ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 13/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

مرة أخرى يضل "بوش" طريقه في العراق!

الطاهر إبراهيم*

من دون أن نرجم بالغيب، فإن المؤتمر الذي انعقد في بغداد يوم 10 آذار مارس "الجاري"،  ودعت إليه العراق ظاهرا، وفبركته واشنطن حقيقة، لا يمكن أن يقيل عثرة "بوش"، هذا إذا كان يعول عليه في شيء وهو لابد أراد ذلك. أما إذا أراده كبالون اختبار لجس نبض هذه الجهة أو تلك فلن يكون فيه أوفر حظا من تجارب اختبار سابقة افتعلتها واشنطن لكي تثبت أنها يمكن أن تخرج من احتلال العراق بشيء يحسب لها.

ومرة أخرى تجرب واشنطن حظها فتدعو إلى اللقاء معها من لايملك لها إنقاذا مما هي فيه. "محمد الدايني" أحد نواب أهل السنة في العراق كان واضحا، في لقاء مع إحدى الفضائيات عشية انعقاد المؤتمر، عندما أكد أن لا سورية ولاإيران يمكن أن تبرم حلا في العراق بعيدا عن المقاتلين. ونضيف من عندنا ولا حتى أية دولة مجاورة.

واستطرادا فإن محاولات إدارة بوش ستذهب هباء عندما يزعم أن القاعدة وراء تقويض استقرار العراق. وهذا الاتهام لا يعدو كونه ذرا للرماد في عيون الأمريكيين وتخويفا للدول المجاورة للعراق من خطر القاعدة. أما الحقيقة فهي أن المقاتلين العراقيين هم من يستهدف الجيش الأمريكي، وأن وجود القاعدة هامشي في العراق.

قد تستطيع واشنطن إقناع إيران للدخول معها في صورة إيجاد حل ما في العراق بأن تقدم لها تنازلات أمريكية حول مشروعها النووي. وقد تجد عند سورية آذانا صاغية مقابل تخفيف الضغوط عليها في موضوع المحكمة الدولية. ولكنها لن تجد بين العراقيين الذين لم ينخرطوا في لعبة الحكم، من يغتر بمشاريع واشنطن ما لم يتأكدوا أنها جادة في الانسحاب الكامل من العراق، وفي إزالة كل آثار العدوان التي تخلفت عن الاحتلال، فتترك العراق لشيعته وسنته وأكراده وتركمانه وأشورييه، ولن يعدم هؤلاء هدفا يتصالحون عليه، بعد أن رأوا كيف جر المشروع الأمريكي الدمار عليهم جميعا.

القائد العسكري للقوات الأمريكية "باتريوس" أكد بتصريح صحافي له غداة استلامه منصبه الجديد في العراق، أن لا حل عسكريا لمشاكل العراق المستعصية. ما لم يقله هذا القائد أن احتلال العراق لم يكن ليلقى نجاحا لأنه كان خطأ في أساسه، وما بني على خطأ فلن يلقى نجاحا. الحقيقة المرة التي لم يتعرض لها وهي أنه ليس أمام واشنطن إلا الانسحاب عاجلا غير آجل. ما يؤكد ذلك أن المقاومين العراقيين حتى الآن لم يتقدموا بأي عرض للتفاوض مع واشنطن، ما يعني أنهم واثقون أنهم سيهزمون جنود "بوش".

الذين شاركوا في لقاء بغداد في 10آذار الجاري، وجلسوا إلى طاولة واحدة كانت أجسادهم حاضرة وأهدافهم متباعدة إلى الحد الذي كان لكل فريق منهم "ليلاه" التي يغنّي عليها. فليس من هدف مشترك تجتمع عليه واشنطن مع طهران ودمشق، ولن يكون. والهمّ الذي يؤرق هذا الطرف يسعد الطرف الآخر، وليس شيء من ذلك يتعلق بمصلحة العراقيين الذين كانوا الحاضر الغائب الأكبر في هذا اللقاء.    

لا يمكن أن تنتهي حمامات الدم في العراق ويتوقف القتل مالم تتغير الطريقة التي ينظر بها الرئيس الأمريكي إلى أسباب الفشل الذي يلاحقه يوميا في العراق. وإلا فإن أي إنسان عاقل يدرك أن أولويات طهران في بغداد هي غير أولويات واشنطن. كما إن الثقة معدومة بين الطرفين والأسباب واضحة يعرفها القاصي والداني، وهي لاتتعلق أصلا بدعم إيران للشيعة ضد السنة، وإنما ترجع في سبب رئيس إلى أن ما تريده واشنطن وما تريده طهران خطان متوازيان لا يلتقيان، ولذلك فإن اللقاء كان محكوما عليه بالفشل قبل أن يبدأ. البعض يعتبر أن لقاء بغداد هو زواج مصلحة آنية بين أكثر من طرف. وما جمعته المصلحة الآنية تفرقه العداوات الدائمة.

الباحث الاستراتيجي في الشئون العراقية "خير الدين حسيب" يؤكد أن الهزيمة الأمريكية في العراق محققة. كلامه هذا جاء في محاضرة قيمة في عمان شرح فيها وجهة نظره قبل عدة أشهر، عدد فيها أسبابه لتلك الهزيمة منها: أن المقاتلين العراقيين ماضون في طريقهم لأن التلكؤ معناه إعطاء فرصة للمحتل لكي يلتقط أنفاسه. كما أنهم يعرفون الأرض التي يقاتلون عليها بخلاف الأمريكيين الذي لا يعرفون من أين يأتيهم الموت. ومنها أنهم طوروا أسلحة مضادة يصطادون بها الدبابات مع أن "البنتاغون" رصد أكثر من ملياري دولار لاستحداث طرق لإبطال فعالية تلك الأسلحة، وكان الفشل نصيبها جميعا.

يبقى أن نقول إن الرئيس الأمريكي لن يتراجع عن أجندته في العراق. وهو لا يزال مصرا على أنه يمكن أن يحقق نصرا، وأنه سيهزم القاعدة و"الإرهابيين" –حسب زعمه- في العراق . أما الحقيقة فهي أن "بوش" ما يزال يتخبط وهو يلهث وراء نفط العراق، وقد ضل طريقه، وهو لا يدري أنه سائر إلى حتف مشروعه الاستعماري الجديد.   

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ