ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  14/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الثمن المحتمل في المفاوضات السورية-الإسرائيلية

بقلم أيمن محمود السيسي

Ayman_sisi2005@yahoo.com

لقد لعبت سوريا دورا هاما في الشأن الفلسطيني منذ فترات طويلة من حيث علاقاتها المميزة مع بعض الفصائل الفلسطينية المرتبطة بالأساس مع التوجهات والسياسات السورية, وأيضا بعد التدخل السوري في الحرب الأهلية في لبنان عام 1976، حيث أصبحت سوريا صاحبة اليد العليا دون منازع في تقرير شؤونه واستمرت في نفوذها وتأثيراتها على الشؤون الفلسطينية عن طريق دعم الفئات الفلسطينية المختلفة؛ كذلك أبقت الضغط قائماً على إسرائيل من خلال حزب الله والفئات الفلسطينية، دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة في الجولان. ومن ناحية اخرى كانت طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وسوريا مرتبطة بالقضايا المحيطة بها, وتمثل في طياتها علاقات معقدة، حيث بقيت سوريا من وجه نظر الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الوحيدة التي حددتها كدولة داعمة للمنظمات الفلسطينية المعارضة لاتفاقيات السلام مع إسرائيل، ومع ذلك ظلت ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية عادية, خدمة لمصالحها في المنطقة الآنية والمستقبلية, ومنها الوضع الحالي لجارتها العراق. وغالبا ما يشن المسؤولون السوريون، وكذلك الصحافة التي تسيطر عليها الدولة، هجمات عنيفة ضد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، كما أنها تمارس أعمالاً تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية أعمالاً عدائية، في الوقت ذاته الذي تسعى فيه سوريا إلى تحسين العلاقات الثنائية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من التوجهات السياسية المختلفة بين فترة وأخرى، فإن هذا الميزان العجيب قد ظل متماسكاً على امتداد عقود، نتيجة إدراك متبادل بضرورة الحفاظ عليه. وبالتالي منذ أمد طويل ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن مفتاح الاستقرار الإقليمي يكمن في صفقة سلام بين إسرائيل والعرب، وأن التوصل إلى مثل تلك الصفقة هو مصلحة قومية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. وأنه تبعاً لذلك فإن الهموم الأخرى مثل مناصرة سوريا للجماعات الفلسطينية النشطة، يمكن أن تأخذ مقعداً خلفيا، وفي هذا الصدد كان سكرتير الدولة المساعد السابق لشؤون الشرق الأدنى في إدارة كلينتون "Martin Indyk"  قد صرح بأن المنظمات الإرهابية التي كانت تعارض عملية السلام مع إسرائيل ستقوم سوريا بإغلاق مكاتبها. بمجرد صنع سلام وتهيئة الصفقة، وبناء على ذلك فان الصفقة السياسية تأتي في المقام الأول، بينما يأتي إغلاق مكاتب ونشاط الإرهابيين في أعقابها.

من الواضح هنا على أن هذه الفكرة تمثل في أنها بمثابة الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة من خلال عقد معاهدة سلام بين كل من سوريا وإسرائيل. وهنا فقد كان الاعتقاد بأن حل هذا الصراع (السوري- الإسرائيلي) من شأنه أن يحل في وقت ما معاً القضايا الناشئة عن تأييد سوريا لحزب الله,والحركات الفلسطينية النشطة،وقد توصلت سوريا إلى قناعة بأن أمن سوريا في استرجاع مرتفعات الجولان لن يتم إلا من خلال الوساطة والضغط الأمريكي في حل القضايا المرتبطة بهذه القضية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وهنا ربما كانت سوريا تريد أن تلعب دورا هادفا للحفاظ على مصالحها مع كل من الطرفين الفلسطيني والولايات المتحدة الأمريكية من خلال عدة من التصرفات التي قامت بها، فعندما تدهورت العلاقات السورية الأمريكية,لعبت سوريا دورا ضاغطا على المنظمات الفلسطينية الرافضة للتسوية,وعلى سبيل المثال غادر سوريا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق,ورمضان شلح رئيس المكتب التنفيذي للجهاد الإسلامي في أيلول 2004 ، وقد كان من الواضح أن مغادرتهما تدفع بتحسين علاقات سوريا المتدهورة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكن لم تستطع بهذه المناورات أن تعمل تغيرا جذريا في هذه العلاقات, بل استمرت الإدارة الأمريكية بالضغط على سوريا، واثر ذلك قامت سوريا بإرجاع كل منهما إلى سوريا من أجل التأثير على الموقف الأمريكي.

والسؤال هنا هل الثمن المحتمل فى ظل المفاوضات الحالية بين سوريا واسرائيل, هو طرد المنظمات القابعة على ارضها,كما حصل فى السابق؟ وهل ستعود سوريا الى التعاون فى مكافحة الارهاب على الطريقة الامريكية؟ وأن يمتد ذلك التعاون ليشمل إلغاء روابط سوريا بحزب الله؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ