-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  10/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"المؤامرة" على فلسطين والأردن معاً

عريب الرنتاوي

فتح جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الباب للتفكير في تداعيات مرحلة "ما بعد غزة"، وحذّر من "مؤامرة على الشعب الفلسطيني ومستقبله"، محفّزا خيالنا السياسي للإجابة على أسئلة المرحلة، ورسم ملامح المؤامرة وترسيم حدودها، وما إذا كانت ستتوقف عند غزة وفلسطين، أما أنها ستتخطاهما إلى الأردن والإقليم برمته.

 

والحق أن الحرب الإسرائيلية التي تدور على غزة، وتتخذ من القطاع المحاصر والجائع والمقاوم، مسرحا لعمليات البربرية القذرة، إنما تتركز أهدافها أساسا حول الضفة الغربية والقدس والحدود والدولة المستقلة وقضية اللاجئين وحقهم في العودة إلى وطنهم، وهذا ما يجب أن يفهمه الشتّامون والشامتون، الذين انهالوا بالاتهامات على حماس وفصائل المقاومة منذ اللحظة الأولى لانطلاق أول "إف 16" من قاعدتها الجوية في إسرائيل لإلقاء حممها فوق رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ في القطاع النازف.

 

أقول أن إسرائيل بحربها على غزة، وتوسعها الاستيطاني في الضفة، وتهويدها المتسارع للقدس، لا تبقي للفلسطينيين أملا ولا رجاء في مستقبل أفضل، ولا تترك متسعا لدولة فلسطينية قابلة للحياة، ما يفتح الباب لأشد السيناريوهات بؤسا وأكثر الاحتمالات قتامة.

 

إسرائيل تريد أن تنفصل عن "الديموغرافيا الفلسطينية" حفاظا على  "نقاء الدولة اليهودية"، وهي تعابير عنصرية نازية يعاد انتاجها في مفتتح القرن الحادي والعشرين، وبدعم من الولايات المتحدة بلد "المنابت والأصول"، أما "الجغرافيا الفلسطينية" فهي آخر ما تفكر إسرائيل بالتخلي عنه، فيما الدولة الفلسطينية من المنظور الإسرائيلي ليست سوى بانتوستانات مقطّعة الأوصال، تلتقي مع بعضها البعض عبر الأردن ومن خلاله وتحت مظلته.

 

قبل أسابيع كنت طرفا من جدل دار في عاصمة أوروبية حول ما الذي يحمله نتنياهو القادم للسلطة في إسرائيل في جعبته، وكان من بين الحضور، شخصيات رفيعه ومقربة جدا من الرجل، وكانت الخلاصة أن مشروع نتنياهو يذهب في اتجاهين: الأول، فيدرالية أمنية أردنية – فلسطينية...والثاني، كونفيدرالية سياسية بين الأردن وما سيتبقى من الضفة الغربية بعد اقتطاع القدس ومناطق ما خلف الجدار وغور الأردن.

 

الحرب على غزة، أجهزت على السلطة الفلسطينية، الهشة والمتهالكة أصلا...والحرب على غزة ستدخل بعد غد يومها الرابع عشر، فيما ولاية الرئيس عباس ستكون قد نفذت...والحرب على غزة، أجهزت على مسار أنابوليس وقطعت الطريق على خيار الدولة الفلسطينية المستقلة...الحرب على غزة فتحت شهية جون بولتون للقول بحل "الدول الثلاث" بدل "دولتين لشعبين"، أما الدول الثلاث فهي إسرائيل والأردن ومصر، في عودة "مذلة" إلى الوضع الذي كان قائما قبل 1967 مخصوما منه ستقتطعه إسرائيل لنفسها من أراضي الضفة ودماء الشعب وكرامته وحقوقه.

 

هذه هي ملامح المؤامرة على الشعب الفلسطيني ومستقبله كما نقرأها، وهي مؤامرة على الشعب الأردني ومستقبله كذلك، وتستوجب منا جميعا أن نكون على مستوى المسؤولية والشجاعة والوعي للتصدي لمراميها.

 

ولأن المؤامرة استثنائية، في أهدافها وقذرة في وسائل تنفيذها، فإن الرد عليها يتطلب إجراءات استثنائية، من بينها المضي قدما في ممارسة "الاستقلال" عن محور "التهافت العربي" الذي يسمى زورا محور "الاعتدال العربي"، ومن بينها إعادة تقييم العلاقة مع إسرائيل ووضع الأخيرة في خانة "مهددات الأمن الوطني"، بل في صدارة قائمة المهددات هذه، فالسلام الأردني – الإسرائيلي، معاهدة وسفارات وترتيبات، لم يعد جدار واقيا لأمننا الوطني، والدولة التي قررت بناء قدرتها الردعية على جثث الأطفال والنساء في لبنان وفلسطين، وأعلنت رسميا ونهائيا خروجها من نادي الإنسانية، وتموضعها في نادي الفاشية والنازية دولة وإيديولوجيا وكيان، لا يمكن الركون إلى وعودها وعهودها وتعهداتها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ