ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  28/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اتفاق الأسد مع اسرائيل

حبل انقاذ أم حبل مشنقة؟

جان كورد

بداية، ما حدث اليوم في غزة جريمة ارهابية كبرى وعودة إلى عهود الوحشية مرفوضة عقلا وانسانيا ودوليا، بغض النظر عن كل المسببات والدوافع والأهداف وعن الجهة التي ارتكبتها...ونحن الكورد نتألم حقا عندما نرى مثل هذه المآسي، فنحن بأنفسنا ذقنا الهوان وعانينا الكثير بسبب الحرب والتقتيل والتدمير، ولايسعني إلا أن أتوجه بالعزاء لذوي الضحايا بقلب حزين، آملا أن يسبغ الله عليهم الصبر والسلوان، وينقذ حياة الجرحى...

ومما لاشك فيه أن جريمة اليوم الكبرى ستعرقل الجهود المبذولة من قبل الأسد وأولمرت لاحداث تقارب في وجهات النظر بين البلدين، وبالتالي التوصل إلى معاهدة سورية– اسرائيلية، وتصب هذه الجريمة الماء، بشكل مباشر أو غير مباشر، في طاحونة النظام الايراني الذي يسعى من وراء تصعيد النشاطات العسكرية لكل من حماس وحزب ألله إلى تعكير الجو بشكل عام، بعد فشله في الابقاء على النار الكبيرة في العراق ملتهبة، وذلك بسبب أنها ترى في تعطيل السلام وتسخين الأجواء عرقلة للمشروع الأمريكي الساعي إلى تحجيم قوة ايران العسكرية والاقتصادية في المنطقة وافشال مشروعها النووي، حتى ولو اقتضى ذلك ممارسة القوة والعنف ضدها...

ويجدر القول هنا بأن السلام والعدل هما هدف كل ذي عقل وبأن الحرب والعدوان لايعودان على البادىء بهما إلا بالخسران، لذا فإنني أفضل السلام على الحرب والحوار على التنافر، وذلك في كل قضية من قضايا العالم المملوء بمختلف أسلحة الدمار والتقتيل والاضرار بالانسانية، ومن تلك القضايا الشائكة، القضيتان الساخنتان في الشرق الأوسط، القضية الكوردية والقضية الفلسطينية...

مرت منطقة الشرق الأوسط بحروب عديدة، ولم تجن منها شعوب المنطقة سوى الدمار لبلدانها واقتصادها والعرقلة لتطورها الحضاري وسوى المزيد من اراقة الدماء، ومنها حرب 1948، حرب حزيران 1967، حرب تشرين 1973، وحرب لبنان الأهلية الطويلة الأمد منذ عام 1975، وما تلتها من حروب ومعارك وعمليات ارهابية واغتيالات سياسية كبيرة، كانت كلها بسبب تعقيدات وافرازات القضية الفلسطينية ومحاولات البعض، من أطراف مختلفة لاحباط كل عمل باتجاه السلام العادل بين الاسرائيليين والفلسطينيين، رغم الحاح نسبة كبيرة من المعسكرين على ضرورة الوصول إلى هذا السلام العادل المأمول...ومن تلك المحاولات البارزة لتحقيق السلام اقدام الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات على زيارة اسرائيل والقاء خطبة مؤثرة في الكنيست، وتوصله إلى معاهدة سلام مصرية– اسرائيلية مع غريمه السابق مناحيم بيغن، ومن ثم اغتياله نهارا جهارا وهو يترأس عرضا عسكريا مهيبا في القاهرة...وعلى الطرف الاسرائيلي تم اغتيال السياسي المعروف اسحاق رابين الذي كان يسعى في اتجاه السلام مع الرئيس الفلسطيني الذائع الصيت ياسر عرفات، والذي بدوره عاش أوقاتا عصيبة في حصار شبه مستمر، وهو يقاوم الاتجاه المتطرف ليس لدى الاسرائيليين فحسب وانما في الجانب الفلسطيني أيضا...ومنهم من يربط ربطا وثيقا بين اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري و(22) شخصا كانوا برفقته بالقضية الفلسطينية والدور اللبناني فيها...

والسبب في كل العثرات والمشاكل، بل والحروب على فلسطين وحولها، هو أن سياسة "كل واحد لحاله" جعلت الساحة مفتوحة لمن يضرم النار ويؤجج النزاع بذريعة أن الطرف المنخرط في عملية السلام خارج على "الاجماع"، ولا أحد يعتبر معاهدات السلام العربي– الاسرائيلي متممة لبعضها أو أنها أجزاء من حل شامل وعادل...فالأردن تفاوض لنفسه، ومصر تفاوضت لنفسها، والفلسطينيون تفاوضوا لأنفسهم وها هي سوريا تتفاوض لنفسها...وعدم وجود استراتيجية عربية موحدة للسلام مع اسرائيل يفتح المجال لمبادرات أحادية أو بعضية أو عربية غير شاملة...ويظهر دائما من يشعل فتيل الرفض لتلك المبادرات، وهذا واضح على الجانب الاسرائيلي أيضا، الذي يريد فيه بعضهم الاستفادة من هذه المبادرات العربية غير الشاملة لفرض ما يراه الاسرائيليون هاما لوجودهم القومي والسياسي والثقافي والاقتصادي كدولة من دول المنطقة...    ربما تكون المعاهدات السابقة بعيدة عنا بعض الشيء، لذا يجدر بنا النظر إلى ما حدث ويحدث الآن بين سوريا واسرائيل، أو لنقل بين الأولمرتيين الاسرائيليين والأسود السوريين، فالشعبان الاسرائيلي والسوري قد لايوافقان البتة على مايقوم به ممثلو الحكومتين، أو يرفضان منه أشياء ويقبلان بأخرى، فيما اذا عرض ما تم قبوله حتى الآن على استفتاء حر ديموقراطي نزيه في كل من البلدين...

هذا الوضع اجمالا ليس في مصلحة النظام السوري الأسدي– البعثي الذي يهدف من وراء حراكه السياسي- الديبلوماسي الحالي، بما فيه ابداء الاستعداد الرسمي للدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الاسرائيلية، إلى كسر جليد العزلة التي أوقع نفسه فيها، وإلى انقاذ عنقه من مقصلة المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري، ومن بعده سلسلة الجرائم التي حدثت في لبنان وسوريا...ولكن الأوضاع الحالية تثبت لنا بأن اسرائيل ليست راضية البتة عن محاولات سوريا لامتلاك أسلحة وصواريخ متطورة ومن ثم تغذية حزب ألله بها، وبأن الأحزاب اليمينية الاسرائيلية ترفض سياسة أولمرت بشكل صارخ، بل إنها تقول على لسان ناتانياهو:"نحن غير ملتزمين بما يوقعه غيرنامع سوريا..." وهذا يجعل جهود الأسد هباء منثورا...

لذا فليس بمستبعد أن تنقلب المحادثات غير المباشرة بين نظام الأسد والحكومة الاسرائيلية عن طريق تركيا، ولربما المحادثات المباشرة قريبا، إلى حبل مشنقة للنظام السوري بدل الاغداق عليه بفوائد وايجابيات، فالاسرائيليون ومن ورائهم أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية سيطلبون المزيد من التنازلات على الجانب السوري، وهذا لن يكون سهلا داخليا، بل إن القوى الدولية والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان ستستغل الموضوع اجمالا في سبيل ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة السورية لابعادها عن سياسة طهران وفي مجال حقوق الإنسان والحريات السياسية، وأي خطوة حقيقية في هذين المجالين للنظام الأسدي – البعثي يعني الاقتراب خطوة أخرى صوب المشنقة...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ