ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  30/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في غزوة تبوك ( 12)

سؤال الرسول أبا رهم عمن تخلف من غفار واسلم

الدكتور عثمان قدري مكانسي

قال ابن إسحاق : وذكر ابن شهاب الزهري ، عن ابن أكيمة الليثي عن ابن أخي أبي رهم الغفاري أنه سمع أبا رهم كلثوم بن الحصين وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة ، يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك ، فسرت ذات ليلة معه ونحن بالأخضر قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وألقى الله علينا النعاس فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفزعني دنوها منه مخافة أن أصيب رجله في الغرز فطفقت أحوز راحلتي عنه حتى غلبتني عيني في بعض الطريق ونحن في بعض الليل فزاحمت راحلتي راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله في الغرز فما استيقظت إلا بقوله حَـسّ ( كلمة تُقال عند الألم المفاجئ)  فقلت يا رسول الله استغفر لي . فقال سر فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألني عمن تخلف عن بني غفار ، فأخبره به فقال وهو يسألني : ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط ( من خف شعر لحيته وثقل بطنه) . فحدثته بتخلفهم . قال فما فعل النفر السود الجعاد القصار ؟ قال قلت : والله ما أعرف هؤلاء منا . قال بلى ، الذين لهم نعم بشبكة شدخ( موضع من بلاد غفار )  فتذكرتهم في بني غفار ، ولم أذكرهم حتى ذكرت أنهم رهط ٌ مِن أسلم كانوا حلفاء فينا ، فقلت : يا رسول الله أولئك رهط من أسلم ، حلفاء فينا ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله إن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وغفار وأسلم.

إضاءة :

1- كل مسلم حريص أن يكون رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله ، في الدنيا والآخرة . وهم في الوقت نفسه حريصون أن ينالوا رضاه وتأمين الراحة والهدوء له صلى الله عليه وسلم ، فيجتنبون مزاحمته والتضييق عليه في سيرهم معه أو الجلوس إليه صلى الله عليه وسلم . وما أعظم توقيره صلى الله عليه وسلم وتعظيمه .

2- من عظيم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سكت على ألمه ، فلم يصدر عنه سوى كلمة حَسّ عندما صدم أبو رهم رجله صلى الله عليه وسلم في غرزه . ولم يؤنبه أو يوبخه ، فالسفر يحدث فيه كل شيء بعد أن يتعب الإنسان ويأخذه النعاس . بل لا طفه وخفف عنه حين أخذ يحادثه في قومه غفار وأسلم .

3- إن الله لا ينظر إلى أجسادنا وجمال خلقتنا ولكن ينظر إلى أعمالنا وحسن تصرفنا . هذا ما فهمناه من النبي صلى الله عليه وسلم حين قارن بين البيض الطوال السِّمان ، والسود القصار النحاف ، فالقسم الأول تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقسم الثاني بذل جهده في مواكبته أو تجهيز غيرهم ليكونوا بدلاً عنهم في هذه الغزوة المباركة . ولأن القصار الجعد من بني أسلم حلفاء أبي رهم  لم يأبه هذا لهم في بداية الحديث ، فأصر النبي صلى الله عليه وسلم على التعريف بهم وتزكيتهم .

4- يذكرني قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وغفار وأسلم " بقول الشاعر :

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة      على المرء من وقع الحسام المهنّد

فقد كان صلى الله عليه وسلم يتوقع أن يسارع القوم من المهاجرين والأنصار وغفار وأسلم إلى مشاركته غزوة تبوك  إلا أن كثيراً منهم تخلف ، وهذا لا يليق بأهل الدعوة وعمادها الأول ، وعصبها الحساس .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ