ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رمضانيات (14)

أين تحب أن تكون

الدكتور عثمان قدري مكانسي

قرأ الإمام اليوم في صلاة فجر الثاني والعشرين من رمضان  عام 1429 للهجرة قوله تعالى في سورة الشورى الآية الخامسة والأربعين " ... وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ " : فقلت إنه والله لأمر جلل أن يبيع الإنسان نفسه للهوى والشيطان رخيصة ، فيخلد في النار ، ويخسر كل شيء ، وأول ما يخسر نفسه .

قد يخسر الإنسان ماله ، فيعوّضه . وقد يخسر عقاراته ، فيسعى للحصول على غيرها ، وقد يخسر خيوله وأنعامه فيجدّ ويجتهد لتعويض خسارته . كل شيء يمكن أن يُعَوّض ، لكنّ خسارة النفس ، وتضييعها لا يُعوّض أبداً . وهنا الألم القاتل والحسرة الدائمة .. ولات حين مندم .

يطلع المؤمنون - وهم في جنة الله ورضوانه ونعيمه  ، وعسانا أن نكون من الوارثين لهذا الفردوس المقيم  بفضل الله ورحمته – يطّلعون على الكفار في عذاب النار وألمه الذي لا يُطاق فماذا يقولون :

إن من يدخل النار إما أن يكون أهله معه فيها ، فلا انتفاع بهم  .

وإما أن يكونوا في الجنة ، فقد حيل بينه وبينهم ، ونالهم غيره .

أما من يدخل الجنة فإما أن يكون أهله معه ، فيسعد بهم ويزداد سروره بوجودهم معه .

وإما أن يكون أهله في النار فيبدله الله تعالى في الجنة أهلاً خيراً منهم من الحور العين .

وَفِي سُنَن اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إلا لَهُ منزلان ، مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّة وَمَنْزِلٌ فِي النَّار فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّار وَرِثَ أَهلُ الْجَنَّة مَنْزِله ، فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " أُولَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ " )[ الْمُؤْمِنُونَ : 10 ].

وعلى هذا يُضاعف ملكُه في الجنّة فوق حقه هبة وإرثاً بفضل الله تعالى ، يرث ما كان للرجل الكافر لو كان مؤمناً .  وَفِي مُسْنَد الدَّارِمِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ أَحَد يُدْخِلهُ اللَّه الْجَنَّة إلا زَوَّجَهُ اثنتين وَسَبْعِينَ زَوْجَة مِنْ الحُور الْعِين وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثه مِنْ أَهْل النَّار ، .. ) .

 قَالَ هِشَام بْن خَالِد : ( مِنْ مِيرَاثه مِنْ أَهْل النَّار ) يَعْنِي رجالاً أُدْخِلُوا النَّار فَوَرِثَ أَهْل الْجَنَّة نِسَاءَهُمْ كَمَا وَرِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم  اِمْرَأَة فِرعَون .

يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية  : إن الخَسَارالأكبر لمن ذُهَبَ بِهِمْ إِلَى النَّار فَعَدِمُوا لذتهم فِي دَار الأبد وَخَسِرُوا أَنفُسهم ، وَفَـُرَّقَ بَينهم وَبَيْن أحبابهم وأصحابهم وأهاليهم وقراباتهم ، فَخَسِرُوهُمْ " ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَاب مُقِيم "  دَائِم سرمديّ أبديّ لا خُرُوج لهم منها ، ولا مَحِيد لهم عنها .

ولا يقول المؤمنون هذا القول : إلا حين يعاينون لذة الجنة ونعيمها ، يقولون ذلك ويحمدون الله تعالى أن هداهم للإيمان وأكرمهم بالإسلام ، ورزقهم الخلود الأبدي في نعيم لا ينقطع وسعادة لا تزول ، وخير يتجدد .

إن كنت إلى خير iiتسعى      وافـاك الـخير iiونجّاك
وإلى الفردوس مع iiالنّا      جـين بكل هناء iiوافاكَ
يا فرحة قلبك حين ترى      أحـبابَك  جذلى إذْ iiذاكَ
والله  تـعالى iiبـالإكرا      م  وحور الجنّة iiأرضاك
بـل تشكر ربّك iiتحمده      إذ  جـعل الجنّة iiمأواكَ
وحـماك  بـمنّته iiناراً      بـلظاها  تشوي iiالأفّاك
وأعاذك  منها ، iiوحباكَ      فـضلاً  ونعيماً iiيغشاكَ
وغِراس  الجنّة iiتسبيحٌ      تـهليلٌ  ، فالزم iiذكراكَ
واعمل  للجنّة في iiدَأَبٍ      كـي يحلُوَ فيها iiمثواكَ

عثمان

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ