ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  22/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسالة مفتوحة إلى الشقيقة الكبرى

عريب الرنتاوي

لسنا – لا سمح الله – في موقع المزايدة على الأخوة في أرض الكنانة، فلمصر موقعها القيادي المحترم في العالم العربي، يقوى بقوتها ويضعف بضعها، و"ناقص" كل من دخل مضمار "المزايدة" على الشقيقة الكبرى، فردا كان أم جماعة، حكومة أو منظمة.

ولسنا – لا سمح الله – في موقع الراغب في إحراج مصر أو إخراجها عن دورها وطورها، فلا نحن نمتلك الرغبة في ممارسة مثل هذا التحدي، ولا مصر في موقع المستجيب لأي محاولة من هذا النوع، وكل ما نسعى إليه ونقصده، هو أن تتحرك مصر بما يليق بها وبمكانتها، بحاضرها ومستقبلها وليس بتاريخها فحسب، نصرة للأطفال والنساء والشيوخ، المرضى والجياع والمعذبين في القطاع المحاصر والمعرض لشتى أشكال التهديد.

ندرك أن مصر دولة مؤسسة في الأمم المتحدة والجامعة العربية، دولة لها رصيدها في احترام القانون الدولي، دولة لها إرث وتاريخ في إنتاج الأعراف الدبلوماسية وليس فقط التقيد بها، ولكن من قال أن كل هذا وذاك وتلك، يمنع مصر عن فتح معبر رفح أمام الاجتياجات الإنسانية الأساسية لسكان القطاع من غذاء ودواء ووقود.

من قال أن القانون الدولي يفرض على الشقيق محاربة شقيقه في لقمة عيشه وقوت أبنائه ودواء أطفاله ووقود التدفئة والإنارة ونحن في "عز الشتوية"...من قال أن أحدا في العالم، غير المجرمين من قتلة الأطفال والنساء في تل أبيب، يطلب إلى مصر، أن تحكم قبضها على قوت الغزاويين ولقمة عيشهم ؟!

لا نريد أن نذهب إلى ما ذهب إليه كثيرون غيرنا من دعوات لمد الفلسطينيين في القطاع بالمال والسلاح والرجال، فنحن نعلم أن مصر لا "خيل عندها تهديها ولا مال" كما يقول الشاعر العربي، وحالها كحالنا، محكوم بمعاهدة سلام مع إسرائيل، ووضعها كوضعنا على الساحتين الإقليمية والدولية، لها حسابات نعرفها ونعذرها عليها، ولكن من قال أن الدواء والغذاء والاحتياجات الأساسية للمواطن الغزي، تندرج في هذه الحسابات والحساسيات، من قال أن أن سلام مصر مع إسرائيل يمنعها عن القيام بدور قومي / إنساني في هذا المجال، وفيه تحديدا وحصرا حتى لا نخلط حابل الاحتياجات الإنسانية لأبناء القطاع بنابل الحسابات السياسية والأمنية والعسكرية وغيرها.

لا معنى لأي اتفاق بين مصر أو غيرها من الأطراف "المطلة على معبر رفح"، يملي على القاهرة أن تكون شريكا في حرب التجويع والحصار، لمصر الحق في ضبط السلاح والمسلحين، بل ونقبل منها ضبط "السلع ذات الاستخدام العسكري والمدني المزدوج"، ولكن متى كان رغيف الخبز وحبة الدواء ولتر المازوت ومصل "الجلوكوز" مصنفة في إطار أسلحة الدمار الشامل والسلع ذات الاستخدام المزدوج، وإلى متى سيقبى مرضى غزة وطلبتها وأبنائها العاملين في الخارج، ممنوعين من الحياة لأن "الجنرال" القابع في وزارة الدفاع في إسرائيل لا يطرب إلا على أنين أطفال غزة، ولا ينتشي إلا باحتساء دماء رجالها ونسائها.

ندرك حجم الحرج الذي تعيشه القاهرة، ونطلب إليها أن تعلن وبالصوت العالي، ما الذي تريده من العرب جميعا كشبكة أمان لنهب معها هبة رجل واحد، داعمين لمبادرة كسر الحصار وفتح "معبر الذل"، فلم نعد كالكثرة الكاثرة من العرب، نأخذ على محمل الجد التبريرات والتفسيرات التي تدرج لإدامة الإغلاق المؤسف للمعبر الأشهر.

لن تقوم الدنيا إن قامت مصر بفتح المعبر للغايات الإنسانية الأساسية، ولتذهب إلى الجحيم كل "اللياقات الدبلوماسية" التي نتذرع بها للمماطلة والتسويف، وطالما أن إسرائيل تفتح بين الحين والآخر معابرها لمواد غذائية ونفطية ودوائية للقطاع، فلن نقبل من القاهرة، أقل من الفتح الكامل للمعبر أمام حركة التجارة وانتقال السلع والأفراد، ولتتخذ مصر ومعها الاتحاد الأوربي، ما شاءا من ترتيبات أمنية وإجراءات تفتيش وتحوّط وحماية، المهم أن تنتهي هذه المهزلة/المأساة، وأن نغلق هذا الملف المذل، مرة وإلى الأبد.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ