ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رمضانيات (19)

المبارك وابن عياض

الدكتور عثمان قري مكانسي

موقعٌ في النت من أكثر المواقع نفعاً ، لا أشبع منه ولا أرى غيرهُ – من قبيله – خيراً منه – بزعمي – فما من يوم إلا وأستعين بهذا الموقع في تفسير آية كريمة أو معنى جليل ، أو التعرف إلى قصة وموقف تربوي أو فكري وأدبي أو تاريخيّ . " quran . muslim " فيه تفسير ابن كثير والجلالين والطبري والقرطبي رحمهم الله إلى جانب كل آية من آيات القرآن الكريم . فتعرّج على معنى الآيات في جمع هذه التفاسير الجليلة بسهولة ويسر، وتدرس ما فيها وتقارن مقارنة قاطف الورد وناسم الرّوح لا مقارنة التفضيل والتقديم ، فما يحق لي أن أكون إلا تلميذاً صغيراً من تلاميذ تلامذتهم وأقل من ذلك بكثير . نسأل الله تعالى أن يحشرنا معهم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله تحت لواء سيد البشر وخاتم النبيين .

كنت أقرأ تفسير قوله تعالى آخر سورة آل عمران "  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) " فمررت في تفسير ابن كثير بقصة العالمين الجليلين " عبد الله بن المبارك " و" الفضيل بن عياض " رحمهما الله تعالى . وكلاهما عالم جليل وإمام في الدين . فقد كان ابن المبارك في أحد الثغور الإسلامية ،يجاهد في سبيل الله تعالى ،  وكان الفضيل بن عياض في الحرم المكي معتكفاً لا يكاد يخرج منه إلا لزيارة المصطفى عليه الصلاة والسلام في المدينته المشرفة  ، ففي قصتهما عبرة وعظة ، وأدب وأخلاق .

رَوَى الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي سُكَيْنَة قَالَ : أَملَى عَلَيَّ عَبْد اللَّه بن الْمُبَارَك هَذِهِ الأبيات بِطَرَسُوس ( على حدود الروم ) وَوَدَّعْته لِلْخُرُوجِ وَأَنْشَدَهَا مَعِي إِلَى الْفُضَيْل بْن عِيَاض فِي سَنَة سَبْعِينَ ومئة وَفِي رِوَايَة سَنَة سَبْع وَسَبْعِينَ وَمِئَة.

يَا عَابِد الْحَرَمَيْنِ  لَوْ أَبْصَرْتنَا      لَعَلِمْت أَنَّك فِي  الْعِبَادَة تَلْعَبُ

مَنْ كَانَ يَخْضِبُ خَدّه بِدُمُوعِهِ      فَنُحُورنَـا بِدِمَائِنَـا  تَتَخَضَّبُ

أَوْ كَانَ يُتعِب خَيلَهُ  فِي بَاطِل      فَخُيُولنَـا يَوْم الصَّبِيحَة تَتْعَبُ

رِيح العَبِير لَكُمْ وَنَحْنُ عَبِيرنَا      رَهْج السَّنَابِك وَالغبار الأطيبُ

وَلَقَدْ  أَتَانَا مِنْ مَقـال نَبِيّنَـا      قَوْل صَحِيـح صَادِق لايكذبُ

لاتسْتَوِي أغُبَار خَيْل اللَّه فِي      أَنْف اِمْرِئٍ  وَدُخَانُ نَار تَلْهَبُ

هَذَا كِتاب اللَّه  يَنْطِـق بَيننَا      لَيْسَ الشَّـهِيد بِمَيّتٍ لا يكذَبُ

قَالَ فَلَقِيت الْفُضَيْل بْن عِيَاض بِكِتَابِهِ فِي الْمَسْجد الْحَرَام فَلَمَّا قَرَأَهُ ذَرَفَتْ عَينَاهُ وَقَالَ : صَدَقَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَنَصَحَنِي ، ثُمَّ قَالَ : أَنتَ مِمَّنْ يكتُب الحَدِيث ؟  قُلْت : نَعَمْ قَالَ : فَاكْتُبْ هَذَا الحَدِيث كِرَاء ( أجرة ) حَمْلك كِتَاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن إِلَيْنَا . وَأَمْلَى عَلَيّ الْفُضَيل بْن عِيَاض :

حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة : أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُول اللَّه عَلِّمْنِي عملاً أَنَال بِهِ ثَوَاب الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيل اللَّه فَقَالَ " هَلْ تَسْتَطِيع أَنْ تُصَلِّي فلا تَفتُر وَتَصُوم فَلا تُفطِر ؟ " فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَنَا أَضْعَف مِنْ أَنْ أَسْتَطِيع ذَلِكَ  . ثُمَّ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طُوِّقْت ذَلِكَ مَا بَلَغْت الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيل اللَّه أَوَمَا عَلِمْت أَنَّ الْفَرَس الْمُجَاهِد لَيَسْتَنّ فِي طِوَلِه فَيُكْتَب لَهُ بِذَلِكَ الْحَسَنَات " .

فأقر الفُضيل رحمه الله تعالى بفضل المجاهد على العابد .. والأحاديث الواردة بهذا الخصوص كثيرة وصحيحة . وما أعظم أن يكون المسلم صواماً قوّاماً ومجاهداً مقاتلاً في سبيل الله فينال الأجرين معاً ، وهؤلاء قليل ندرة الأحجار الكريمة في أرض مليئة بالصخور والأحجار . فطوبى للمشمّرين .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ