ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  04/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في غزوة تبوك (15)

 حث الرسول على النفقة وشأن عثمان في ذلك

الدكتور عثمان قدري مكانسي

قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جد في سفره وأمر الناس بالجهاز والانكماش وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا (الأجر عند لله )، وأنفق عثمان بن عفان في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها .

قال ابن هشام : حدثني من أثق به أن عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ارض عن عثمان ، فإني عنه راض"

شأن البكائين

قال ابن إسحاق : ثم إن رجالا من المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم البكاءون ، وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير ، وعلبة بن زيد ، أخو بني حارثة وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب أخو بني مازن بن النجار وعمرو بن حمام بن الجموح أخو بني سلمة وعبد الله بن المغفل المزني - وبعض الناس يقول بل هو عبد الله بن عمرو المزني - وهرمي بن عبد الله أخو بني واقف وعرباض بن سارية الفزاري . فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أهل حاجة فقال لا أجد ما أحملكم عليه ، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون.

قال ابن إسحاق : فبلغني أن ابن يامين بن عمير بن كعب النضري لقى أبا ليلى عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان فقال ما يبكيكما ؟ قالا : جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملنا ، فلم نجد عنده ما يحملنا عليه وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج معه فأعطاهما ناضحا له فارتحلاه ورودهما شيئا من تمر فخرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

إضاءة :

1- تحتاج المعركة الاستعداد وتهيئة الأمور قدر المستطاع " وأعدوا له ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ، الله يعلمهم .. " والاستعداد يحتوي الوجوه كلها من جنود ومال وأسلحة وعتاد ومراكب وماء وطعام ..

2- " من جهز غازياً فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا" أطلق النبي الكريم هذه الصيحة فسارع المسلمون يقدمون ما استطاعوا للجهاد في سبيل الله ، حتى كان أحدهم يأتي بمل كفين من التمر ، ونعى القرآن على المنافقين الذين لمزوا المتطوعين بالقليل " الذين يلمزون المطّوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم ، سخر الله منهم ، ولهم عذاب أليم . "

3- واحتمل الأغنياء كثيراً من الفقراء المجاهدين الذين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجهزهم للقتال ، فهم  فقراء ، فردهم الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء حين لم يجد ما يحملهم عليه ، أنْ لا يجدوا ما ينفقون ، فبكوا بكاء مراً . فلما احتملهم الأغنياء مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم الحامل والمحمول ، لأنهم في الجهاد سواء .

4- أما الكريم الحيي عثمان رضي الله عنه فقد كان الفارس المجلي في هذا المضمار حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم " وقلت فيه شعراً هذا بعضه :

وجهّـز غـزوة الإعسار جوداً        لوجـه الله يرجـوه المثابـة

وكـان المصطفى يثني عليـه        لنِعـْمَ الفضـلُ في يوم الإنابة

5- أما ثواب من حبسهم العذر فهو كبير لأن نيتهم كانت خالصة لله ورغبوا في الجهاد فلم يستطيعوا . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من غزوة تبوك : إن بالمدينة لأقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بالمدينة ؟ قال " نعم حبسهم العذر " وقال :"  إنما الأعمال بالنيات .."

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ