ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 18/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أسرة أسد، والشعب السوري، والمعارضة، وكفّ العدس!

عبدالله القحطاني

* المثل المعرف الدارج، في أنحاء العالم العربي: (الذي يعرف يعرف، والذي لا يعرف يقول: كفّ عدس!) له قصّة، قد لا يعرفها الكثيرون، ممّن يرددون المثل، وملخّصها:

أن شاباً يحبّ فتاة، زارها يوماً، في بيت أهلها، خفية عنهم! وحين شعر أبوها به، وقام للإمساك به، وتأديبه.. أسرع الشابّ إلى كومة من العدس، كانت في فناء البيت، وقبض منها قبضة، وهرب! فلحق به والد الفتاة، وهو يصيح به، ويشتمه، ويهدّده.. والشاب يركض، ممسكاً بقبضة العدس! وحين رأى الناس المشهد، قال بعضهم: أفّ لهذا الرجل المأفون! يطارد شاباً ويشتمه ويهدّده، من أجل كفّ عدس أخذه من بيته..! فأطلق الأب، عندها، قولته المشهورة، التي ذهبت مثلاً!

* حين ينتقل كفّ العدس، إلى السياسة، تأخذ الصورة بعداً درامياً، أشدّ حساسية وخطراً:

1) كثيرون من الناس، الذين لا يعرفون نظام الأسرة الأسدية، على حقيقته.. يلومون المعارضة السورية، التي تسعى لتغيير هذا النظام، أو إسقاطه.. ويقولون: عجيب أمر هذه المعارضة! أمِن أجل السعي إلى كرسي الحكم، تجابِه هذا النظام الصامد، الممانع، المتصدّي للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة!؟

2) بعض الناس يقولون: هذه المعارضة البائسة، تتّهم بعض رجال النظام الحاكم، بشيء من السرقات، من المال العامّ! وهل ثمّة دولة في الدنيا، لا يسرق حكّامها من المال العامّ، بطريقة أو أخرى!؟ أفلا يشفع لهذا النظام الصامد الممانع، أنه الوحيد الذي ما يزال رافعاً شعار الممانعة والصمود، في وجه المخطّطات الصهيونية الأمريكية!؟

3) بعض الناس يقولون: أمِن أجل بعض الاعتقالات، التي يمارسها النظام السوري، ضدّ بعض معارضيه، تقوم المعارضة ولا تقعد، وتعكّر مزاج الحاكم الممانع، وتشغله عن مجابهة الصهيونية، والاستعمار الأمريكي الجديد!؟

4) بعض الناس يتّهم المعارضة، بأنها مجموعة من الخونة العملاء.. سخّرتهم الصهيونية، لإعاقة مشروع الممانعة، الذي يحمله نظام الأسرة الأسدية النبيلة!

* لو عرف هؤلاء المشفقون على الممانعة، وحمَـلةِ مشروعها، من بني أسد.. لو عرفوا حقيقة آل أسد، وحقيقة ممانعتهم، بل حقيقة عمالتهم، حتّى النخاع.. للصهيونية القابعة في تل أبيب، تحميهم وتحرسهم، وتَعدّ محاولة إسقاطهم خطاً أحمر.. لأن نظامهم ضرورة حيويّة لأمن "إسرائيل" القومي..! لو عرف هؤلاء المشفقون على الممانعة، الحقيقةَ.. لتغيّرت نظرة المنصفين منهم، ولقالوا: أعان الله سورية وأهلها، على هذا النظام الشاذّ المقيت، الذي ليس له في التاريخ نظير، سوى عصابات القرامطة والحشّاشين، في سالف الأيام! (ولن نتحدّث، هنا، عن المرتزقة، الموظّفين لخدمة آل أسد، داخل سورية وخارجها.. فهؤلاء جزء من الجوقة الأسدية، ولهم شان آخر، في نظر الشعب السوري، ونظر معارضته!).

* ويظلّ السؤال المطروح على المعارضة السورية، بسائر أطيافها.. نيابة عن الشعب الذي تمثّله.. والتي لا نجد أحداً أولى منها ـ بهذه الصفة التمثيلية لشعب سورية ـ بالإجابة على هذا السؤال، الذي تتفرّع منه مجموعة من الأسئلة.. وهو:

إن قضيّتكم واضحة، كالشمس في عزّ الظهيرة.. ولم يعد كفّ العدس يخدع الناس، عن حقيقة النظام الأسدي، وخيانته المعلنة على رؤوس الأشهاد، وبصفاقة عجيبة، والتي تنسف كل وهم قد يتوهّمه مغفّل، حول ممانعة آل أسد، أو مقاومتهم للمشروع الصهيوني..!

فما بال الكثيرين، من أبناء أمّتكم العربية، ممّن لا يتّهمون بالعمالة لآل أسد.. ما بال هؤلاء، مازالوا يحسنون الظنّ بنظام أسرة أسد، وينظرون إليكم بعين الشكّ، أو الريبة، أو الاتّهام؛ بأنكم أصدقاء للصهيونية، التي يحاربها نظام آل أسد، أو يُعدّ نفسه لمحاربتها، حين تسنح له الظروف، ويستطيع تحديد الزمان والمكان، المناسبين لهذه الحرب الضروس، القادمة!؟

 أهذا تقصير منكم، في إيصال قضيتكم إلى الناس، بشكل صحيح!؟ أم هو قصور في الأدوات الإعلامية التي تملكونها!؟ أم أن الإعلام المعادي، لكم ولقضيتكم، أقوى كثيراً من إعلامكم!؟ أم هذه الأمور مجتمعة!؟

 وغنيّ عن البيان، أن الأسئلة الموجّهة إلى المعارضة، التي نزعم الانتماء إليها.. إنّما هي ـ كسائر الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا، في العادة ـ أسئلة تحفيزية.. لا تعجيزية! وليست موجّهة إلى طرف واحد، دون سائر الأطراف.. فرقاب الجميع تحت خناجر الجزّارين، من آل أسد الأشاوس.. النبلاء!

 كما لا يغيب عن بال اللبيب ـ في معرض الحديث عن المثل الشعبي السوري ـ أن الكنّة، المعنيّة بالإجابة على السؤال، داخل البيت، ليست وحدها التي تسمعه..! بل للجارة خارج البيت، نصيب منه؛ وهو المراد به حفزها على التأمّل والتفكير، ومحاسبة النفس، بشيء من الهدوء، وصفاء العقل والقلب، ونقاء الضمير!  

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ