ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  15/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في غزوة تبوك (6)

هوان النفاق

الدكتور عثمان قدري مكانسي

سار المسلمون بقيادة النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، حتى إذاكانوا ببعض الطريق ضلت ناقته صلى الله عليه وسلم ، فخرج أصحابه في طلبها ، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه يُقال له ( عمارة بن حزم ، وكان عقـَبياً بدرياً ( من أوائل من أسلم ، وهو من أهل بيعة العقبة وأهل غزوة بدر ) ، وكان في رحله ( تابعاً له  ) زيد ُ بن الصلّيت القينقاعي ، وكان منافقاً ، ولا يدري عمارةُ بنفاقه .

ولما كان عمارة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زيد بن الصليت لبعض من كان معه : أليس محمد يزعم أنه نبي ، ويخبركم خبر السماء ، وهو لا يدري أين ناقته؟ .

ويخبر جبريلُ عليه السلام رسولَ الله صلى الله عليه وسلم  بما قاله زيد وهو في رحل عمارة .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه – وعمارة عنده - : إن رجلاً قال : هذا محمد يخبركم أنه نبي ، ويزعم أنه يخبركم بخبر السماء ، وهو لا يدري أين ناقته. وإني – والله – لا أعلم إلا ما علمني الله ، وقد دلني الله عليها ، وهي في هذا الوادي ، في شِعب كذا كذا ، وقد حبسَتها شجرة بزمامها ، فانطلقوا حتى تأتوني بها ، فذهبوا فجاءوا بها

فرجع عمارة إلى رحله ، فقال : والله لعجب من شيء حدّثَناه رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفاً عن مقالة قائل أخبره الله عنه بكذا كذا - يقصد ما قاله زيد بن اللصيت –

فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ، ولم يكن في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك :

زيد والله قال هذه المقالة قبل أن تأتي .

فاقبل عمارة على زيد يجأ عنقه ( يطعنها ) ويقول : إليّ عبادَ الله ؛ إن في رحلي لداهية – وما أشعر؟! ... اخرج يا عدوّ الله من رحلي ، فلا تصحبني ...

إضاءة :

1-        المسلمون درجات في إيمانهم . وفي فضلهم . ومن لحق بالإسلام في بدايته ذاق حلاوته وأحب رسوله ، فما عاد يتحمل فراقه والبعد عنه . فترى هؤلاء الرجال – رضوان الله تعالى عليهم – يغتنمون كل لحظة سانحة ليكونوا قريباً من الحبيب صلى الله عليه وسلم . وعمارة منهم . ما إن يحل المسلمون في مكان حتى تراه يسرع إلى الحبيب يراه ويسمعه ، ويقضي أوقاته في صحبته صلى الله عليه وسلم ، قريباً منه .

2-        وترى المنافق وإن تكتّم على نفاقه يكشف الله سره بكلمة يقولها أو حركة تند عنه أو نظرة غدر يلقيها . فالمنافق زيد بن الصليت يفضح نفاقه حين يقول : أليس محمد يزعم أنه نبي ، ويخبركم خبر السماء ، وهو لا يدري أين ناقته؟ وهو يتجاهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر لا يعلم من الغيب إلا ما يخبره الله تعالى به . وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بكل وضوح " . وإني – والله – لا أعلم إلا ما علمني الله " .

3-        لما أخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بما قاله المنافق - والرسول بشر يتألم لما لمثل هذا اللمز والغمز - يكرمه الله تعالى بأن يزيد من رفعته في قلوب أصحابه فيزداد إيمانهم بهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إذ يخبره في تلك اللحظة بمكان الناقة ، فيرسل بعض أصحابه فيأتونه بها .

4-        ويتألم الصحابة رضوان الله عليهم لمقولة المنافق – ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليذكر اسم المنافق الذي تفوّه بهذا الهجر من القول لئلا يؤلب عليه المسلمين ، فحسبُ ذلك المنافق أن يبلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم بما قاله،  فيفكر ويتدبر ، عله يتوب إلى الله ويسلم ... ..

5-        وكأن الله تعالى بعلمه القديم  أن هذا المنافق قد طُمس على قلبه ، يفضحه حين يعود عمارة إلى رحله متألماً من تقوّل المنافق وتخرّصه فيذكر مقالة المنافق في رحله ، وكان في الرحل رجل مسلم سمع مقالة زيد  في غياب عمارة ، فيكشف المستور ، ويخبره أن زيداً صاحب المقالة .

6-        يقبل عمارة على زيد يطرده من رحله ، ويدفعه بعيداً عنه ، ويشهّر به أمام الحاضرين ، فليس لأهل النفاق حب في قلوب المؤمنين ولا وُدٌّ ولا مكان بينهم لأنهم أعداء لله ، والمسلم يحب في الله ويعادي في الله . ولا يكون الولاء والبراء إلا في الله تعالى ، وليت المسلمين يتأسّوْن بالسلف الصالح فيحبون لله ، ويغضبون لله .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ