ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  23/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


توقعات بصدد الاتفاق الأمني

 الذي تلهث أمريكا لإملائه على العراق

على إيجاز ، كل عاقل يقف على أبعاد ومقاصد أمريكا من غزو واحتلال العراق ، التي كانت تصاريح أعضاء حكومة الإحتلال ترهص بقرب قيام أمريكا بإملاء " اتفاق أمني " سبق أن أعلنت وشوكه مراراً ، ولقد كانت تصريحات أفراد مغمورون  في حكومة الاحتلال المتوالية حبلى بدعاوي ولهاثات التعمية عنها وتجميلها والتمهيد لها - دون جدوى - في وسائل إعلامها المختلفة ، وقد كانت تبعية ومقاصد أزلام تلك الحكومة وأدواتها مكشوفة حتى للأعشى من العراقيين الشرفاء، إذ ماذا كان يُنتظر ممن ارتضوا أن يعني بتجنيدهم أعداء أمتهم ليكونوا عيون وعملاء الصف الأول مطايا مذعنة رخيصة طيعة متحمسة لاحتلال بلدهم !؟

وهنا ، من الجدير التذكير ، يتعارف كل منتمي إلى مقومات أمته حال الملمات العامة ومنها آن اليقين بإزماع أمريكا وأتباعها وعملائها على غزو العراق أن يتوقف ويلجم ذاته ويطوي جروحه ويتناسى المظالم الكثيرة التي حيقت به في عهد صدام حسين لصالح صد منكر أكبر متوقع داهم لبلده والانضمام تلقائياً إلى فصائل المقاومة ولو تحت إمرة مباشرة من ظالمه ، وهو الموقف الذي لم ولن يتقنه إلا رجال أوفياء لأمتهم ينظرون أبعد من أنوفهم ويفوِّقون دون تردد أمن وسلامة الأمة والأوطان والصالح العام  على كل ما عداها حتى لو كان ذلك على حساب مظالمهم ومصالحهم الذاتية . ولقد كان قطاعاً عريضاً من أبناء الأمة من شتى المشارب الفكرية والعقائدية المعارضة على ذلك المستوى من الوعي متنبه لذلك ، فقد سمعنا وشهدنا من بادروا منهم وبسرعة فائقة إلى تجميد معارضتهم وطي خلافاتهم مع نظام صدام حسين وتقاطروا فرادى وجماعات من كل فج لتحمل مشاق ومخاطر محاولة السفر واجتياز نقاط العبور والقدوم إلى العراق والانضمام إلى أقرب فصيل عسكري في أية موقع متأهبين للمساهمة والمشاركة في صد الغزو الأمريكي الداهم على العراق .

ولقد انجلت الأمور ، رغم انطلاق أعمال المقاومة العراقية منذ الأيام الأولى للغزو ، عن تسرب مدعي السلفية إلى صفوفها ومحاولات التسلط على زمام أمورها والافتآت والهيمنة على قيادتها وتوجيهها تبعاً لرؤاهم الطائفية المتخلفة مع أوليات العمليات البطولية الشريفة التي دشنت بها مشروع المقاومة العراقية الوطنية الشريفة ، إذ لم تلبث أن طفقت الأخبار ترد وتنجلي عن افتضاح ممارسة مدعي السلفية محاكمات داخلية تكفيرية ضد هذا أو ذاك من المقاومين الشرفاء تعكس وتناقض العرف المنطقي الذي أشرنا إليه في المقدمة ! إذ كيف يصح لفصائل المقاومة والجهاد في مواجهة لمقاصد عامة واحدة الانزلاق إلى فتنة صرف الجهود في قضايا خلافية بل وإصدار الفتاوي بسفك دماء ذات المجاهدين لذات الهدف لمجرد مخالفتهم للمذهب وحسب !؟

آنذاك ، وضع كل حر من أبناء الأمة يده على قلبه مشفقاً متعوذا من الأسوأ الذي بدى يتصاعد !

ولقد كان ولايزال من الطبيعي كون الغازي المعتدي مترقباً لشتى الأسباب القائمة أو العارضة الموافية أو الممكن تركيبها وتطويعها لتحقيق وخدمة أهدافه من الغزو ومن ثم الترسيخ لبقائه على المدى الطويل تحت دعاوي كاذبة مزينة ملبسة مختلفة ، منها ما سمي مؤخراً بـ " اتفاق أمني " مزعوم على الأمن ! أية أمن ؟ هو أمن المحتل وحكومته .

 

دور الموساد في تجنيد يهود العراق :

وللتذكير ، فقد سبق في منتصف القرن الماضي أن وردت إلينا أخبار تنبئ عن خروج أفراد أو ثلل من يهود العراق إلى الخارج أفضى بهم المطاف إلى " إسرائيل " . تلقفهم الموساد بشبق وحماس شديدين ، فرصدهم لخدمة مثل هذا الغزو ، فهم يتقنون اللهجة العراقية ، وخبراء في منعرجات وأزقة مدن وقرى وفجاج العراق ، جعلهم في المرتبة الأولى لتلك العيون المرافقة لطلائع الجيش الأمريكي الغازي آنذاك ولا يزال ، وقد زاد في التعمية عليهم وفاعلية فتنتهم أن منحهم الموساد - بمعية وتشجيع من قادة فرق الجيش الأمريكي - بطاقات تعريف وجوازات سفر تحمل أسماءً عربية وإسلامية ! وكانوا بذلك عملاء الغازي من الدرجة الأولى ( إذ كان أتباعه من العراقيين المرتدين على أمتهم في المرتبة الثانية ) فقد كانوا أدلاء على كل معلم مهم وموقع على امتداد فجاج وثنايا أرض العارق يشيرون لقادة فرق الجيش الغازي بأصابعهم عليه مهونين عليه كل شاق مختصرين له الوقت مجنبيه كثير المخاطر .

الانتقام من العرب بتهمة دعوى نعتقد بكذبها وتلفيقها أن مهاجمي برجي مركز التجارة العالمي في نييورك من العرب ، كان أول الأهداف المفهومة . الهدف الثاني المرافق كان السيطرة على أكبر موقع رصدته الدراسات والأقمار الصناعية الأمريكية خازناً للبترول والغاز في العالم .

الهدف الثالث ، احتلال موقع يمثل قلب الشرق الأوسط ، جغرافياً واستراتيجياً ، رقن في خطط القادة السياسيين للغزو على أنه أفضل المواقع المرشحة لبناء القواعد العسكرية الأم والأصلح لخدمة هدف بسط النفوذ والهيمنة الأمريكية على سائر بلاد الشرق الأوسط ، وكونه يمثل قاعدة عسكرية طليعية فاعلة متأهبة لردع أية حركة تغيير وطنية حرة يتوقع ثورتها الوشيكة على الأنظمة التابعة والعميلة في محيطها القريب والأبعد .

الهدف الرابع ، هدف مركب ، إذ يجمع إضافة إلى هيمنة كائنة جارية بين ابتزاز دويلات الخليج بدعوى حماية دول حليفة ، وبين بناء موقع ملاصق مهدد لثورة إسلامية وليدة في إيران استعصى على الأمريكان اختراقها وإجهاضها على مدى يزيد عن عقدين وفشل سائر محاولاتهم في هاته السبيل .

الهدف الخامس ، الالتفاف على سوريا الشعب " وليس الحكومة " وإشهار عصى القوة خلفها لردع أية حركة هادفة لتغيير النظام فيها . إلى ما هنالك من الأهداف الموازية .

 

 

وهي للتذكير ذات أهداف قادة الجيوش الصليبية الغازية منذ قرون ..

إن ما أنف تبيانه على إيجازه كان يقول به كل عاقل من أبناء هذه الأمة قبيل ولوج جحافل الجيوش الغازية المعتدية على العراق ، كما أنه مقدمة طبيعية دالة لتوقع محاولة إملاء الحكومة الأمريكية عاجلاً أم آجلاً لـ " إتفاق أمني " مزعوم لتحقيق الأهداف التي أشرنا إليها آنفاً .

مواقف الفصائل الوطنية حيال ذلك " الاتفاق الأمني " ومنها التيار الصدري الرافض لها لم يكن مفاجأ ويؤمل منه المزيد .

أما الموقف الذي بدت فيه حكومة الاحتلال مترددة دون توقيع ذلك الاتفاق ، فلم يكن بدافع شريف ، مدعى كذباً ، إذ كيف للتابع أن يرقى ليكون قائداً ، وإنما ليقينها أنها بتوقيعها المفترض عليه إنما تدق به المسمار الأخير في نعشها ، وأن شتى دعاويها الملفقة حياله ليست إلا للتعمية ، وذات الوقت بغية انتهاز كل ما من شأنه بقاءها ولو لشهر واحد آخر في سدة الحكم ، حتى لو كان ذلك ضمن ثنايا منطقة ضيقة محصور عليها التحرك إلا ضمنها وحسب أو في أقصى الأحوال في محيطها القريب هي ما سمي بـ " المنطقة الخضراء " .

المفاجئ هنا وحسب ، هو ذلك الموقف الذي صرح به قائد فصيل كردي يدعي الوطنية والحرص على سلامة ووحدة العراق متمثلاً برئيسه مسعود البرزاني وحسب الذي زاد وحذر من عواقب رفض توقيعها أيضاً !؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ