-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  12/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحياة، في سائر مجالاتها الهامّة، سلاسل من المؤامرات ..

فلمَ تُرفض نظرية المؤامرة!؟

عبدالله القحطاني

* المؤامرة في اللغة: المشاورة. يقال: تآمروا فيما بينهم: تشاوروا. ومثلها ائتمَروا!

* المؤامرة (المشاورة) قد تكون في الخير، وقد تكون في الشرّ. والخير والشرّ يختلف وصف كل منهما، بحسب زاوية الرؤية! فما يراه بعضهم خيراً، ويتآمر على فعله، مع آخرين.. قد يراه فريق آخر شراً؛ لأنه يوقِع عليه نوعاً من الأذى، أو الضرر! وهذا ما عبّر عنه المتنبّي، حين قال:

 كذا قضت الأيـّام ما بين أهلها:       مصائبُ قوم، عند قوم، فوائد!

* قد تدخل في المؤامرة، أمور أخرى، منها الحسن، ومنها السيّء، مثل: المكر، والكيد، والخدعة..!

المكر:

- قال الله عزّ وجلّ، عن المكر: (ولا يَحيقُ المكرُ السيّء إلاّ بأهله). وقال  (ويمكرون ويمكر الله والله خيرُ الماكرين).

الكيد:

- قال الله عزّ وجلّ، عن الكيد: (إنّهم يكيدون كيداً، وأكيد كيداً. فمهّل الكافرين أمهلهم رويداً). وقال عن تدبير يوسف، بوضع السقاية في رحل أخيه، ليبقيه عنده: (كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك..).

الخدعة: قال تعالى (يخادعون الله ورسولَه وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون).

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (الحرب خدعة).

الاستدراج.. التوريط.. افتعال المسوّغات والذرائع، لممارسة أفعال معيّنة.. افتعال أحداث معيّنة، وإلصاقها بآخرين: كل ذلك، من الأساليب المتّبعة، في عمليّات المكر والكيد والخداع..!

* قد تكون المؤامرة مدبّرة، في الإجرام الفردي، أو الجماعي، أو الدولي! وقد تكون في السياسة، أو في الاقتصاد، أو في الرياضة، أو في الثقافة، أو في الأمن..!

* الدافع.. المصلحة.. المستفيد: كلها مصطلحات، تدخل في أيّة مؤامرة! وأظهَر ما تكون، في التحقيق الجنائي! إذ يُعدّ الدافع إلى الجريمة، عنصراً أساسياً، في البحث عن المستفيد من الجريمة، أو صاحب المصلحة فيها.. وهذا نفسه ينسحب على المجالات الأخرى!

* يصعب تصوّر أيّ فعل سياسي، ذي بال، يمارسه عقلاء جادّون، دون تشاور( تآمر)! سواء أكان متعلقاً بالسياسة الداخلية، أم بالسياسة الخارجية!

* يصعب تصوّر أيّ فعل اجتماعي جادّ، يمارسه عقلاء جادّون، دون تشاور (تآمر)! سواء أكان على مستوى أسرة (زواج.. طلاق.. تقاسم تركة..) أم كان على مستوى حيّ، أو مدينة.. أم كان على مستوى قبيلة، أو مجموعة قبائل!

* يصعب تصوّر أي فعل اقتصادي جادّ، يمارسه عقلاء جادّون، دون تشاور (تآمر)! سواء أكان على مستوى شراء أرض أو بيت.. أم كان على مستوى إنشاء شركة، أو مشروع اقتصادي: صناعي، أو زراعي، أو تجاري..!

* الذين ينفون نظرية المؤامرة، يدفعهم، غالباً، الحرص على نفي وصمة الجهالة، أو السذاجة.. عن عقولهم! وإثبات أنهم حكماء موضوعيون، لا يقبلون تصديق الأمور، إلاّ بأدلة واضحة، كعين الشمس! لأن مجرّد الافتراض ـ على سبيل المثال ـ أن الجرم الفلاني، قامت به الجهة الفلانية، وألصقته بغيرها، لأهداف خاصّة بها.. هو، في نظرهم، نوع من السذاجة، أو الغفلة، أو السطحية..! غافلين عن أن تعدّد الافتراضات، في المسائل الحسّاسة، والمعقّدة، والخطيرة.. هو الأساس، في أيّ تفكير موضوعي جادّ! وأن الانسياق وراء افتراض واحد، تسوّقه وسائل إعلام معيّنة، هو الغفلة، والسطحية، والسذاجة!

* نفي نظرية المؤامرة، هو مؤامرة قائمة بذاتها! يمارسها صنفان، هما:

ـ الخبثاء الماكرون، الذين يكثرون من التآمر على الآخرين، ويحرصون على صرف عقول الناس، عن نظرية المؤامرة.. كي تظلّ هذه العقول ساذجة مسطحة، يتلاعبون بها كما يريدون!

ـ السذّج والمغفّلون، الذين يحسبون نفيَ نظرية المؤامرة، يضعهم في عداد العقلاء، الحكماء، الموضوعيين، المنهجيين في تفكيرهم وتصوّرهم، وتحليلهم لما يجري حولهم من أحداث!

* لو أردنا ذكر نماذج، من حالات التآمر السيّء والحسن.. لضاق بنا المجال! بيدَ أنا نكتفي بالقليل منها، للتمثيل، لا للحصر::

 ـ الجريمة التي ارتكبها بعض الأشخاص، في العهد النبوي، ونسبوها إلى يهودي.. فنزل فيها قرأن كريم، وصف هؤلاء بالخائنين.. وقال للنبيّ: (ولا تكن للخائنين خَصيماً) أيْ: تخاصم غيرهم، نيابة عنهم!

ـ استعداد فرنسا لغزو الجزائر، واتّخاذ حادثة ضرب الداي، للقنصل الفرنسي، بالمروحة اليدوية، ذريعة للغزو!

ـ تلفيق إدارة الرئيس الأمريكي بوش، الأدلّة على أن النظام العراقي لديه أسلحة نووية، أو هو في مرحلة متقدّمة، من مراحل تصنيع هذه الأسلحة! وذلك، لاتّخاذ هذا الأمر، ذريعة يقنع بها شعبه، والعالم، بضرورة غزو العراق! عن طريق التخويف، بالخطر العراقي، المدمّر، الوشيك! وقد ظهر زيف هذه الأدلّة، بتحقيقات جادّة، أجرتها المؤسّسات الأمريكية نفسها! وقد اعترف بوش، أخيراً، بأنه استند إلى معلومات غير صحيحة، في اتّخاذ قراره بغزو العراق!

* لابدّ، أخيراً، من التذكير بالفرق، بين ضرورة افتراض وجود المؤامرات، في الأعمال الجادّة الكبيرة، وضرورة تحليل الأحداث، على أساس هذا الافتراض.. وبين الهوس، والاندفاع العشوائي السريع، وراء خيالات وأوهام، لا أساس لها من الواقع، ولا يبنى عليها أيّ موقف، نظري، أو عملي!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ