-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  10/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حتى لا تكونوا عوناً لـ"إسرائيل" على إخوانكم في غزة

الطاهر إبراهيم* 

الأصل في ظل الخلاف المستحكم بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس في غزة أن تسعى الأقلام العربية إلى تقريب وجهات النظر لأن ذلك مصلحة راجحة للطرفين. فإذ لم تفعل هذه الأقلام ذلك، فعلى الأقل أن تمتنع من التحريش بينهما.

ومع ذلك قد يكون مفهوماً أن تقف بعض هذه الأقلام العربية مؤيدة لمواقف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ضد موقف حماس، تبعاً لمواقف حكومات أصحاب تلك الأقلام من الطرفين. لكن الذي لم يكن مفهوماً الآن أن يشهر كتاب أشاوس أقلامهم، فيوسعوا حماس طعناً وجرحاً. وهي لا تنقصها جراح آلة الحرب الصهيونية. ما يفعله هؤلاء الكتاب يتنافى –على الأقل- مع الشعور بالغيرة والانتصار لفريق عربي مسلم كحماس –حتى لو اختلفوا معها- وهي تتعرض للهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تكاد تقتلع أهل غزة كلهم وليس حماس وحدها.

يكفي أن يقلب القارئ العربي صفحات بعض الصحف في بعض دول الخليج وبعض الصحف المهاجرة ليجد كاتباً وقد امتشق قلمه ليسود بها صفحات الجرائد في ذم حركة حماس في غزة، والنيل منها بما هو حق وباطل، كأنها لا يكفيها التدمير الممنهج الذي ترتكبه "إسرائيل" في قطاع غزة، وقطع الكهرباء والماء عنها، ومنع قوافل الغذاء من دخول غزة. الأنكى من ذلك ألا تجد الأدوية ولا يسمح للأطباء بالدخول إليها لعلاج الجرحى الذين يسقطون بالمئات يومياً من جراء الحرب الضروس التي يشنها الجيش الإسرائيلي ليلاً ونهاراً على البيوت والسكان في غزة.

قبل أن أستطرد، فإنا نعتب على أقلام كويتية، -للكويت تاريخ حافل في مساعدة الفلسطينيين- تهاجم "حماس"، مع أن لكوادرها أيادي بيضاء كانت تمدها إلى أهل الكويت أثناء احتلال "صدام حسين" الكويت في 2 "أغسطس" عام 1990، لإغاثة من بقي محصوراً في الكويت. حيث كان أعضاء حركة حماس يتحركون داخل الكويت في توصيل ما يلزم، وكأنهم يقولون للأسر الكويتية: إنما نرد لكم بعض معروفكم في أعناقنا. وقد كان الحماسيون يتحركون، يساعدهم في ذلك أنهم فلسطينيون لا يشك بهم الجيش العراقي. ونحن نؤكد أن الوقت ليس وقت الخصومة أيها الكتاب المحترمون. إن شعب غزة العربي المسلم ومنهم أفراد حماس، يتعرضون لعملية اقتلاع من مدن غزة ومخيماتها.

أيها الإعلاميون المعارضون لحماس: من هم هؤلاء الذين يحاربونها أليسوا هم الصهاينة؟ وإذا كان قد ساءكم منها بعض المواقف، -إن صحت-: "فمن ذا الذي ترضى  سجاياه كلها"؟ ولنعلم أيها الأخوة الأحباب أن غزة هي خندق الدفاع الأول والأخير عن العرب، -للأسف فإن نظام مصر غافل عن هذه الحقيقة- فإذا سقط هذا الخندق، فليس بعده، في الوقت الحاضر، خندق آخر. وسترون الزعامات العربية التي قصّرت في الدفاع عن شعب غزة، أنهم لن يستطيعوا أن يقولوا بعدها لحكام واشنطن و"إسرائيل": "لا".

استطراداً، نعود بذاكرة القارئ العربي إلى ما كان يجري من نقاشات على الساحة اللبنانية عقب اغتيال الرئيس الشهيد "رفيق الحريري"، يوم انقسمت النخب اللبنانية إلى شارعين: شارع يؤيد حزبَ الله وسلاحَ حزب الله، وشارع يؤيد تيار المستقبل ومن يدور في فلكه من المسيحيين في  لبنان. مجموعة السياسيين المخضرمين من المسيحيين، كانوا يعتبرون أنفسهم المتضرر الأكبر من وجود سلاح حزب الله في جنوب لبنان، وذلك قبل استشهاد الحريري، لذا كانوا يقولون إنه لا حاجة للبنان ببقاء سلاح حزب الله فيه بعد تحرير الجنوب اللبناني. عليه فإن على حزب الله أن يفسح مكانه في الجنوب للجيش اللبناني.

يومها كنا نحذر من عواقب الفراغ الذي ستعيشه كوادر حزب الله إذا ما اضطر الحزب للانكفاء شمالاً باتجاه بيروت، عندها تصبح كوادر الحزب بدون عمل عسكري. وهكذا كان فقد اضطر الذراع العسكري لحزب الله أن يترك قواعده في الجنوب وينكفئ شمالاً بعد حرب (تموز–آب) عام 2006. وقد وجدت القيادة السياسية لحزب الله نفسها معنية بتأمين ما يشغل فراغ ذراعها العسكري، حتى لا يتطلع إلى منافستها في ما هو غير القتال. وكانت النتيجة أننا وصلنا إلى 7 أيار عام 2008. ولعل قوى 14 آذار كانت تتمنى أن لا يكون حزب الله قد أرغم على الانكفاء عن الجنوب اللبناني، ويتمثلون بالمثل: "يا ريت اللي جرى ما كان".

جئت بهذا الاستطراد مذكراً منتقدي حركة حماس أنه لا مصلحة وطنية في كسر شوكة حماس عسكرياً وسياسياً لأسباب عديدة لعل أهمها: أن الساحة ستصبح خالية أمام عربدة "إسرائيل" إذا ما تم استئصال كتائب القسام من غزة. وأن عناصر الكتائب هذه، قد تتفرق في البلدان العربية المجاورة، وربما تناثرت جماعات وأفراداً إلى ما يشبه ما حصل مع العائدين من أفغانستان. عندها سيكون أفراد حماس –وهم شباب لا يزيد أعمارهم عن 25 عاماً- في معزل عن ضبط وتوجيه حكماء الحركة المعتدلين بعد أن تشتت الجميع في كل صوب وكل واد وكل حدب.

أنا أفهم أن يكون لبعض الكتاب والإعلاميين العرب موقف سياسي وأيديولوجي مختلفين مع موقف جماعة الإخوان المسلمين التي أنشأها مرشدها الأول الشيخ "حسن البنا" في مصر عام 1928. وأفهم أن يكون هناك رفض من بعض النخب العربية للنهج الذي تنهجه بعض فروع الجماعة في أقطار عربية مختلفة. لكن الذي لا أفهمه أن يهاجم بعض النخب حماس ومقاتليها   على أنهم امتداد للإخوان المسلمين، أو لأن حماس ومقاتليها جلبوا، -على حد زعم البعض- الدمار والقتل والتجويع لأهل غزة.

وإذا كان السبب الأخير حقاً هو سبب موقف البعض من حماس، فإني أسأل هؤلاء عما إذا كان الإخوان المسلمون في كل من مصر وسورية والأردن هم الذين كانوا وراء الهزيمة الكبرى، يوم هاجمت "إسرائيل" هذه الدول الثلاث، وهزمتها مجتمعة في حرب حزيران عام 1967؟  أخيراً أقول لهؤلاء الكتاب والنخب، ولحسن الحظ ليسوا هم أكثرية المثقفين العرب: لا تكونوا عوناً لأمريكا ول"إسرائيل" على إخوانكم في حماس. اتركوها تقاتل يهود وادعوا الله أن ينصرها. فإن انتصرت، أو حتى صمدت في وجه الاقتلاع، فلكم ولها. وإن كانت الأخرى، فقد كفيتم ما تكرهون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ـــــــ

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ