ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  10/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المعتقلون من حماس سياسيون وطنيون

عبد الستار قاسم

يردد السيد محمود عباس ورئيس وزرائه الدكتور سلام فياض أمام المتسائلين عن معتقلي حماس القول بأن هؤلاء المعتقلين ليسوا معتقلين سياسيين وإنما معتقلون يخلون بأمن الوطن والمواطن، وهم ينتمون لتنظيم غير شرعي، ويحاولون الحصول على السلاح بهدف تقويض الشرعية الفلسطينية.

هذا كلام غير صحيح لأن تنظيم حماس ليس تنظيما إرهابيا يسهر الليالي من أجل الاعتداء على المواطنين، والتآمر مع العدو من أجل التفريط بالوطن. تنظيم حماس هو تنظيم فلسطيني مقاوم منبثق عن حركة الإخوان المسلمين، وقد قدم الكثير من التضحيات، وما زال يقدم حتى الآن، وسيقدم في المستقبل. في الوقت الذي بدأ فيه تنظيم حماس تقديم التضحيات، والمشاركة في الأعمال الوطنية الهادفة إلى التحرير، كان السيد محمود عباس يفاوض الإسرائيليين سرا، ولم يكن الدكتور سلام قد سمع بالوطن الفلسطيني بعد. (لو) كان الاثنان في الخندق يقاتلان الصهاينة، لربما كان من الممكن استيعاب اتهاماتهما.

المعتقلون من حماس هم معتقلون سياسيون وطنيون، وليسوا سياسيين خونة. ليس كل من اشتغل بالسياسة وطني، إذ هناك سياسيون يسمسرون على الوطن والمواطنين، ولديهم الاستعداد أن يقايضوا الوطن بحفنة دولارات أو بدلال حسناء، وهناك سياسيون ينسقون مع العدو ضد الأمة والوطن وأبناء الوطن، وهناك من يحصلون على السلاح من العدو أو بإذن منه، وهناك سياسيون يعملون جواسيس وعملاء للعدو. ليس كل سياسي وطني، لكن كل وطني سياسي.

حماس لم تعتد على السلطة الفلسطينية ولا على أركانها منذ أن قامت عام 1994. حماس انتقدت وتظاهرت وأصدرت البيانات ضد أوسلو، وفي محاولاتها لإفشال الاتفاق عسكريا، عمدت حماس إلى مهاجمة إسرائيل وليس السلطة. السلطة هي التي اعتدت واعتقلت المئات من أفراد حماس في نهاية القرن الماضي. اعتقلت السلطة قيادات حمساوية لمدد طويلة، وقامت السلطة بالاعتداء الجسدي على أفراد من حماس ومن فصائل أخرى في عدد من المناطق، ولم تقدم حماس في المقابل على الاعتداء. لقد صبرت طويلا على ممارسات السلطة، إلى أن طفح الكيل.

لا أقول إن حماس لم تخطئ. حماس تخطئ، وقد انتقدتها مرات لأسباب عدة على رأسها عدم مكافحة الفساد بعد تشكيلها الحكومة، والسير أحيانا على بعض خطى منظمة التحرير الفلسطينية، والانتقاء في الوظائف العامة، لكن حماس لديها الاستعداد دائما لأن تسمع، مع إمكانية التصحيح. لكن السلطة الفلسطينية تصر على الخطأ مما يجعل من العديد من أعمالها خطايا، وعلى رأسها التنسيق الأمني مع إسرائيل. هناك فرق هائل بين الخطا والخطيئة، ومن ارتضى من العرب والفلسطينيين مجالسة الصهاينة وتلقي الأوامر من الأمريكيين لا يحق له أن يتكلم عن أمن الوطن والمواطنين.

قول السلطة بأنها تدافع عن الوطن والمواطنين يسقط أمام حقيقة أنها هي التي صنعت زعرانا يجوبون شوارع الضفة وغزة ويعتدون على المواطنين وعلى ممتلكاتهم وأعراضهم. لقد صنعتهم السلطة من أجل أن يقوموا بأعمال مشينة لا تريد هي أن تقوم بها خوفا من وسائل الإعلام. وعندما سيطرت حماس على غزة، طلبت السلطة من زعرانها الاحتجاب مؤقتا، وهم محتجبون إلى حد كبير الآن. من من هؤلاء الآن في السجون؟ هناك دم مواطنين في أعناق هؤلاء، وهناك أموال نهبوها، وإفساد كبير قد أحدثوه، الخ. إذا كانت المسألة متعلقة بأمن الوطن والمواطن، فلماذا يبقى هؤلاء طلقاء لا يسألهم أحد، والعديد منهم يتلقى رواتب من السلطة، ومن وزارة الدكتور سلام الذي يتحدث عن الشفافية والمهنية؟

سلاح حماس سلاح ملاحق إسرائيليا، وهي تكد وتتعب حتى تحصل على قطعة سلاح، أما سلاح السلطة فمرخص إسرائيليا، أو تم الحصول عليه من إسرائيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فمن الأولى بأن يبقى؟ سلاح السلطة ليس سلاحا وطنيا، وليس شرعيا، ولا يحق للسيد عباس والدكتور سلام أن يتحدثا بحرقة عن الوطن والمواطنين.

أنتم تريدون منظمة التحرير؟ أنا أريد منظمة التحرير أيضا. أنا أريد تطبيق القانون الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي حاكمتم وفقه ضباطا من حركة فتح بتهمة الفرار من أرض المعركة في مواجهة حماس في غزة. أنا أريد تطبيق هذا القانون عليك يا سيد محمود عباس وعليك يا دكتور سلام. هل تقبلان؟ أم أن التطبيق انتقائي ووفق المصالح؟

هذا الوطن أرض مقدسة، وهو لأناس أحياء يأبون الموات. هذا وطن لن يرثه دايتون، ولن يكون للصهاينة فيه خلود. الأفضل أن تتركا ما أنتما فيه، فحضن الوطن يتسع للجميع؛ أما حضن دايتون فلا يستوعب سوى ما أنتما عليه وفيه الآن.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ