ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 19/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

رشفات سياسية في كؤوس أدبية

(الحلقة التاسعة)

نماذج فريدة من السيادة ..!

عبدالله القحطاني

حلّ رجل حضري ، ضيفاً على أحد زعماء القبائل في البادية ، فبالغ القوم في إكرامه والحفاوة به. وحين أوى إلى فراشه ، لم يستطع النوم ، لعدم تعوّده على نوع الفراش ، ومشاهد البيئة البدوية المحيطة به ، والتي لم يألفها ..!

 وفي الصباح قام باكراً ، والناس نيام ، فكتب أبياتاً من الشعر،على قطعة كبيرة من الخشب، وانسلّ خارجاً من مضارب القبيلة ، مبتعداً عنها .

حين أفاق أصحاب البيت ، لم يجدوا الضيف ، ووجدوا الأبيات .. فقرأها بعضهم ، فاستبدّ بهم الغضب ، وأخذتهم الحميّة ، وهمّوا بركوب خيلهم ، للّحاق بالرجل ، والانتقام منه ، بسبب أبياته التي كتبها .

 وحين سألهم صاحب البيت ، زعيم القبيلة ، عن سرّ غضبهم وحميّتهم ، قرأ له أحدهم الأبيات، وهي :

  مَن رامَ أنْ يَلقى تَباريحَ الكُرَبْ     مِن نفسه فَليأتِ أجْلافَ العَربْ

  يَرَ الجِمالَ والجِلالَ والخَشَـبْ     والشَعرَ والأوبارَ.. كَيفَما انقلَبْ

 أسرَقُ خَلْـقِ الله.. عنْ أمّ وأبْ     وأخْشَنُ الناسَ،وأخْزى مَن نَهَبْ

 تألم الشيخ لسماع الأبيات ، وجحود الرجل ، الذي حظي بإكرام بالغ ، فردّ على الجميل ، بهذا السلوك القبيح . لكن الشيخ كتم ألمه في نفسه ، وقرر أن يبادر إلى معالجة الموقف بحكمة ، كيلا يلحق رجاله بالضيف ويؤذوه .. فقال للرجال : هل أنتم متأكّدون من أنكم قرأتم الأبيات بشكل صحيح !؟ فقالوا له : نعم يا شيخ . وأعادوا له قراءتها ، كما قرأوها أول مرة . فتبسّم الشيخ ـ وكان شاعراً ـ وقال لهم بهدوء وثقة : لا لا.. أنتم أخطأتم في قراءة الأبيات، فهي لا تُقرأ هكذا !

فسأله أحدهم : وكيف تُقرأ يا شيخ؟ فقال الشيخ : تقرأ هكذا:

مَنْ رامَ أن يُلْقيْ تَباريحَ الكُرَبْ       عَن نفسه، فليأتِ أخلافَ العَـربْ

يَرَ الجَمال ، والجَلال ، والأدبْ       والشِعْرَ، والأوتار..كَيفما انقـلَبْ

أشْرفُ خلْقِ الله .. عن أمّ وأب       وأحسَنُ الناس، وأجْزَى مَنْ وهَبْ

 فقالوا له : أهكذا تقرأ الأبيات يا شيخ ؟

فقال الشيخ : نعم ، هكذا ! ولكنكم تسرّعتم في قراءتها ، وظلمتم ضيفكم ، وكدتم تتبعونه كي تؤذوه ، وهو لم يقل بحقّنا إلاّ خيراً .

فجمع الشيخ الحكمة ، مع كرم اليد ، وكرم النفس .. وأكرم ضيفه بداية ، وحفظه من الانتقام على سوء فعله ، في النهاية !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ