ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 27/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


النظام الأسدي أو الانتهاك 

الفظّ لحرمة الإنسان وكرامته..إلى متى؟

إبراهيم درويش*

          لقد أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتب والصحف والشرائع لتحقيق السعادة للإنسان، وكانت معارك المصلحين والفلاسفة مع الطغاة والمتجبّرين على مرّ العصور وتوالي الدهور من أجل تحقيق السعادة للإنسان، بغضّ النظر عن دينه أو عرقه أو مذهبه أو طائفته، ذلك أن الإنسان ـ كونه إنساناً ـ مكرّم "ولقد كرّمنا بني آدم"/سورة الإسراء/الآية 70، حرّ " متى استعبدتم الناسَ وقد ولدتْهم أمهاتهم أحراراً "؟ كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، له كامل الحرية في الاعتناق والرأي والتعبير وتأليف الأحزاب والجمعيات والنوادي التي يراها معبّرة عن آرائه وطموحاته وأهدافه... ولذلك تداعى الناس في أعقاب الحرب العالمية الثانية إلى وضع ميثاق يحفظون بموجبه كرامة الإنسان وحريته، فكان ميلاد ميثاق الأمم المتحدة، أو الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، الذي وقّعت عليه معظمُ دولِ العالم، بما فيها سورية، عندما كان الحكمُ عليه مُسحةٌ من الديمقراطية، وعندما كان للشعب رأي فيما يجري داخل سورية أو فيما له علاقة بسورية.

         أما بعد انقلاب الثامن من آذار عام 1963 الأسود فقد خيّم على سورية، وطناً وشعباً، ظلام دامس، ويزداد سواداً وحلكة يوماً بعد يوم، بعد حزمة من الإجراءات والقرارات التي أحكم من خلالها الرفاق من قبضتهم الحديدية على البلد؛ بدءاً من إعلان قانون الطوارىء والأحكام العرفية، ومنع تأليف الأحزاب والمنظمات ذات التوجّه المستقلّ عن توجه البعثيين الحاكمين، وتضمين الدستور ـ المفصّل على مقاس البعثيين ـ مادة تجعل من حزب البعث قائداً للمجتمع والدولة، وإصدار قانون العار(49) لعام 1980م الذي يحكم بالإعدام على كل متهم بالانتساب لجماعة الإخوان المسلمين، وبمفعول رجعي أيضاً!!

         ولا ننسَ أن الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة عام 1962، الذي تم بموجبه تجريد أكثر من مئة ألف كردي سوري من جنسيتهم وأملاكهم وكافة حقوقهم... لا ننس أن هذا الإجرام بحق شريحة واسعة من ابناء الوطن قد كان بتدبير وتخطيط من البعثيين أيضاً، على رأسهم المأفون الموتور محمد طلب هلال، الذي كافأته حكومة "الثورة" بأن عيّنته وزيراً للتموين وعضواً في القيادة القطرية للحزب الحاكم، بهدف التغيير الديمغرافي لتلك المحافظة وتغليب العنصر العربي على العنصر الكردي فيها!!

             منذ ذلك الوقت (1963) وسورية تحكم بحكم بوليسي لا مثيل له، فكل ضابط مخابرات يتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية، وكل مخبر حقير حاقد على المجتمع يتمتع بصلاحيات المحافظ، وكل فرد(أو فردة) من طائفة الرئيس يتمتع بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء، وربما أكثر، وليس بمقدور أي مواطن أن يعترض أو يجاهر برأيه أو يسأل عن قريبه الذي خطفته عناصر أو دورية تابعة لجهة أمنية معينة، حتى بلغ عدد المفقودين في السجون السورية أكثر من سبعة عشر ألف مفقود!!، لأن البلد محكوم بقانون الطوارىء، لأنه "في حالة حرب مع العدوّ الصهيوني"، "الذي يهدف دائماً وأبداً إلى إسقاط النظام التقدمي في دمشق"، والكل يعلم أن العلاقات الأسدية الصهيونية في أحسن حالاتها، وأن المفاوضات ـ المباشرة أو غير المباشرة ـ بين الجانبين لم تنقطع يوماً، وأن نظام أسد حريص على هدوء جبهة الجولان وعلى وديعة رابين أكثر من الصهاينة، والكل يعلم أنه لولا الفيتو الإسرائيلي على إسقاط نظام دمشق لسقط منذ أمد بعيد، فأي عهر هذا؟؟!! وأي بشر هؤلاء؟!

          إننا من موقع العليم الخبير ببواطن هذا النظام وظواهره نقول: إنه لم ولن يمرّ على سورية نظام بالخسة، والدناءة، والعهر، والإجرام والدموية والظلم، واللعب على الحبال، والمتاجرة بالشعارات، كنظام آل أسد، وإلا قولوا لنا بالله عليكم:

          هل رأيتم نظاماً ـ سوى نظام أسد ـ يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته، كما فعل مع وزير الداخلية غازي كنعان، ومع المسؤول في حزب الله عماد مغنية، والعقيد محمد سليمان، وغداً مع آصف شوكت ورستم غزالي وجامع جامع وكل المسؤولين السوريين الذين يمكن أن يكشفوا دور بشار في جريمة اغتيال الحريري؟

           هل رأيتم نظاماً تنتهي حياة مسؤوليه بالنحر أو الانتحارـ سوى نظام أسد ـ كما جرى مع رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي، ومن قبل مع سامي الجندي...وغيرهم؟

           هل رأيتم نظاماً  ـ سوى نظام أسد ـ يخطف مواطنيه، في عمليات قرصنة حقيرة، وينكر وجودهم لدى أجهزته الأمنية، التي فاقت في عددها الجامعات والمعاهد والمصانع في سورية، ثم تسلّمهم جثثاً مشوّهة لذويهم، كما فعل مع الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي وغيره؟

          هل سمعتم أو رأيتم نظاماً ـ سوى نظام أسد ـ  يخطف مواطنيه ويودعهم في فروعه الأمنية، التي تفوق الحصر، كما فعل مع الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي في سورية السياسي الكبير مشعل تمو، وينكر وجوده لديه، بالرغم من العثور على سيارته قرب فرع الالأمن العسكري في حلب؟

            بل سمعتم بنظام ـ سوى نظام أسد ـ يقبض على المتهم ويودعه السجن، دون أمر قضائي أو معرفة المتهم تهمته، أو القانون الذي سيحاكم بموجبه؟

          هل سمعتم بنظام ـ سوى نظام أسد ـ المطلب الأول منه من جانب الناس داخل سورية وخارجها، لا سيّما لبنان والأردن، هو: الكشف عن مصير المخطوفين والمفقودين والمعتقلين داخل السجون السورية دون تهمة واضحة؟

           هل يصدّق أحد مزاعم أركان نظام أسد، أن ثمة سوريين مفقودين في لبنان، وعلى اللبنانيين أن يبحثوا عنهم في قاع البحر وفي القبور الجماعية... في وقت كانت القوات والمخابرات السورية تحتل لبنان وتحصي على الناس فيه أنفاسهم؟ أهكذا تكون مطالب النظام السوري وردوده من أي جهة تطالبه بالكشف عن مصير أبنائها أو التابعين لها؟ أهكذا تحل الأمور؟

          لا تستغرب عزيزي القارىء كل هذا، فإن عشرات آلاف المعتقلين السوريين واللبنانيين والأردنيين والفلسطينيين والعراقيين، الذي قضوا نحبهم، أو الآلاف الموجودة في السجون، دون تهمة محدودة، سوى التهمة الفضفاضة: "تهديد أمن الدولة"، أو "محاولة قلب كيان الدولة السياسي أو الاقتصادي"، أو "مناهضة أهداف الثورة ومقاومة النظام الاشتراكي"، أو" نشر أخبار كاذبة في الخارج من شأنها النيل من هيبة الدولة"، و"إضعاف الشعور القومي أوالوطني، وتوهين نفسية الأمة..."إلخ  من هذه التهم أو الأسطوانة المشروخة، التي لاسند قانونياً لها، ولم يعد أحد يصدّقها. وإلا هل يصدّق أحد أن المواطن الذي يطالب بالقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، أو المحسوبيات، أو أن يأخذ القانون مجراه، أو يطالب بإلغاء قانون الطوارىء، أو إلغاء المادة الثامنة من الدستور، أو إطلاق الحريات العامة وحرية العمل السياسي أو الحزبي، أو إلغاء قانون 49 لعام1980م، أو إطلاق سراح المعتقلين السياسين، أو إعادة الجنسية للمجردين منها ظلماً وعدواناً...هل يُعقَل أن الذي يطالب بهذه الحقوق المشروعة يهدد كيان الدولة، أو ينال من هيبتها..أي دولة أو هيبة يا هؤلاء؟ هل هيبة الدولة تتأتى بإذلال الناس وهضم حقوقهم، ومطالبتهم بالواجبات دون أن يطالبوا هم بحقوقهم؟

          إن سورية قوية بتكاتف أبنائها وشعورهم أنهم في ظل حكومة منبثقة عن إرادتهم، في أجواء من الحرية والديمقراطية، ترعاهم وتؤمّن لهم متطلبات العيش الكريم. وإن هيبة الدولة تتأتى من قانون عادل واضح صارم يسري على الجميع دون تمييز، يشعر الجميع في ظله بالأمن والأمان والكرامة والحرية. يشعر الضعيف قبل القوي أن لا أحد فوق القانون.             

         فهل ياترى أن الشعب السوري يستأهل أقل من هذا الوضع؟ وهل يا ترى أن الشعب السوري عاجز عن صنع هذا الواقع؟ وهل يا ترى أن ساعة قيام الشعب السوري بتحقيق هذا المطلب بعيدة؟ نرجو أن لا تكون بعيدة، إحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل.

ــــــــــــ

*الناطق الرسمي باسم وحدة العمل الوطني لكرد سورية، المشرف على موقع www.syriakurds.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ