ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 13/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

الثامن من آذار

ثورة أم انقلاب؟

دكتور عثمان قدري مكانسي

نعلم أن الثورة حين تقومُ.. دعائمُها الشعب الذي يتحرك بكل فئاته ، فيمور موَران البركان ضد الحكام الذين اغتصبوا حقه ، وجعلوا اللاد مزرعة لهم يتصرفون بها كما يشاءون وكيفما يرتأون . ومن ثَمّ تنشأ الحريات ، وتُسترد الحقوق من مغتصبيها ، فتعود إلى أهلها . وتكون انتخاباتٌ حرة ٌ يعبر فيها المواطن بملء إرادته عن أسلوب الحكم ، ويختار حكامه ممن ثبت ولاؤهم للوطن ، وللوطن وحده .

فهل كانت حركة الثامن من آذار هكذا ؟ أم إن الناس صحَوْا ذلك الصباح على هدير الدبابات وبعض فرق الجبش التي أحاطت بالمراكز الساسة ، فسيطرت عليها في غفلة من الشعب الذي لم يعلم بهويّة الضباط الذين أمسكوا بمفاصل الدولة بالقوة إلا بعد ساعات وأيام ! ثم قام هؤلاء الانقلابيون بمجازر فرّغت الجيش من ضباطه الحقيقيين ليخلو لهم الجو، فيبيضون ويصفرون ..

حين تنتصر الثورة تُلغى الأحكام العرفية والقوانين الاستثنائية ، ويتعهد الثوار بإجراء انتخابات نزيهة ليستلم مقاليد الأمور أهلها الجديرون بها بطريقة ديموقراطية  فماذا فعل انقلابيو الثامن من آذار ؟

- أول بيان أصدروه فرض الأحكام العرفية وقانون الطوارئ ! فلم كان ذلك وما قام الانقلابيون بانقلابهم هذا إلا لإعادة الحقوق إلى الشعب ورد الحرية المسلوبة إليه؟!! إن القوانين الاستثنائية تفرض لمنع التسيّب وما قاموا بانقلابهم إلا للقضاء على التسيب! . ولا يُفرض قانون الطوارئ إلا لتكبيل المعارضين .. ويدّعي الإنقلابيون أنهم انطلقوا من رحم المعارضة للفساد المستشري الذي كان السبب في الانقلاب . ... طبعاً فإن الكل يعرف أن الانقلاب قام به بعض الضباط الذين ليس لهم رصيد في المجتمع ولا الجيش ، وفرضوا قانون الطوارئ وعاملوا الجميع بالقبضة الحديدية والاعتقالات والقتل والسجن ليبسطوا سلطانهم في الدولة والحكم.

- وحين تـُفرض القوانين الاستثنائية والطارئة لأمر ما  سرعان ما تُلغى حين يستتب الأمر وتنجلي المواقف .. فهل حصل هذا في دولة البعث وانقلاب آذار ؟ .. ها قد مر على انقلاب آذار أربعة وأربعون عاماً  ، وصارت القوانين الاستثنائية دائمة . ولو سألت المواطن السوري : لم اعتمد الحاكم قانون الطوارئ ؟ لأجاب بكل وضوح : إنه السيف المسلول على كل من يخالف الحاكم وزبانيته . وإذا سألته مرة أخرى : لم شُرّعت القوانين الاستثنائية كالقانون 49 الذي يحكم بالإعدام على الإسلاميين بالإعدام لأجاب بعفوية بالغة : إن هذا القانون وغيره : حكم بالإعدام على الحرية والرأي المخالف لما يريده الحاكم الفرد .. وما يزال هذا القانون الجائر يحكم على المواطنين بأقسى العقوبات – الموت – لأن الديكتاتور المتسلط لا يود سماع ما لا يحب ولا يريد . فهل حركة الثامن من آذار ثورة للحرية أو انقلاب عليها ووأد لها ؟!

- وحين يقرر مغتصبو السلطة في دستورهم المفصل على مقاسهم أن حزب البعث هو القائد للدولة وعنه يصدر الحكم  ومنه الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان.. ولكل من يعترض السجن أو القتل أو النفي  .. أتراهم  - حين يقررون هذا – أهلَ ثورة أم انقلاب ظلامي أعاد البلاد إلى نظام الإقطاعيات وعصر العبيد ؟

- وحين لا يختار الشعب رئيسه ، إنما يظل الحاكم المتسلط ببغيه وفساده جائماً على صدور الأمة ، وعليها أن تتغنى بأمجاده ، وتسبح بحمده ، ثم يسخر النظام  من شعبه حين يستفتيه بطريقة مثيرة للقرف والاشمئزاز بأصوات محسوبة تفوق التسعة والتسعين بالرضا بالرئيس المفروض عليه هل يعتبر الشعب حراً والحاكم منه أم إن على الشعب أن يثور ضد انقلاب الظلم والإرهاب والتسلط ؟

- وحين تجبى أموال البلاد لصالح الحاكم وأسرته فتمتلئ بنوك أوربا والدول الأخرى بالأموال المنهوبة ليصبح وزبانيته ملياديرات ، ويعيش الشعب تحت خط الفقر متخلفاً عن إخوانه وجيرانه في الأقطار العربية والإسلامية والعالمية ،  والقطط السمان القريبة من مركز القرار تستأثر بالخيرات  أنقول هذه ثورة الشعب أم نقول هذا انقلاب ضد الشعب  الذي أذلّـه هؤلاء الحكام وأفقروه ؟!

لا شك أن الشعب المقهور الذي عدا عليه هؤلاء الظالمون بحاجة إلى ثورة عارمة في آذار تنسيهم مآسيهم ، ويستعيدون بها حريتهم .

وحين يسقط هؤلاء الشرذمة  بيد الشعب  يمكننا أن نقول : هذه ثورة  . ولا شك أن السوريين الأحرار سيحررون بلادهم من المتسلط المستبد وأن الثورة قريبة بإذن الله . 

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ