-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  21/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسالة إلى صانعات المجد

أعقمت أرحام النساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد

فلسطينيات يودعن شهيدًا في ثبات ورباطة جأش

بقلم: هبة عبد الجواد

إلى أم الصمود

إلى أم الجهاد الحقيقي

إلى أم الصبر والتضحية

إلى أمهات ونساء غزة..

كلمات وحروف تخرج على استحياء إليكِ أيتها الأم التي استشهد أبناؤها الأربعة أمامها، فتقول والله لو مات أبنائي كلهم لدعوت الله أن يرزقني الله بغيرهم ليموتوا فداءً للأرض والوطن.

وإليكِ أيتها الأم التي تقول أحمد الله أن القصف لم يقتل الجنين الذي في أحشائي، واستشهد صغاري الآخرون حتى يكون لدي ما أقدمه في سبيل الله.

وإليكِ أيتها الأم التي تُقسم بالله أنها لن تترك بيتها ولا أرضها، حتى لو قصفوها هي وأبناءها واستشهدت تحت حطام منزلها.

وإليكِ أيتها الصامدة التي لا يهمها أن تأكل التراب هي وأبناؤها على ألا تفرط في أرضها.

إلى الأم التي تسمع خبر استشهاد ولدها، وجاءت مستبشرةً لترى ما تبقى من جسده الطاهر الشريف تلملمه، تُقبله، تشمه وتضمه إلى صدرها.

إلى الأم المسنة التي تجلس في مجلس عزاء راسخة كالجبل، وتقول: "مات ولداي الاثنان، وورثت بندقيتهما، وسوف أقاتل بهما أولمرت.. إننا فقراء وليس عندنا مثل ما عند اليهود من السلاح المتطور ولكننا معنا الله يقوينا وملائكته يساعدونا".

 

فلسطينية على حطام منزلها تردد سأظل وأولادي ولن أرحل ولن يهزمنا العدو

 

إلى صمود تلك السيدة التي أعلنتها في وسائل الإعلام رغم الجوع والقصف والحصار: "ما في حدا منا بيخاف، لا شيخ ولا نسوان ولا أطفال، إحنا أهل الرباط، وإذا متنا بنموت شهداء وأقوياء.. نتوقع كل شيء ومستعدون لأي شيء وما نخاف اليهود.. هم عندهم طائرات ودبابات وإحنا سلاحنا القرآن والإيمان، وإذا جاءوا إحنا مستعدين بالصرامي والحجارة وحتى بجرة الغاز الفارغة".

لله دركن يا نساء غزة.. تُرضعون أبناءكن العزة والكرامة وحب الشهادة والاستشهاد في سبيل الله.

إليكن يا نساء أرض الرباط.. صمدتن رغم الظروف القاسية لم تكسر عزيمتكن، بل على العكس زادتكن صمودًا بل أخرجت من رحم تلك الآلام امرأة غير بقية النساء، امرأة سطرت بمواقفها المشرقة وصبرها الجميل أعظم العبر والبطولات، فوقفت خلف الرجل أمًّا وزوجةً وأختًا وابنةً، وإلى جانبه مربية ومقاوِمة وممرضة، تزرع في نفوس أبنائها مزيدًا من العزة والصمود والكرامة، وقد صدق الشاعر عبد الرحمن عشماوي عندما وصفكن في أبياته قائلاً:

حيّ النِّساءَ فقد مَسَـحْنَ العـارا **** وهَطَلْنَ غَيْثَ بطـولةٍ مِـدْرَارا

حيِّ النسـاءَ  وقَفْنَ رَمْزَ بطولةٍ **** وغَدَوْنَ في  ليلِ الخضوعِ مَنارا

لمَّا رأين  المعتديـنَ تجـاوزوا **** كلَّ الحـدودِ  وحطَّموا الأَسوارا

ورَأَيْنَ سيفَ الغدر يحصد جَهْرةً **** أبناءَهُـنَّ  ويَمْسَــح الآثـارا

ورَأَيْنَ أنصافَ الرِّجال توقَّفـوا **** فخيولهـم لا تعـرف المضمارا

ورأَيْـنَ أُمَّتَهُـنَّ تفتـح بابَهـا **** للغاصبيـنَ  وتَخفِضُ الأَبصارا

ورَأَيْـنَ صَمْتًـا عالميًّـا قاتلاً **** خَذَل الضعيفَ ، وأيَّد الأشـرارا

لمَّا رَأَيْـنَ اللِّصَّ يقتـل آمنًـا **** ويُخيـف أرملـةً، ويَهـدم دارا

أَسْرَجْنَ من خيلِ الشموخِ أَعزَّها ****وضَرَبْنَ من دون العدوِّ حصارا

ما سِرْنَ سَيْرَ المستكينِ ، وإنما **** سَـيْرَ الأَبيِّ  يواجـه الأخطارا

يَحْمِيـنَ أشـبالَ العقيدةٍ حينما **** فَتـحَ العدوُّ  على البيوتِ النَّارا

 

إليكن رسالة فخر واعتزاز .. ورسالة بها كل معاني الشكر والتقدير، فقد تعلمنا منكن درسًا، لو اجتمعت علوم الدنيا كلها ما كان له هذا الأثر في نفوسنا..

شعرنا بالخجل من أنفسنا، فنحن ننام ونأكل ونشرب ونقدم لأبنائنا كل وسائل الراحة وكماليات العيش، لنصنع منهم جيل المستقبل، لكن هل أفلحنا، وهل حقًّا سيخرج من بين أيدينا جيل النصر والعزة والكرامة؟!!

تضحياتكن تذكرنا بأمهات صنعن المجد، أمهات صنعن رجالاً، أمهات صنعن أمة.

فكم منا ستصنع مجدًا بأبنائها، ومن منا ستقدم لأمتها جيلاً لا يعرف معاني الصمود والتضحية والجهاد.

فلتكن انتفاضة صانعات المجد يا نساء المسلمين.

هل يمكن أن تهزّ الأم المهد بيمينها فتهز العالم بشمالها كما يقولون؟!

هل يمكن أن تنتفض نساء الأمة الإسلامية فتحرج لنا جيلاً يحررها من القهر والذل والهوان؟

هل يمكن أن تكون انتفاضة ضد كل ما هو يمسخ سمات القوة والعزة والكرامة والصمود في أطفالنا وجيل النصر المنشود؟

 

انتفاضة صانعات المجد

قال أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- يومًا عن خالد بن الوليد بعد انتصاره في معاركه الأولى على ملك كسرى والفرس (يا معشر قريش لقد انتصر أسدكم على الأسد، أعقمت أرحام النساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد).

سنلبي النداء، يا خليفة الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وستلد أرحامنا رجالاً مثل خالد بن الوليد، وصلاح الدين الأيوبي، والقسام وأحمد ياسين والرنتيسي.

سنرضعهم الكرامة والعزة

سنربيهم على الشجاعة والقوة.

سنزرع في قلوبهم حب الله والجهاد في سبيل الله.

لا نريد أبناء ضعفاء، جبناء لا يعرفون ولا يدركون من حياتهم سوى (الجيم بوي، وسبيدر مان، والتجول في الأسواق)

لا نريد أن يكون جيلاً خانعًا لا يتحمل الصعاب

نريد رجالاً صغارًا كعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأسامة بن زيد.

فلتكن انتفاضة يا صانعات المجد.

فكيف السبيل؟

1- تربية أبنائنا على المثابرة وعلو الهمة والإصرار وحسن التصرف والتغلب على الصعاب، ونتخلى نحن كأمهات عن بعض الأساليب التي تساعد على تكاسل الأبناء واتكالهم على الغير، مثال: تعويد الأبناء على الأعباء المنزلية الشاقة، وتحمل مسئولية الصغار كاملة، وضعهم في ظروف صعبة وتعويدهم عليها دون التذمر والتأفف، عدم تذليل الصعاب في كل موقف يمر بهم بل ترك مساحة ليعتادوا التصرف والتغلب على الصعاب (عوديه على تحمل حر الشمس، والسباحة في البرد، والجرأة في الليل، وانحري الخوف في قلبه إلا من الله).

2- علّميه الثقة بالنفس وأعطيه حرية الاختيار، وعلميه كيف يتحمل عواقب ما يختاره لنفسه، ازرعي فيه ألا يكون إمعة يتبع غيره، علميه الجرأة في الحق وعدم الخوف إلا من الله عز وجل، وأن قوة الإيمان فوق كل القوى.

3- البعد عن مظاهر الترف وتوفير الحياة الرغدة الميسرة للأبناء؛ خوفًا عليهم من نوائب الدهر أو من كونهم يُقارنون بينهم وبين أقرانهم في الملبس والمأكل والمعيشة، بل على العكس يجب أن يدركوا أنهم بسمتهم الإسلامي الصحيح أقوياء أعزاء وأن المقارنة تكون في الأخلاق والإيمان وليست في الأمور المادية، وترسيخ ذلك في نفوسهم فينشأوا على عزة النفس والكرامة.

4- الحرص على النشأة الصحية السليمة والبعد عن العادات الغذائية السيئة، وتعويد الأبناء على ممارسة رياضة منتظمة حتى ينشأ الطفل منذ نعومة أظافره قوي الجسم، فمن المؤسف أن نجد أبناءنا يصيبهم التعب من خطوات قليلة يمشونها، أو من أعمال بسيطة يقومون بها.

5- ربطهم بقضايا الأمة، وتاريخها وترسيخ الحقائق في الأذهان حتى يكون قوي المنطق والحجة، ومرتكزًا على أرض قوية تثبته أمام الفتن والنوائب.

6- أن تكرس الأم جهودها في استثمار أوقات الترفيه بشكل يُقوي الجوانب التربوية المطلوبة في الطفل ، بالابتعاد عن الألعاب ووسائل الترفيه التي تزيد خمول العقل، وتكاسل الجسم، فمن الجميل أن تكون نزهاتنا بها شيء من المغامرة كصعود جبل، أو مسابقة في السير على الأقدام ولا تكون دائمًا أما الألعاب الكهربائية التي تضيع المال والجهد والصحة.

7- الحرص الزائد على سلامته (كأن لا يمكّن من اللعب مع أقرانه أو اللعب في الرمال..) يُجبنه.. فكل ما هو من الغلو غير محمود، والخير في الوسط فلا إفراط ولا تفريط.

8- ربط الأبناء بالنماذج الخالدة في التاريخ الإسلامي على قصص الأنبياء وتضحياتهم، والصحابة وجهادهم، والتابعين وفتوحاتهم أمثال عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأسامة بن زيد، محمد الفاتح، وحبذا لو كان هناك من القدوات الحية من يصلح الاقتداء بهم من أشبال وشباب المسلمين بدلاً النماذج أفلام الكرتون من نماذج خيالية ليس لها وجود.

9- تجديد النية والأخذ بالعزيمة والدعاء الدائم لهم، ولو أن الأم كررت في نفسها دائمًا أنها وهبت أبناءها لله سبحانه وتعالى ستجد أن أمر تربيتهم قد هان وزالت كل الصعاب من أمامها.

وهناك الكثير والكثير الذي تستطيع الأم أن تقدمه لأبنائها ليكونوا صناع مجد الأمة وجيل النصر المنشود، فلتبذل كلٌ منا كل ما تستطيع فلعل أبناءنا الذين يلعبون حولنا الآن هم جنود المعركة القادمة علميًّا وثقافيًّا وعسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا. فالمعركة الكبرى قادمة لا محالة، والنصر آتٍ لمن جاهد لأجله.

والله من وراء القصد والسبيل

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ