ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

لا بديل عن الحوار في ذكرى حالة الطوارئ

المهندس غسان النجار

أرجو أن لايفهم أحد سواء من المعارضة أو النظام أو من المواطنين الأحرار أنني دعوت في مقالي السابق بعنوان ( ألا فليسقط النظام الأمني ) إلى إسقاط نظام الحكم بالقوة في بلدنا الحبيب أو إلى (شخصنة ) قضيتي مع النظام الأمني ، بل هي حالة سائدة

 من سلوك النظام الأمني تشمل كل مواطن يشتبه أو يظن أنه يملك إرادة حرة  ونفسا معارضا لتوجهات النظام في القمع والكبت والتفرد في صنع القرار ، وأخصّ ما يجري من إضطهاد وتعقب لزملا ئي من قادة ( إعلا ن دمشق ) وباقي فئات الشعب المعارضة وقادة الفكر والتي تعبّر بوسائل سلمية سواء بالقلم أو اللسان عن الرأي  الإصلاحي الآخر.

وأقول أنه ليس بيني وبين النظام ( ثارات) شخصية مع أنه قد احتجز حرّيتي إثني عشر عاماً من السنوات بدون تهمة أو محاكمة ، فالقضية ليست قضية فرد لا يعدل شيئاً أمام أمّة ، بل قضيّة شعب بجميع شرائحه يعاني من قمع واضطهاد .

أعود منتقلاً إلى لب الموضوع قائلاً : لقد كان النظام جريئا ً وشجاعاً حين قبل القرار 1559 بالإنسحاب من لبنان ، ولو تحت الضغوط الخارجية ، فلماذا لايكون جريئاً وشجاعاً مع شعبه بالحوار مع المعارضة بكامل إختياره وبدون ضغوط لوضع برنامج مشترك جريء متدرج وطموح في الإصلاح السياسي والإقتصادي والقضاء على الفساد ، علماً بأن النظام لم يجر أية مراجعة على برامجه وسياسته منذ إستلامه السلطة ، بل هو إنقلب على مبادئ حزب البعث الأساسية والتي بشر بها ميشيل عفلق وصلاح البيطار وزكي الارسوزي وأكرم الحوراني وغيرهم من المفكّرين البعثيين والاشتراكيين الأوائل ، وهذا ما أثار التذمّر والنقد في صفوف البعثيين الشرفاء ممن لم ينغمسوا بالفساد ، كما أرجو أن لايكون جلوس الحكومة مع الولايات المتحدة في مؤتمر بغداد هذه الأيام على حساب مصلحة شعبنا وقمع حريّته .

وإنني أطرح هنا للنقاش الأفكار التالية :

 أولا : الاعتراف بالمعارضة ليس عيباً أو ضعفاً ، وأنّ الدول المتحضّرة  تفخر بوجود معارضة لديها بل أن البعض يشكّل حكومة ظل داخل البرلمان يراقب أداء الحكومة وسياستها في مختلف المجالات ، وحين يقدم البلا د رئيس دولة زائر تقدّم له الحكومة زعيم المعارضة ويجري الوفد الزائر المباحثات مع قوى المعارضة أيضاً .

ثانياً : القول أنّ لدينا وحدة وطنية أوجبهة تقدمية تمثّل أطياف المجتمع السوري هو قول لايقنع أحداً أو كما يقال بالعاميّة : (ضحك على اللحى )

ثالثاً : المعارضة لا تطالب بالطفرة والفورية في الإصلاح السياسي بل بالتدرج السلمي .

رابعاً : إجابة السيد عبد الله الأحمر ؛ الأمين العام المساعد لحزب البعث في اجتماعه مع ممثلي النقابات العلمية مطلع عام 1980 حين طالبت النظام بتطبيق الحريات والديمقراطية وإجراء انتخابات حرّة نزيهة أجاب وبالحرف الواحد : ( إذا تعالوا فاجلسوا مكاننا ) وأتبعها بتهديد غير مسئول : (سنضرب ضربة نحكم البلد خمساً وعشرين عاماً ) ، أوماقاله أحد أركان النظام : ( نحن جئنا على الدبابة فمن أراد أن يزيحنا فليركب الدبابة ) ، هذه المقولات الخاطئة تنم عن فكر إقصائي وكبت إرهابي ، لا يمتلك قاعدة شعبية أو ثقة بالشعب وخياراته من تعددية وتداولية ، وإن مقولة : ( ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة ) ليست قاعدة تنسحب على حكم البلاد فلدينا أمثلة من منطقتنا العربية أن رجالاً شجعاناً أمثال : عبد الرحمن سوار الذهب من السودان والمجلس العسكري الحاكم في موريتانيا ومن قبل سامي الحناوي في سورية  ، فقد انتقل هؤلاء بالبلاد بصورة سلمية إلى الحكم المدني البرلماني من خلال انتخابات وأحزاب سياسية تعددية .

خامساً : لقد تغيّرت مفاهيم الحكم في الدول وذلك بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وترسخ مبادئ الديمقراطية في دول العالم المتحضر ، وإذا كنت لا أتمنى أن تتكرر سيناريو سقوط  النظام في رومانيا وغيرها في بلادنا ، بل أتمنى أن يسجل التاريخ اسم البطل القومي الذي اختار طوعا أن ينتقل بالبلاد إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية التداولية ، بصورة سلمية هادئة وحضارية ، فمن كان اليوم على كرسي الحكم فغداً على كرسي المعارضة ولا غضاضة في ذلك ، فهذا يحقق وضعاً تنافسياً لصالح الأمة ، وذلك في سبيل كسب أصوات الشعب من خلال صناديق الاقتراع .

سادساً : يقول الحديث الشريف : ( يقبل الله توبة العبد مالم يغرغر ) بالموت ، وهذا ينسحب على الأنظمة السياسية ، فإن الشعب يمكن أن يصفح عن كثير من المساوئ والأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة بحق الشعوب إذا عمدت إلى مراجعات في سياساتها وانحازت إلى شعوبها وذلك قبل اللحظة الأخيرة من نهايتها وعلى النظام أن يستغل ذلك في أقرب فرصة .

سابعاً : نحن لانريد أن تشكّل حالة ( العصيان المدني ) مفتاح الخلاص لشعبنا – فهي آخر العلاج – بل ما نريده وعلى الفور :

1- أن يعترف النظام بقوى المعارضة كقوى شريكة في خدمة الوطن ، هذه المعارضة تعلن جهاراً نهاراً أنّها لا تستقوي بالأجنبي وتعارض التدخل في إسقاط  النظام بالقوة على الطريقة العراقية فليست إيران أو حزب الله هو من يدفع عنّا غائلة الأعداء بل هذا الشعب بكل فئاته يعد أن يسترد عافيته وكرامته وعزّته وحرّيته .

2- أن يجلس أركان الحكم والنظام مع ممثلي المعارضة كافّة على طاولة الحوار ، تمهيداً لوضع برنامج زمني للوصول بالبلاد إلى الدولة المدنية الديمقراطية من خلال تشكّل أحزاب حرّة  لاتقصي أحداً ومن خلال انتخابات حرة نزيهة .

ومن نافلة القول أن الأحزاب المعارضة الحالية قد أجرت مراجعات على أفكارها وبرامجها فالجميع يقبل التعددية السياسية والخيار الوطني المستند إلى صناديق الاقتراع ، ونخصّ بالذكر : حزب الشعب الديمقراطي ( الشيوعي سابقا) ، وجماعة الإخوان المسلمين الّذي يتجه إلى تشكيل حزب سياسي لايستثني أحداً من المواطنين ، وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي ( الناصري سابقا ) وأتصور أن الجميع منفتح على الحوار الحقيقي الجاد مع أصحاب الشأن والنظام والموصل إلى الدولة الديمقراطية ، وان كنت أعتقد أنّه يجب أن يسبق ذلك بادرة حسن نيّة من النظام بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم البرفسور عارف دليلة والمفكّر ميشيل كيلو وباقي سجناء الرأي والضمير ،  وانّ ما قام به أحد الفروع الأمنية أمس من اعتقال أربعين شخصا من قادة المعارضة أثناء احتجاجهم على حالة الطوارئ  أمام قصر العدل ثم إلقائهم على بعد خمسين كيلومترا من مدينة دمشق يعتبر تصرفا غير مسئول ولا يخدم القضية الوطنية ، وسيزيد المعارضة إصرارا بمطالبها بحق الشعب السوري انتزاع حريّته مهما كلّف ذلك من تضحيات ولن يثنينا عن النضال من أجل ذلك (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .

وأخيراً أختم مقالتي بكلام عمر بن الخطاب ؛ حيث كرّس مبدأ الديمقراطية حين أجاب على انتقاد المعارضة بقوله :

( لاخير فيكم إن لم تقولوها ولاخير فينا إن لم نسمعها ) .

ما أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت واليه أنيب.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ