ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 15/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مسارات تصفية القضية الفلسطينية

أ.د. محمد اسحق الريفي

الخطة الأمريكية لحل النزاع الفلسطيني–الصهيوني تتضمن ثلاثة مسارات يجمعها إطار أمني واحد نصت عليه خطة خريطة الطريق الأمريكية، وستمكن هذه المسارات رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال الصهيوني إيهود أولمرت من التوصل إلى اتفاق إطار يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيوأمريكية.

 

يتضمن المسار الأول تخفيف التوتر في الضفة المحتلة لمنع اندلاع انتفاضة ثالثة هناك، وذلك من خلال تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين، وتسهيل حركة المواطنين وتنقلاتهم بين مدن الضفة.  وتربط الإدارة الأمريكية هذا المسار بانتشار قوات فلسطينية في مدن الضفة، زاعمة أن ذلك يهدف إلى حماية أمن المواطنين الفلسطينيين، رغم استمرار الاجتياحات والاغتيالات الصهيونية في مناطق تواجد القوات الفلسطينية في جنين ونابلس وغيرهما.  فالهدف الحقيقي لهذا الانتشار هو ملاحقة المقاومين في إطار الحرب على المقاومة وفقاً للشق الأمني لخطة خريطة الطريق الأمريكية، التي ترهن أي تقدم في المفاوضات بين الاحتلال وبين عباس وفريقه بإنهاء المقاومة.

 

ورغم التزام سلطة عباس بملاحقة المقاومة وحماية أمن الاحتلال، يرفض جيش الاحتلال الصهيوني رفع أي حاجز من مئات الحواجز التي تقطِّع شرايين الضفة المحتلة، ناهيك عن الحواجز الطيارة والطرق الالتفافية وإغلاق الطرق وجدار العزل الصهيوني، الذي يسبب أشد المعاناة للفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلة.  لذلك فإن الوعود الأمريكية بتحسين الحياة اليومية لمواطني الضفة ما هي إلا ضحك على الذقون وذر للرماد في العيون.  والغريب أن عباس يستمر في مفاوضاته مع الاحتلال رغم فشله في تحقيق أي إنجاز في هذا السياق، باستثناء إطلاق سراح عشرات الأسرى من سجون الاحتلال الصهيوني كبادرة حسن نية تجاه عباس، علماً بأن الاحتلال الصهيوني يعتقل من أبناء الضفة ما يقارب هذا العدد كل أسبوع!!

 

أما المسار الثاني، فيمثل الجهود المحمومة التي تبذلها الإدارة الأمريكية في مجال إعادة ترتيب أجهزة أمن السلطة وتدريبها وقيادتها في الحرب على المقاومة في الضفة المحتلة.  وليس غريباً أن ترهن الإدارة الأمريكية أي تقدم على المسار الأول بما تنجزه الأجهزة الأمنية الفلسطينية على المسار الثاني، إذ إن الهدف الحقيقي لهذه المسارات الثلاثة هو القضاء على المقاومة، وهو هدف معلن يعمل الأمريكيون والصهاينة وسلطة رام الله على تحقيقه.

 

ويتعلق المسار الثالث باستمرار المفاوضات بين عباس وفريقه وبين الطرف الصهيوني، التي تدور ليس حول إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً إلى جنب مع الدولة اليهودية، على حد زعم إدارة جورج بوش الصغير، وإنما حول الاستحقاقات الأمنية لخطة خريطة الطريق، فالقضاء على المقاومة نهائياً هو الخطوة الأولى التي يجب أن تقوم بها سلطة رام الله قبل الحديث عن الدولة الفلسطينية.  وقد بات من المؤكد ذلك خاصة في ظل تنازل عباس عن حق عودة اللاجئين والتفريط بالقدس وأراضي الضفة وإبقاء المستوطنات الصهيونية فيها، وذلك في سياق ما سمي باتفاق إطار لحل المشكلة الفلسطينية.

 

وتأتي هذه المسارات الثلاثة في سياق سعي الإدارة الأمريكية لدفع عملية أنابوليس إلى الأمام، فقد أعلنت رايس بشكل واضح أن الهدف من هذه المسارات الثلاثة ليس إقامة دولة فلسطينية، وإنما وصول الطرفين الصهيوني والفلسطيني إلى نقطة للتفاوض على هذه الدولة الوهمية.  فقد صرحت رايس خلال لقائها مع عباس قبل عدة أشهر في رام الله: "ذلك أننا بإطلاقنا عملية أنابوليس، أطلقنا في الواقع إطاراً، هو المسارات الثلاثة التي ستقود الطرفين، في حال تم إتباعها بشكل تام وفي حال الوفاء فعلاً بالالتزامات، إلى نقطة يستطيعان عندها حل نزاعهما".

 

وكعادتها، لم تتطرق رايس إلى أي من القضايا الجوهرية للصراع الفلسطيني–الصهيوني، كحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ووضع مدينة القدس المحتلة، وحدود الدولة الفلسطينية الموعودة، ووضع آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني.  ولم تكلف رايس نفسها عناء الحديث عن المعاناة القاسية التي يعاني منها الفلسطينيون بسبب العدوان الصهيوأمريكي على الشعب الفلسطيني، ولا سيما في غزة المحاصرة، بل ألقت رايس باللائمة على حركة حماس في عدم إقامة دولة فلسطينية والتوصل إلى سلام بين المحتل الغاصب وبين سلطة رام الله.  وتوعدت رايس في ذلك اللقاء حركة حماس بالمحاسبة والعقاب.  فالإدارة الأمريكية في الحقيقة ليست معنية إلا بالقضاء على حركة حماس، وفصائل المقاومة الأخرى، وإجبارها الشعب الفلسطيني على التنازل عن حقوقه وأرضه ومقدساته.

 

لذلك تسعى الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني لوصول الفلسطينيين إلى وضع يفقدون عنده أي ضمانات حقيقية لإقامة الدولة الفلسطينية أو نيل حقوقهم المغتصبة، ويفقدون قدرتهم على الصمود في وجه الاحتلال الصهيوني ورفض الخنوع والاستسلام له.  وعند تلك النقطة لن يستطيع الشعب الفلسطيني سوى الاستجابة لإملاءات الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.

 

إن ذهاب عباس وفريقه إلى هذه النقطة لا يعني سوى تصفية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة اليهودية، وإذا كان المجتمع الدولي والنظام الرسمي العربي والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون يدفعون سلطة رام الله باتجاه الذهاب بالقضية الفلسطينية إلى تلك النقطة، فإن الشعب الفلسطيني قادر على إفشال مساعي الإدارة الأمريكية ومساراتها الشيطانية!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ