ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  15/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

الإصلاح يبدأ من هنا

المهندس غسّان نجّار*

كان التيار الإسلامي الديمقراطي المحافظ في داخل سورية ولا زال طيلة السنوات الماضية وتحديدا منذ انطلاقة وثيقة ( إعلان دمشق ) في 16/ 10 / 2005 والّذي تمثّل فيه التيّار الإسلامي من داخل الوطن بشخصيّات رفيعة المستوى أمثال المفكّر فضيلة الشيخ جودت سعيد والناشط الحقوقي الأستاذ المحامي هيثم المالح , كان هذا التيّار ينأى أن يزجّ بنفسه في أتون الصراعات الإقليمية أو الدولية ويعتبر أنّ أولى اهتماماته هو الإصلاح الداخلي وحقوق الإنسان وان كان لا تخفى عليه المصالح القومية والإسلامية.

إن قضيّة فلسطين والصراع بين الأجنحة الفلسطينية ( حماس ) و ( فتح ) تحديدا هي قضية داخلية بالمفهوم الوطني الفلسطيني وان كانت تهمّ الأمة الإسلامية كلّها , فكلتا الحركتين لهما سجل حافل وتاريخ مجيد في مقارعة الاحتلال الصهيوني وبناء على ذلك فان قرارا متسرعا من بعض أطراف المعارضة السورية يصبّ في هذا الطرف أوذاك هو خطأ استراتيجي , فحركة حماس لا يمكن أن تحسب على النظام السوري حتّى نهاجمها أو نقع في فخ الإدارة الأمريكية بتصنيفها على لائحة الإرهاب ,وحين زار خالد مشعل مؤخرا لبنان زار كلا من 8 آذار و14 آذار على حد سواء كما أنّ حركة فتح ليست عدوّة للنظام السوري حتّى نحالفها أو نثني عليها على قاعدة المثل العامي (عدو عدوك صديقك).

إذا كانت حماس ( الخارج ) لم تجد مأوى في أرض الله الواسعة إلا في سورية وقد وجد النظام السوري- على الأكثر- مصلحة ذاتية له في هذا الإيواء فانّ هذا الإيواء ولو كان فيه تلاقي المصالح – وقليلا ما تلتقي مصالح الأضداد فهنا حزب علماني وهناك فكر إسلامي – فانّ هذا الصنيع يحسب للنظام مهما كانت النوايا والبواعث ونأمل أن لا يكون مرحليا يمكن أن نمزّقه أمام أولى ضغوطات نبيع فيه الشريد المطارد في سبيل المنفعة الشخصية ومصلحة البقاء .

نحن كتيّار إسلامي ديمقراطي محافظ في سورية لا ننظر من زاوية الأيديولوجيا والمبادئ والأفكارالنظرية بل من زاوية السلوك والممارسة والتطبيق على الواقع العملي , فعلى الرغم من اطّلاعنا على مخطط دايتون واعتماد الإدارة الأمريكية على المدعو محمد دحلان مخلب قط لاجتثاث (حركة حماس) في قطاع غزّة وأنّ هناك حوالي عشرين من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني من الحركة يقبعون خطفا في سجون الاحتلال فلا ننسى أن هناك المناضل مروان البرغوثي من رموز فتح والقائد أحمد سعدات من الجبهة الشعبية وما يزيد عن عشرة آلاف مجاهد ومناضل من شتّى الفصائل يقضون في سجون الاحتلال مددا طويلة , ولذلك فإننا نحرص أن تصب كل الجهود ليس في مسار فصيل واحد ضد آخر بل في مصلحة القضية الفلسطينية برمّتها من خلال توافق الفصائل على خط وطني ثابت في مقارعة المحتل دون النظر من زاوية حزبية ضيّقة .

إن من ينسب نفسه لتيار إسلامي لا يمكن أن يصطفّ مع الولايات المتحدة ولو كانت هذه – ظاهرا – هي عدوّة للنظام السوري , لأنّ الإدارة الأمريكية الموغلة في دعم إسرائيل حتّى النخاع لا تتعاطى إلا من منطوق مصالحها وهي على الأغلب تكون على حساب الديمقراطية ومصالح الشعوب وحقوق الإنسان وهذه الإدارة الأمريكية تقول علنا بتحسين سلوك النظام من وجهة مصالحها لا من وجهة مصالح الشعب وذلك خشية – حسب منطقها الأعوج – أن يعتلي الإسلاميون سدّة السلطة والحكم ولو كان هؤلاء الإسلاميين هم طليعة القوى الديمقراطية والمؤمنون أكثر من أي فئة أخرى بالمشاركة والتعددية وصناديق الاقتراع .

وإذا كانت المعارضة العراقية قد استغلّت في غفلة من الزمن حماقة صدّام حسين وشعاراته الخشبية وانفصامه عن شعبه فتلاقت مصالحها الذاتية وأنانيتها مع مصلحة الولايات المتحدة في الاستيلاء على منابع النفط فوقعت الكارثة والمأساة من ملايين الشهداء والمشردين , فانّ المعارضة السورية الشريفة لا يمكن أن تحذو هذا المنهج الخائن وقد أعلنت وثيقتها الأساسية أنّها ضد الاستقواء بالأجنبي وانّ هذا ليس تنظيرا فارغ المحتوى بل هو إيمان عميق بانتسابنا للأمّة وصدق الله العظيم " يا أيّها آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء , بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فانّه منهم , إن الله لا يهدي القوم الظالمين " المائدة 51 (والمقصود هنا الحكّام من اليهود والنصارى).

أمّا القضية اللبنانية فانّ الأمر أيضا هو بعد دولي واستقطاب خارجي لهذا الطرف أو ذاك ومع إيماننا بالديمقراطية وترحيبنا بأي قطر عربي يدخل ساحتها ومع احترامنا لزملائنا المثقفين الّذين وقّعوا وثيقة(إعلان بيروت دمشق) واحترام وجهة نظرهم في هذا الخصوص فإننا كتيّار إسلامي رفضنا في حينه التوقيع على المذكّرة لأنّ أولوياتنا هو الشأن الداخلي الّذي يبدأ باعتراف النظام بالمعارضة الداخلية ومنها الفصيل الأساسي فيها(التيّارالاسلامي الديمقراطي),ومع ذلك فقد كنت في كل لقاء مع المسئولين الأمنيين رفيعي المستوى أدافع عن ميشيل كيلو(حتى العظم) كما يقال , وأهاجم قرار الحكم الظالم بحقّه وحق محمود عيسى , ولمّا طرح المسئول الأمني أمامي مقالة الأستاذ ميشيل كيلو ( نعوات طائفية ) تساءلت مستنكرا وهل ترقى مقالة تصوّر واقع المجتمع السوري أن تكون سببا في سجنه ثلاث سنوات ؟!,كما كتبت أكثر من مقال حول الأستاذ ميشيل كيلو من مثل :(فسيفساء المجتمع السوري) .

هكذا تكون المعارضة الشريفة: وطنية , شفّافة , صريحة لا تجامل ولا تحابي وهي لحمة واحدة يسعى بذمّتهم أدناهم وهم يد واحدة على من سواهم ؛ كل ذلك لصالح الأمّة وخير المجتمع وكذلك هو التيّار الإسلامي الديمقراطي : لا نستقطب ولا ننفرد ولا نهمّش ولا نستقوي ولا نستعين بأحد – إلا الله عز وجل – فهو مولانا نعم المولى ونعم النصير

والى مقالة ثانية قادمة حيث نتكلّم عن حجر الزاوية في الإصلاح الداخلي .

إن نريد إلا الإصلاح – ما استطعنا – وعلى الله توكلّنا , ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين .                 

*نقابي- من التيار الإسلامي

ghassan-najjar@maktoob.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ