ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  12/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"رأسمالية جديدة" بعد سبتمبر 2008‏

عريب الرنتاوي

المبشرون بانهيار الرأسمالية الوشيك، عليهم أن يفصحوا عن شكل وهوية النظام البديل الذي ستنتهي إليه ‏البشرية، فهل يكفي أن نقول أن الرأسمالية انهارت، لتصبح الاشتراكية هي البديل الذي يتحضر للإطلالة برأسه ‏علينا؟...هل ثمة "بديل اشتراكي" أصلا، وهل هناك قوى وحواضن اجتماعية لنظام كهذا؟...هل كانت خسارة ‏الاشتراكية للحرب الباردة والمباراة الاقتصادية مجرد "كبوة"، أم هزيمة بنيوية؟.‏

 

وإذا كان سقوط جدار برلين قد أذن بسقوط الاشتراكية كنظام كوني، فهل سيفضي انهيار "وول ستريت" إلى ‏سقوط الرأسمالية كنظام كوني كذلك، أية جدران ستسقط أيضا، وأية جدران سترتفع؟....هل سقطت نظرية نهاية ‏التاريخ في طبعاتها المختلفة: الماركسية (الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية) والبرجوازية (الرجل الأخير ونهاية التاريخ)، ‏فضلا بالطبع عن طبعات أخرى مختلفة للنظرية ذاتها دينية (سلفية) وهيغيلية وغيرها.‏

 

لم تحن لحظة إعلان موت الرأسمالية بعد، ولا ندري ما إذا كانت لحظة كهذه ستحين يوما، لكن الرأسمالية بعد ‏سبتمبر 2008، لن تكون كما كانت عليه قبلها، والأرجح أن نظريات حاكمة للنظام الرأسمالي (دعه يعمل دعه يمر) ‏و"اليد الخفية" ستجري إعادة صياغتها من جديدة، والأرجح لصالح دور أعلى لـ"رأسمالية الدولة" التي تعزز فرصها ‏وحظوظها عمليات التأميم الجزئي والكامل الجارية والمقبلة لمنشآت وبنوك عملاقة، ولصالح دور تنظيمي أعلى للدولة في ‏الحياة الاقتصادية.‏

والأرجح أن التداعيات الاجتماعية الكارثية للأزمة الاقتصادية العالمية، ستفرض على "نظريات السوق" بعدا ‏اجتماعيا جديدا، ينتصر للنموذج الألماني والاسكندنافي على حساب النموذج الأمريكي تحديدا، فالملايين من الناس ‏الذين أخذت الأزمة الاقتصادية والمالية تلقي بهم إلى الشوارع، سيشكلون عبئا على الأمن والاستقرار والنظام، ‏وستفرض احتياجاتهم المتفاقمة، نفسها على النظريات الاقتصادية والاجتماعية الرائجة، ولن يكون لرأس المال وحده، ‏الكلمة الفصل في تقرير مصائر البشرية والاقتصاد العالمي.‏

 

ومن الآن فصاعدا، سيكون لمفاهيم من نوع "حوكمة الشركات" و"مسؤوليتها الاجتماعية" و"الحوار ‏الاجتماعي" و"المجالس الاقتصادية والاجتماعية" و"تمكين الفئات المهمّشة" وغيرها، مكانة أعلى في الفكر الاقتصادي ‏والاجتماعي العالمي، فالليبرالية الاقتصادية غير المقيّدة وغير المنضبطة إلا لقوانين السوق وقواعده، ما عادت نظرية يمكن ‏الدفاع عنها طويلا.‏

 

الرأسمالية كنظام ونظرية وأنماط سائدة ومتفوقة، تقف اليوم على المحك الأخطر في تاريخها منذ القرن التاسع ‏عشر، وهي تسعى جاهدة في تصحيح مسارها بنفسها، تماما كما فعلت في أزمات سابقة لا تقل تفاقما وخطورة، ‏واعتمادا على قوانينها هي بالذات، لكن من المؤكد أن الرأسمالية التي عرفنا لن تبقى على حالها، ولن تبقى على حالها ‏كذلك، توازنات القوى بين مراكز الرأسمالية العالمية، فالولايات المتحدة التي بدأت زعامتها المتفردة والمهيمنة على العالم ‏بالاهتزاز لٍأسباب سياسية وإستراتيجية، تجد نفسها اليوم، أمام خطر أشد فداحة على دورها ومكانتها، ولأسباب تتعلق ‏باهتزاز دورها المالي ومكانتها المالية، ما يفتح الباب – ربما – لانتقال مركز القرار العالمي إلى القارة الآسيوية أو عودته ‏إلى القارة الأوروبية، أو توزعه على القارات وهذا هو الأرجح.‏

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ