجاهدون أنتم لم تنقصوا، لا بضع عشرات ولا بضع مئات، لكن "الرصاص المصبوب" صاغكم شعباً يستحق الحياة.  

 

أما أنت يا غزة، فلقد علّمتِ العالم العزة... وكل المجد لأرضك الزاخرة بالقبور العصية على الفناء. غزة يا أنوار البيوت العامرة بالدعاء. يا أرض الصدور العامرة بالإباء. ضمي أبنائك الشهداء إليكِ، احضنهيم جيداً لئلا يسرقهم المزايدون والمتاجرون... لئلا يهزأ منهم "المعتدلون". جميعهم في النهاية لن يعطيك إلا الكفن وبعضاً من رثاء.

 

يا غزة المخذولة؛ لن يطول الليل بعد... ما كان الله ليخلف الوعد.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ