-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  21/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تأملات سريعة حول المبادرة المصرية للتهدئة

سيد يوسف

فى اعتقادى أن الكيان الصهيونى حين يخسر حروبه عسكريا أو أخلاقيا أو إعلاميا فإنه يلجأ لحبل من الناس ليكتسب بالسياسة ما خسره وخير شاهد على ما نقول ما عرف بمعاهدة كامب ديفيد مع مصر، وما حدث فى لبنان بعد 2006 وهاهى تعيد الكرة مع ما يعرف بالمبادرة المصرية والتى يذهب كاتب هذه السطور إلى أنها فى حقيقتها ما هى إلا عرض صهيونى بأيد مصرية وترويج أوروبى وما هى إلا مبادرة صهيونية لحفظ ماء الوجه الصهيونى لا سيما وأن الكيان الصهيونى سارع إلى الترحيب بها ثم ما لبث أن تدارك موقف حماس منها فاجتهد فى الحفاظ على ماء وجهه...ومن ناحية أخرى بدا واضحا الضغط المصرى على حماس تحديدا للقبول بالمبادرة وفق ما ورد بالإعلام.

وقد تناثر الكلام عبر مواقع الانترنت عن بعض محتوى هذه المبادرة ومما ورد أن المبادرة هي صيغة مصرية لمشروع إسرائيلي حظى بترحيب أمريكي وإسرائيلي فوري ومن سلطة عباس  إضافة لدعم من مجلس الأمن وقيل إنها تنص في مرحلتها الأولى على وقف فوري لإطلاق النار مع بقاء جيش الاحتلال في القطاع دون رد من المقاومة، بحيث تستمر التهدئة فى مرحلتها الأولى طيلة شهر تقريبا مما يعني استمرار وجود الجيش في القطاع بوصفه الجيش المنتصر المسيطر، وفى المرحلة الثانية تنص على هدنة طويلة من عشر إلى خمس عشرة سنة، أي وقف مشروع المقاومة نهائيا دون أي حديث عن جلاء الاحتلال . وفى مقابل أن تفتح المعابر يمنع تسليح المقاومة وتهريب السلاح مع التمهيد لبقاء عباس عنوانا للسلطة الفلسطينية وعنوانا للتمثيل الوحيد لفلسطين.

 

ملاحظات سريعة

* قبول حماس بهذه المبادرة كما ورد (ودون تعديل) يعنى انحطاطا فى الهمة وتفريطا  فى حق الشهداء والمقاومة وتسليما للكيان الصهيونى بنصر رخيص...فضلا عن كونه يعد انتحارا سياسيا...هذا مع تقديرنا لحجم الضغوط التى تمارس على حماس ومن معها .

* نذكر بما كنا كتبناه( بالاشتراك مع أ/ منذر أبو هواش) من قبل حول نظرية المنتصر فى الحروب غير المحسومة فنقول: بالإضافة إلى النبوءات التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حول حتمية انتصار طائفة أولياء الله ... طائفة بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، فقد وُجِدَ أن النظريات العلمية والعسكرية الحديثة أيضا تؤيد هذه النبوءات، وتؤكد ما مفاده بأنه إذا حدث صراع بين فريقين أحدهما ضعيف جدا والآخر قوي جدا، ولم يتم حسم الصراع لصالح القوي في وقت قصير، فإن الفريق الضعيف في هذه الحالة يعتبر منتصرا، على رغم حالة عدم الحسم، وتكون له الغلبة في نهاية الأم ". وموضوعنا لا يدور حول الحروب العادية التي تستمر فترة ثم تنتهي نهائيا وبشكل حاسم لصالح أحد الطرفين بعد زمن محدود، بغض النظر عن ظروفها، أو مواصفات أطرافها، ولا يدور حول المعارك أو حول نتائج المعارك التي تكون جزءا من تلك الحروب. موضوعنا يركز على نوع معين من الحروب، ونعنى بها الحروب التي تدور بين فريقين غير متكافئين، ويعجز فيها الطرف المتفوق تجهيزا والأقدر ماديا عن حسمها لصالحه خلال مدة محدودة لصالحه رغم تفوقه، وسبب تركيزنا على هذا النوع من الحروب الغريبة هو كونها من النوع الدائر حاليا بين القوى الأعظم في العالم من جهة وبين القوى الأضعف من جهة أخرى.

إن المعادلة الرياضية التي تدرس في المعاهد العسكرية للدول الغربية نفسها تقول في أمثال هذه الحروب: "إذا حدثت حرب بين جانبين قوي وضعيف، ولم يمكن حسمها خلال مدة محدودة، فإن الجانب الأضعف في هذه الحالة يعتبر هو المنتصر ما دامت الحرب غير قابلة للحسم". وهذه حقيقة علمية تدرس في الجامعات، ويعلمها المستكبرون في الأرض جيدا، أردنا أن ننقلها لكل ذي بصيرة ، وذلك لأن المستضعفين في هذه الحرب الدائرة من حولنا هم الفائزون وهم المنتصرون فعلا وحقا، ولأن الشعور والإحساس بالهزيمة والفشل والخسران هو فقط ما يدفع الطرف الأقوى في هذه الحرب إلى التجبر واستعمال القوة المفرطة، وإلى اللجوء للمزيد من التصعيد والمبالغة فيما يمارسه من قتل وتدمير وتخريب وتنكيل على الطرف الأضعف المنتصر، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

* هناك معلومات مؤكدة وشبه موثقة بعبور قوات دولية لسيناء خلال الأيام الماضية ولا يعلم حتى كتابة هذه السطور ما طبيعة عملها ولا ما مسوغات وجودها...إلا أن استباق الأحداث بقوات دولية يبعث على الريبة والشك.

* إن معايير النصر مختلفة فهى فى ديننا تعنى الثبات والصمود وانظروا إلى قصة غلام سورة البروج لم ير النصر لكنه حقق هدفه بعد موته، والنصر غير التمكين بيد أن الحمقى لا يعقلون...قد يكون النصر لدى العسكريين بتحقيق الأهداف...لكن الشعوب لقوة عاطفتها تنظر للنصر بكثرة القتلى وهو معيار فى حاجة إلى نظر ...صحيح  إن تكلفة الحرب (+) وكثرة القتلى و(+) الخسائر المادية (+) وتحقيق الأهداف (+) وبروباجندا الحرب (+) وتغيير الواقع بعد الحرب (+) والخسائر المعنوية (+) كل ذلك يساوى (= ) النتيجة المنطقية للحرب لكن الاعتماد على مفردة واحدة دون النظر لبقية المفردات اختزال معيب، وقصر نظر شديد ينأى عنه الفاقهون احتراما للعقل.  

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ