ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 02/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

مزيدا من الوعي – ياشعبنا

غسّان النجّار*

لا أدري لماذا شعرت بالزهو ينتابني وأنا أراقب وأستمع إلى المناظرة التي تمت بين السيدين ولد عبد الله و ولد دادا قائلا في نفسي : الآن بدأ العرب مسيرتهم الحضارية ، مسيرة الديمقراطية ، فمسيرة الألف ميل تبدأ من الميل الواحد ، 0

نعم لاضرر ولا ضرار أن تكون موريتانيه البلد الصغير بنفوسه ، السبّاقة في هذا المضمار ، وتكون قدوة لنا ، فتحية إكبار وإجلال للعقيد : ولد فال 0

أين نحن في سورية ، البلد الّذي بدأ بمسيرة الديمقراطية في وقت مبكّر وحتى قبيل الاستقلال عام ست وأربعين وتسعمائة وألف ، لقد تابعت سورية مسيرتها الديمقراطية إلى أن انتكست بمغامرات العسكر ، وها نحن منذ الثامن من آذار لعام ثلاث وستين ولغاية تاريخه نلتفت هاهنا أو هناك لنشم عبق الديمقراطية التي تفوح أحيانا من جيراننا ولو نسمات ، لعلّنا نستنشق قليلا هذا النسيم 0

هل أحلم – أنا – عندما أتصوّر أنّه من الممكن في الاستحقاق الرئاسي القادم ، أن يجلس الرئيس بشّار الأسد على كرسيّ قبالة منافس آخر على كرسي الرئاسة في مناظرة شاملة أمام الشعب على الشاشة الصغيرة ، ليقدّم كل منهما برنامجه الرئاسي 0

هل في هذا الطرح استهانة بالرئيس بشّار أم هو مديح له ، بل هو كذلك ، فهو الرجل المثقّف الّذي عايش جزءا من حياة الغرب – أيّام الدراسة – يدرك تماما أنّ هذا الطرح هي الحضارة بعينها 0

قد يتفوّق الرئيس بشّار على منافسه في المناظرة ولا ضير في ذلك ، فانّ العملية في حد ذاتها هي الرقي والمدنية ، وسأشعر باحترام زائد لهذا الرجل – الرئيس – حين يحصل على ثلاث وخمسين بالمائة من أصوات الناخبين في انتخابات حرّة نزيهة مقابل سبع وأربعين بالمائة لمنافسه ، فانّ هذه النسبة هي في نظري أغلى وأعظم من نسبة الخمس تسعات في استفتاءات صورية لاتسمن ولا تغني من جوع ،وعندها سأكون أوّل من يبايعه ، فخيار الشعب عندي هو المقدّس ولن تجتمع الأمة على ضلالة مصداقا لقول النبي محمّد (ص)0

هل أخوض في المقدّس، المحرّم لدى النظام عندما أتمنى على الرئيس – أي رئيس – أن يحصل على كرسي الرئاسة ب ( زنده ) ب ( قيمه ) بمكاسب حقيقية يقدّمها لشعبه 0

هل يمكن أن يكون البشر – المخلوق – الّذي يخطئ ويصيب هو مقدّس يحرم الحديث عنه إلا بعبارات التأليه ك ( الأوحد ) والمعصوم ك ( الملهم ) و الخالد ( إلى الأبد ) 0

إن العلّة ليست في شخص الرئيس ، ولكنّ العلّة الأساسية هي في البطانة ، في الحاشية ، في المنافقين ، الّتي تنشر ثقافة الخط الأحمر ( موقع الرئاسة ) ، العلّة في الأنظمة والتشريعات الّتي تتيح لشخص أن يقعد على كرسي الرئاسة إلى ما شاء الله 0

العلّة في نظام مجلس الشعب الّذي لا يتيح له الدستور أن يسائل الرئيس ولا أن يردّ له مشروع مرسوم ولا قانون ، العلّة في المادة الثامنة من الدستور التي تنص أن حزب البعث هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ،

هل أنّ حزب البعث هو حائز على ثقة الشعب أصلا حتّى يكون مادّة ثابتة في الدستور ؟؟ ألا يمكن أن يغيّر الشعب قناعته – مع تغيّر قادته والقائمين عليه ؟ حتى لو افترضنا جدلا أنه حاز على ثقة الشعب مرة واحدة ، فكيف يمكن أن تثبّت هكذا مادّة في دستور ؟؟

نحن الآن أمام استحقاق نيابي ورئاسي هو في اسلوبه وطريقته الحالية يجانب كل معايير الديمقراطية ، فثلثي مجلس الشعب يجب أن يكونوا من الحزب والجبهة حتى أنّ الثلث الباقي الّذي لاحول له ولا قوّة تتدخّل الدولة في اختيارهم أيضا ! !

لقد صرّح المسئولون أنّ هذه الانتخابات ستكون أنزه انتخابات مرّت على هذا البلد ، فهل نتوقع هذا فعلا ؟؟!

بلغني أنّ أفرادا قلائل أكفّاء ومثقفين ونظيفين في مدينة حلب لهم رصيد شعبي اجتهدوا في ترشيح أنفسهم لهذا الاستحقاق النيابي ضمن قائمة واحدة ، يحدوهم الأمل أن يخدموا البلد في شتى المجالات ، وهم يريدون أن يضعوا السلطة والأجهزة الإدارية على المحك في التزام النزاهة والحياد ، وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة!

نحن لا ننتظر منهم أداء كبيرا في مجلس الشعب فهم أقليّة في خضم المجلس المختار ، ولكن لئن ارتفع صوت واحد حرّ غير تابع خير من لاشيء ، ولأن تشعل شمعة خير لك من أن تسب الظلام وان كان هذا لايعطي شرعية ومصداقية للنظام بأكمله 0

أيّها الشباب ! نحن نعيش خريف أعمارنا ونريد أن نسلّمكم الأمانة التي عجزت عنها السموات والأرض والجبال فلا تكونوا تابعين ، ولا تغيبوا عن هموم شعبكم ، تصدّروا العمل الإصلاحي بكل مسؤولياته ، سلاحكم هو عزيمتكم القوية وإرادتكم الحرّة وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، وصدق الله العظيم:

" فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض، إلا قليلا ممن أنجينا منهم ، واتّبع الّذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين " هود116

ما أريد إلا الإصلاح – ما استطعت – وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب 0

* إسلامي – نقابي

Ghassan-najjar@maktoob.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ