ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة (13) :

بشّار الأسد.. والرقص على حافّة الهاوية..!

 ( اللعبة الإجرامية لحكام دمشق /نحن أو الدمار/.. أليس لها نهاية !؟).

عبدالله القحطاني

 زمرة الحكم في سورية مصرّة على التشبّث بالسلطة ، إلى أبَد الآبدين .. ولو ضاعت البلاد، وفنيَ العباد ! وكلما طالبها شعب سورية ، بشيء من الإصلاح ، أو تغيير النهج ، أو إعطاء الناس شيئاً من حرياتهم ، في التعبير والتفكير ، والمشاركة في الرأي والقرار.. فيما يتعلق بمصيرهم ، ومصير بلادهم .. يخرج فصحاؤها ، حاملين معهم شعارات إجرامية بائسة، وحججاً متهافتة ساقطة ، مثل :

   لن نسمح بلبننة سورية ( أيْ : إثارة مشكلات في سورية ، كتلك التي كانت قائمة في لبنان ، أيام الحرب الأهلية اللبنانية !).

   لن نسمح بجزأرة سورية ( أيام كانت الصراعات الداخلية ، مشتعلة في الجزائر، بسبب نجاح الإسلاميين في الانتخابات ، وانقضاض العسكر على النتائج ، وإلغائها، ومطاردة الإسلاميين ، والتنكيل بهم قتلاً وحبساً وتشريداً ، ثم الصراع الدامي بسبب الفعل وردّ الفعل!).

   لن نسمح بعرقنة سورية ( بعد أن احتلت أمريكا العراق ، وعبثت ، هي وحلفاؤها الفرس ، بالبلاد وأهلها .. وما يزال العبث الدامي قائماً ، متصاعداً !).

   بعض الفصحاء ، المتذاكين ، من أبواق الزمرة الحاكمة ، يَستعرضون مآسي البشر كلها ، في شتّى بقاع الأرض ، ليصطادوا منها حججاً ، ونماذج سيّئة ، يَستعرضونها أمام شعب سورية ، ويقولون له : انظر.. هل تريد أن يكون مصيرك مثل مصير هؤلاء الناس ، في الدولة الفلانية ، أو البلد الفلاني ..!؟ ثم يقولون له ، بحزم : اطمئنّ، لن نسمح ب (صَوْملـَة) سورية ، ولن نقبل ب (أفْـغَـنَة) سورية .. نسبة إلى ما يجري في الصومال وأفغانستان ! في إشارات تهديد واضحة ، بأن أيّة محاولة لانتزاع الحكم منهم ، ستجعلهم يدمّرون البلاد ، ويدخلونها في صراعات داخلية، وحروب أهلية ، كتلك التي في الدول المنكوبة المذكورة !  وكل ذلك ، ليظلوا محتفظين بالسلطة إلى ماشاء الله..!

   نماذج الحركات الشعبية الناجحة ، التي أسقطت بعض الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة في العالم ، لا يَذكرها حكّام دمشق ، ولا تشير إليها أبواقهم ، من قريب أو بعيد !

   حين يشير بعض الصحفيين ، الذين يقابلون بشّار الأسد ، إلى العراق ، بما يشبه التحذير المبطّن ، من مصير كمصير صدّام حسين ، يقول بشّار ، متبجّحاً : (سورية ليست العراق ، وأنا لست صدّام حسين !).. مدلّلا على ما لدَيه ، من ذكاء ، وفَهلوَة، وقدرة على تجاوز الظروف الصعبة ! وهذه من المفارقات الطريفة ، عند بشّار الأسد، ورثها عن أبيه : حين يكون التهديد آتياً من  أمريكا ، يعلن بثقة وعنجهيّة: أن سورية ليست العراق ، وأنه هو ، ليس صدّام حسين ! وحين يكون الحديث عن غليان شعبي سوري ، بسبب فساد الحكم ، يوجّه تحذيره إلى الشعب ، منذراً بمصير كمصير الشعب العراقي ، والشعب الجزائري قبله ! ( جزأرة سورية ـ عرقنة سورية !)

   الإشارات المتكرّرة ، إلى الجزأرة ، والعرقنة ، والصوملة ، والأفغنة .. هي رسائل واضحة ، يَعيها الشعب السوري جيّداً ! ومضمونُها ، بكل بساطة ، هو التالي : أيّ تحرك ضدّ حكمي ، يعني ، ببساطة ، نشوبَ حرب أهلية ، تجرّ البلاد إلى دمار، كالذي حصل في الدول التي تحركت شعوبها ضدّ حكامها ! فإيّاكم والتفكير بمثل هذا التحرك ، لأن عواقبه وخيمة عليكم ؛ إذ تسيل بسببه أنهار من الدماء.. وقد يؤدي إلى تقسيم البلاد ! فهل يفكّر مَن في قلبه ذرّة من الإنسانية ، والخوف على شعبه ووطنه ، بعمل يؤدّي إلى إراقة دماء مواطنيه ، وتقسيم بلاده !؟

   هذه المعادلة القذرة ، لا تُسوّقها الزمرة الحاكمة ، لدى أبناء سورية وحدهم ، بل تسوقها في العالم العربي ، ليتعاطف الحكّام مع زمرة الحكم السوري ، إشفاقاً على سورية ، وطناً ، وشعباً .. ثمّ إشفاقاً على كراسي الحكّام الآخرين أنفسهم ، من أن تصبح سورية ، نموذجاً يُحتذى ، في دول أخرى ، فيهتزّ (الاستقرار الإقليمي) ..  ويضطرب (الأمن الإقليمي) ! بل تسوّقها الزمرة الحاكمة ، في دول العالم ، صانعةِ القرارات الدولية ، التي لها مصالح في سورية ، وتحرص على استقرارها وأمنها، بصرف النظر عمّن يحكمها ، من الطغاة المستبدّين ! فكل شرّ الحكّام الحاليين ، أهوَن من الفوضى العارمة في سورية ، وأقل سوءاً من العهد القادم ، الذي سوف يهيمن فيه الإسلاميون على السلطة ، وتدخل البلاد في دوّامة كارثية ، لا أول لها ، ولا آخر!

   هذه المعادلة الإجرامية ، لم يُخدع بها الشعب السوري وحدَه ، والدول العربية من حكّام وشعوب ، والقوى الأجنبية الكبرى .. بل خُدِعت بها قوى المعارضة السورية أيضاً ، وبشكل لافت للنظر! ومَبعث هذا الانخداع ، هو الروح الوطنية الأصيلة ، لدى أبناء سورية عامة ، والقوى السياسية خاصّة ! فأيّ تهديد ، باحتمال أن تدخل البلاد في دوّامة عنف داخلي ، أو حرب طائفية .. يخدّر عقول الساسة السوريين ، ويعطّلها عن الحركة ، وعن البدَهيّات الأولية في حساب أيّ قرار سياسي على الأرض !

   لقد وصَف الكاتب  الهولندي ( فان دام ) حافظ أسد ، بأنه يجيد الرقص على حافّة الهاوية ! وواضح أنه أعطى ابنه دروساً في فنّ الرقص هذا : ( هل تريد يا شعب سورية إسقاط حكمي ، لتدخل في حرب أهلية !؟ حسن .. فليكن ! جرّب أيّها الشعب، وسترى نتيجة حماقتك وتهوّرك !) . وترتعد فرائص الشعب السوري ، بما فيه قوى المعارضة ، من مجرد ذكر الحرب الأهلية..!

   إن الحرب الأهلية يؤجّجها عادة الحمقى ! وواضح أن حمقى السلطة يَصنعون ، بأفعالهم الحمقاء ، المناخ الذي تتولد فيه ردّات الفعل الحمقاء ، مِن بعض قوى الشعب.. وشرائحه المضطهدة المظلومة !

   وإذا كان الحمقى لا يجيدون الحساب ، فربّما حسب لهم بعض العقلاء ، المعادلةَ على حقيقتها ، وكما هي على الأرض ، بالشكل التالي :

-  شعب سورية لم يعد لديه ما يخسره ، بعد أن فقد في بلاده كل شيء ، بدءاً بلقمة عيشه وحليب أطفاله ، وانتهاء بكرامته الإنسانية والوطنية ..! لذا ، لن تأخذ منه الحرب الأهلية ، أكثر ممّا أخذت منه هذه العصابة ، الجاثمة على صدره ، منذ قرابة أربعين عاماً !

-  شعب سورية حارب الاستعمار الفرنسي ، لمجرّد كونه استعماراً ! ثم حاربه ، بعد ذلك ، لما كان يفعله بالوطن وأهله ، من استباحة للبلاد ، وإذلال للعباد ، ونهب للثروات ، وخنق للحريات ..! وذلك لأنه كان استعماراً مكشوفاً ، واضحاً للعيان ، بقوى أجنبية معروفة ، بلغاتها ، وهيئاتها ، وراياتها..! فإذا اكتشفت أكثرية الشعب السوري ، التي لم تكتشِف بعد ، أن ما يرتكبه حكّام بلادها من جرائم ، كتلك الجرائم التي كان يرتكبها المستعمر الأجنبي ، بل أشنع ، وأفظع ، وأشدّ هولاً ، وأكثر انحطاطاً وخسّة ودناءة ، تحت اسم الحكم الوطني ... إنما يؤدّي ، في النهاية ، إلى الدمار التامّ للوطن ، والهلاك التامّ للشعب .. وأن ذلك كله ، إنما يتمّ بدعم من قوى خارجية ، تحتلّ البلاد بالوكالة ، عبر أسماء تحمل هويات وطنية .. إذا اكتشفت أكثرية الشعب السوري هذا ، فستزداد نقمتها على هذه الزمرة الحاكمة ، وتتضاعف، لأن الزمرة تحكم البلاد ، تحت ستار يحترمه الشعب ، هو الستار الوطني ! وحين تعلم أكثرية الشعب ، أن ليس ثمّة ذرّة من الوطنية ، لدى هذه الزمرة ، وأنها ثلّة من الخونة الحقيقيين ، المارقين ، المنسلخين من كل مبدأ وعقيدة وخلق .. وأن شعب سورية يُذبح لحساب قوى خارجية ، تقطف نتائج ذبحه ، حاضراً ومستقبلاً.. حين تعلم الأكثرية هذا ، فسوف تواجه العصابة المتسلّطة على رقاب الشعب ، سيلاً هائلاً من البشر ، يعصف بها ، كما تعصف الريح العاتية ، بكومة من القشّ اليابس..!

-  إذا نشبت حرب أهلية ، فستكون طائفية ، بالضرورة ، في بدايتها ، أو بعد اشتعالها! وستأخذ كل طائفة ، حجمها الحقيقي على الأرض ، على مستوى الشعب والجيش، وسائر القوى الفاعلة في الدولة ..!

-  إذا نشبت حرب أهلية ، فالاحتمال الأرجح ، هو تقسيم البلاد على أساس طائفي ! وعليه ، فلينظر بشار الأسد ، في حجم دولته التي يتوهّم ولادتَها من الحرب الأهلية ، وحجم شعبه فيها ـ إذا ارتكب حماقته ، التي يهدّد شعب سورية  بها ، وأشعل حرباً أهلية ـ ! .. هذا إذا وجَد مِن طائفته ، مَن يلتفّ حوله ، وحول أسرته ، في الدولة الجديدة ، التي تتفكّك فيها سائر البنى القائمة ، حتى ضمن الطائفة ..لتنشأ بنى جديدة، وولاءات جديدة ..! فما الذي يَضمنه بشار الأسد ، من هذه البنى والولاءات الجديدة ، فيما لو أقدَم على الحماقة التي يهدّد بها شعب سورية ، ووضَع الجيش السوري في مواجهة الشعب، ليحفظ كرسي الرئاسة خالداً مخلداً ، له ، ولأسرته إلى يوم القيامة!؟

-  هذه الطريقة ، من حساب المعادلات السياسية الخطيرة ، نتوقّع أن يكون حافظ ، قد درّب وريثه عليها ! فهو ، إمّا أنه يعرفها ، ويكتم حقيقتها ، والنتائج المتوقّعة منها، والمترتّبة عليها ، كي يظلّ شعب سورية المخدوع ، مرعوباً ، خانعاً ، مستسلماً، خاضعاً لسلطة الأسرة الأسدية ، ووحوش مخابراتها ..! وإمّا أنه يجهل النتائج المترتّبة على رقصه البهلواني الفجّ ، على حافّة الهاوية ، وكل ما يفعله ، هو تهديد الشعب بحافّة الهاوية ..! ليظلّ الشعب خائفاً منها، بعيداً عنها..حتى إذا ما دفِع إليها، بنزق بعض اليائسين من أبنائه ، وجَد بشار نفسَه، أول الهالكين فيها ، أو أول المفلسين ، إذا بقي على قيد الحياة ! إذ أيّ أحمق يدافع ، في حرب أهلية ، عن سلطة غلام أحمق غرّ ، يورد بلاده وشعبَه مَوارد الهلاك !؟ ثمّ أيّ أحمق ، يتحرّر من سلطة هذا الأحمق الغرّ ، ثم يقبل أن يجعله رئيساً له ، في دويلة هزيلة ، قائمة على أساس طائفي ، بعد أن يقسّم وطناً عزيزاً كريماً ، ويمزق شعب أبياً أصيلاً ، بسبب حماقته ، وفساده ، وضلاله ، وأنانيته الشاذّة !؟

   هل حسب بشار الأسد ، هذه المعادلة ، أو حسبها له أحد من لصوص أسرته ، أو وحوش مخابراته ..!؟ أم أنه يقلّد أباه ، في الرقص على حافة الهاوية ، دون أن يعرف الهاوية نفسها ، وعمقها ، والمصير الأسود الذي ينتظره فيها !؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ