ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  05/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العبر من حرب الفرقان في غزَّة

الشيخ حامد بن عبدالله

لم يبعد القائد المجاهد إسماعيل هنيّة عن الحق قيد أنملة ، عندما وصف المعركة التي تدور رحاها بين جند الإيمان في غزة ، وجنود إبليس من الصهاينة الجبناء ، ومن معهم من الأذناب العملاء ، عندما وصفها بأنها معركة الفرقان ، فهي والله كذلك .

 

فقد تجلى بها  من أول قذيفة أطلقها الصهاينة على غزة  ما كان خافيا ، وظهر ما كان باطنا ، وانجلى الصدق مشرقاً على جباه الصادقين ، وأظلمت من ذلك الحين ، وجوه الخونة المتآمرين .

 

وإنَّ فيها لعبراً عظيمة :

 

أولا : أنها كشفت حقيقة المؤامرة التي حاكها من يسمُّون أنفسهم محور الإعتلال ( الاعتدال ) على مقدِّساتنا في فلسطين ، وأنهم اتفقوا مع الصهاينة على تصفية القضية الفلسطينية ، عن طريق إنهاء خط المقاومة ، وإرجاع عباس إلى غزة ، لأنه وحده المفتاح الذي سيتم به القضاء على كلِّ حقوق أمّتنا في فلسطين ، وقد أعدّه الصهاينة لذلك إعداداً طويلا .

 

وعندما فشل في غزة فشلاً ذريعاً ، واستطاعت حماس أن تسيطر على كلِّ شيء ، قاده إحباط الفشل ، وجنون الحسد ، إلى أن ينتهك كلَّ المحرمات  وليس عنده محرمات  ليحطم حماس ، فنسأل الله أن يريه الخسران المبين ، ويرده على عقبه من الخاسرين ، هو وأسياده الصهاينة ، قبل أن يحقق ما في نفسه .

 

وقد تبيَّن أن هذه الحكومات التابعة لمحور الإعتدال ، على إستعداد أن تضحّي بكل النفوس المسلمة في غزَّة ، وإهراق دماء جميع الأبرياء فيها ، من أجل تحقيق هدف الصهاينة في القضاء على سلاح المقاومة ، لإجبار الشعب الفلسطيني على الإستسلام التام للشروط الصهيونية ،

 

فياللعجب.. كيف تحملَّت نفوسهم ، عظيم جرمهم ، وغلظ قلوبهم ، وفساد فطرهم ، وإنطماس بصائرهم ، عليهم لعنة الله من طواغيت مردوا على النفاق.

 

ثانيا : كشفت أنهم لايقيمون وزنا لشعوبهم ، فهم لم يبالوا أن تكتشف الشعوب الخيانة برمّتها ، وأنَّ هذه الزعامات أخَّرت اجتماع وزراء الخارجية إلى خامس يوم من العدوان ، لإمهال الصهاينة فترة كافية لسحق المقاومة في فلسطين ، ثم عرقلوا إنعقاد القمة العربية ، ثم رفعوا القضية إلى مجلس الأمن ، وهم يعلمون أنه لم يأت بخير قطّ لأمّتنا ، وأنّى له أن يفعل .

 

أنهم فعلوا كلَّ ذلك ، تآمراً على الأمة الإسلامية ، واستهانةً بشعوبهم.

 

وكأني بهؤلاء الخونة يقولون للصهاينة : لاعليكم شعوبنا ستتظاهر فقط ، وأما نحن فسنشجب فحسب كالعادة ، وما هي إلاّ فترة يسيرة من القصف و التدمير ، ثم نبني بأموالنا ما دمَّرتم ، وينسى الناس الدماء والجراح ، ثم نرتاح من سماع القضية الفلسطينية بعد زوال حماس ، تلك القضية التي لم نجن من وراءه شيئا !!

 

فنسأل الله أن يخيب آمالهم هذه المرة، فيجعل هذه الحرب تنقلب عليهم بالوبال العظيم، وتصير لأهلنا في فلسطين بردا وسلاما.

 

ثالثا : سبب كلّ هذا العدوان المجنون على غزة ، أنَّ الصهاينة علموا أن أيّ تأخير عن هذا الوقت ، لن يكون في صالحهم ، فبوش يودّع البيت الأبيض ، وما سيأتي بعده غير مضمون كما ضمنوا بوش ، وعبّاس ستنتهي ولايته قريبا ، ولهذا فهو كان أشد الناس إلحاحاً على الصهاينة أنْ يهاجموا غزة وشيكاً ، ثم الأزمة الإقتصادية آخذة بخناق الكيان الصهيوني ، وكلَّما تأخروا في هذا العدوان ، كانوا في وضع أضعف فأضعف ، إضافة إلى أن الصراع الحزبي الصهيوني قاد المتنافسين فيه إلى التضحية بدماء الفلسطينيين كالعادة

 

رابعا : لم يتوقع الصهاينة هذا الثبات العظيم من قادة حماس ، وقد أذهلتهم قدرتها الصاروخية التي لم تتأثر بالقصف الصهيوني المكثف ، ولهذا أخذ أولمرت يتحدث أنه لايريد حربا طويلة ، ذلك أن توقع أن يصل الجيش الصهيوني إلى مرحلة يعجز فيها عن تحقيق أي مكاسب جديدة ، وسينقلب الوضع رأسا على عقب لصالح حماس ، وهذا ما نسأل الله تعالى أن يحدث.

 

خامسا : شرّفت حماس أمة الإسلام ، وأثبتت أن الأمّة قادرة على أن تضرب أروع الأمثلة من الصمود العظيم ، في أحلك الظروف ، مع شدِّة الحصار ، فهذه الحرب يخوضها الصهاينة بكلّ قذارة ، وكلّ جبن ، على بقعة صغيرة مكتظّة من السكان ، تواجه فيه حماس ، أحد أقوى الجيوش عِدّةً ، وعتاداً ، مدعوم من كلِّ العالم الغربي ، وبتواطؤ من خونة العرب ،

 

ومع ذلك ثبتت حماس ثباتا عظيماً ، فأظهرت للعالم كلّه ، وجه الأمة الإسلامية المشرق ، وقيمها الحضارية العليا ، وفأصبحت مثالا يحتذى ، وذكرى متلألأة بالمجد محفورة في ذاكرة أمتنا ، لن تنساها.

 

سادسا : تأمّلوا معي كيف أورث الثبات في المواجهة ، والصبر على المبادئ ، أنْ هتفت الأمة كلُّها لحماس ، واصطفّت وراءها  إلاّ الخونة وبعض الحمقى والمخابيل  وتحولت إلى قمّة المجد ، وتربّعت على تاج التاريخ ، بينما دخل عباس وزمرته وخونة العرب الذين تآمروا معه على الجهاد الفلسطيني ، لا أقول مزبلة التاريخ ، ولا مرحاض التاريخ ، بل حثالة الصرف الصحي المتجمّع من مرحاض التاريخ !

 

سابعا : وتأمّلوا أيضا .. كيف أنّ هذا والله هو النصر الحقيقي ، وحتّى لو استشهد كلُّ أولئك القادة الأبطال ، لكان كلُّ شهيد منهم ، مناراً من المنارات لهذه الأمة، ومعلم من معالم نصرها ، وقارنوا بين هذا النصر العظيم ، وبين خزي عباس وزمرته ، لاسيما بعدما يدخلون  لاقدر الله ولن يكون بإذن الله  غزة على الدبابات الصهيونية ، وكيف ستلحقهم لعنة هذه الخيانة التي ولغت في دماء أهل فلسطين حتى ثملت ، ستلحقهم في الدنيا ، والآخرة.

 

ثامنا : هذه الحرب ، حرب الفرقان ، تدل على مدى غباء الصهاينة ، فهم يظنون أن القضاء على حماس سينهي المقاومة ، ولم يعتبروا أنّه طيلة عقود مضت على أرض فلسطين الطاهرة ، استشهد الآلاف من القادة ، والجنود ، فما زاد ذلك الجهاد الفلسطيني إلاّ قوّة ، وما أضاف إليه إلاّ عزيمة على عزيمته

 

وما دروْا أنَّ هذه الأمة إنما تنعشها دماءُ الشهداء ، وترفعها تضحيات المجاهدين ، وأن الله تعالى تكفل لها أن يبلغ بها ذُرا المجد ، على قدر ما تسال دماؤُهم تحت لواءه .

 

تاسعا : كشفت هذه الحرب أنَّ علماء السلطة ، بلاءٌ عظيم على أمتنا ، وأنهم من أعظم أسباب شقاءها ، وذلهّا ، وأنهم شركاء بصمتهم المخزي مع الصهاينة في جرائمهم .. والعجب  والله  منهم .. لئن لم يكن لهم دينٌ يدفعهم لنصرة إخوانهم ، أفلم يكن معهم ضمير كضمير غير المسلمين الذين وقفوا مع أهل غزة؟! .. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به !

 

عاشرا : كما كشفت هذه الحرب جعجعة حزب حسن نصر ، وأنَّ معادلته التي يعمل من أجلها ، لاتنظر إلى القضية الفلسطينية إلاّ على أنها رقم دعائي ثانوي فيها ، يستفيد منه دعائيا ، بشرط أن لايضحّي من أجله بشيء !

 

ولهذا كانت صواريخه ، أغلى عنده من نفوس المسلمين في غزة ، فبخل أن يطلق صاروخاً واحداً ، أو حتى يهدد بذلك ، ليربك حسابات الصهاينة ، في وقت يحتاج المسلمون في غزة إلى أي تحرُّك يحقن دماءهم التي تهُراق ليلا ونهارا !

 

وأخيرا .. فليعلم الصهاينة أن هذه الجريمة العظيمة التي تُقترف في غزة ، ستبقي في نفوس كلِّ المسلمين ، ثأرا لن يغسله إلاّ زوال الكيان الصهيوني ، ومحوه من الوجود ، وأن دمَ كلّ فلسطيني استشهد مرابطا على أرض غزة ، سيلاحق هذا الكيان المغتصب إلى أن يزلزل أركانه .

وإني والله أرى هذه الحرب ، إنما تعلن نهاية الكيان الصهيوني ،ولكن أكثر الناس لايعلمون

وليعلم كلُّ الذين تآمروا على هذه الدماء الطاهرة في غزة ، أن الله تعالى سيأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، وأن الله تعالى سيخيب آمالهم ، ويردّهم على أعقابهم ، ويريهم يوما أسودا ، وإنَّ هذه العاقبة لبادية من اليوم على وجوههم العفنة ، وجباههم المتعفّنة .

فاللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولاتغادر منهم أحدا ..آمين

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ