ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  02/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


صمت العرب والعالم فيما يتعلق 

بعنصرية إسرائيل في أحداث عكا

رشيد شاهين

Sadapril2003@hotmail.com

لم يكن من الممكن للاعتداءات التي قام بها مئات العنصريين الصهاينة أن تحدث لولا تواطؤ  الحكومة الإسرائيلية وصمتها عما يجري من قبل هؤلاء المتطرفين، حيث لا يمكن لأي كان أو لأي عاقل أن يصدق بان المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلي المختلفة والمتعددة لم تكن على علم بان مثل تلك الاعتداءات والممارسات العنصرية الكريهة سوف تقع على أهلنا في مدينة عكا، هذا بالإضافة إلى أن رد الفعل الرسمي من قبل حكومة الكيان العبري بعد أن اندلعت شرارة تلك الاعتداءات وإجراءات تلك الحكومة لم ترق إلى أي مستوى ينم عن الاكتراث أو الاهتمام الحقيقي بما يحدث في المدينة، ذلك لان من يقع عليه الظلم هم من المواطنين الفلسطينيين الذين صمدوا في ديارهم، كما أن ذلك لم يكن ولا بحال من الأحوال "بالمستوى المعهود" عندما يتعلق الأمر بأي حادث حتى ولو كان حادث دهس ضد يهودي أو مجموعة من اليهود.

ما حدث في عكا ليس سوى النموذج الصارخ على الطبيعة العنصرية للكيان العبري والذي مارس على مدار سنوات قيامه كل أنواع الاعتداءات اللا إنسانية كما ارتكب كل انواع الموبقات ضد الأمة العربية ابتداء من تشريد أبناء الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة العنصرية على أنقاض ومعاناة هذا الشعب -هذه العنصرية للكيان نصت عليها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبعينيات القرن الماضي- مرورا بالاعتداءات المتكررة على أراضي الدول العربية في مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق وتونس، ولا نعتقد بان أحدا نسي أو سوف ينسى مدرسة بحر البقر أو مذبحة قانا أو المجازر التي ارتكبت بحق الأسرى المصريين وغير ذلك من المجازر والممارسات العنصرية الإسرائيلية عبر العقود الستة الماضية.

وما حدث في عكا كذلك هو النموذج لكل ما يدور ضد أبناء فلسطين في الداخل في الجليل والمثلث والنقب ويافا واللد والرملة وفي كل زاوية من زوايا فلسطين، وهو كذلك النموذج للمعاناة اليومية والتمييز العنصري على كل المستويات التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها الذي تتم ممارسته من قبل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية.

دولة إسرائيل في الحقيقة تمارس العنصرية على مرأى ومسمع من العالم دون خجل أو شعور بالعار أو الخشية، وهي تمارسه هكذا في العلن أو كما يقال "على عينك يا تاجر" أي في عز الظهيرة وأمام كاميرات "التلفزة" بدون لف ولا دوران، وهي تمارسه كذلك دون أن يحرك هذا العالم يدا أو حتى اصبعا ليقول لهذا الكيان بأن كفى، أو انه لا بد من وقف هذه الممارسات العنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، فالعالم يشاهد يوميا ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة على أيدي قطعان المستوطنين وبحماية جنود الاحتلال ولا يتجرأن أحد على المطالبة بوقف هذه الإجراءات العنصرية اليومية ضد المواطنين الفلسطينيين العزل.

ما حدث في عكا كان بالنسبة للدول العربية وبقية العالم وكأنه لم يحدث أو إن تلك الدول تعاملت وكان الموضوع موضوع داخلي صرف ولا يجوز التدخل فيه، لكن ماذا عما يحدث في دار فور وماذا عما قيل عن ممارسات النظام العراقي ضد الأكراد أو الشيعة أو غيرهم، أولم يكن ذلك أحداثا داخلية، وماذا عما حدث في لبنان في الآونة الأخيرة أولم يكن ذلك أحداثا داخلية، إذا لماذا يسمح حينئذ للعرب وللعالم ولمجلس الأمن وكل المنافقين بالتدخل ولا نسمع ولو كلمة واحدة ضد الممارسات العنصرية التي تقوم بها الدولة العبرية ضد أبناء فلسطين سواء في أراضي الضفة الغربية أو في أراضي عام 1948؟.

في الحقيقة انه وخلال تلك الأحداث وكل هذا الصمت المطبق من قبل "العربان" وكذلك "الغربان" – العرب والغرب- خطر على البال تساؤل أو مقارنة فحواها، عندما يتم رسم علامة أو إشارة أو أي شيء على سور مقبرة يهودية أو كنيس يهودي أو في أي مكان في العالم، أو عندما يقوم احد ما، كاتب ما، وسيلة إعلام ما، بتوجيه ولو انتقاد بسيط للدولة العبرية فانه يتم تجنيد كل القوى والمال ووسائل الإعلام والسادة رؤساء الدول والحكومات للحديث عن السامية ومعاداة السامية، والسؤال الآخر هو ترى لو إن مجموعة من اليهود من مواطني أي دولة في العالم وهنا نقول مجموعة وليس مدينة تعرضت لهذا الذي تعرضت له مدينة عكا كيف كان سيكون رد فعل إسرائيل والعالم؟،كيف سيكون موقف السيد الأميركي حاكم البيت الأبيض وزمرته المتصهينة، وكيف سيكون موقف من يسير على خطاه في باريس وروما وبرلين ولندن؟  ثم، ألا " تهرينا" إسرائيل بالحديث عن حقوق الإنسان وكل الشعارات المتعلقة بذلك من اجل بضع عشرات من اليهود يقيمون في هذا البلد العربي أو الإسلامي أو ذاك، وهم الذين يعيشون بكل امن وسلام ويحوزون كامل الحرية والحقوق في تلك الدولة؟، غريب أمر هذا العالم عندما يتعلق الأمر بالمواطن الفلسطيني وإسرائيل، وهو كذلك غريب عندما يتعلق الأمر باليهودي سواء في العالم أو في إسرائيل، ترى متى ينتهي خنوع هذه الأمة ومتى يتوقف العالم عن نفاقه تجاه كل ما تقم به إسرائيل، موت يا.........

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ