ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 07/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

نعم لتحرير مزارع شبعا!....

ولكن ماذا عن جبل الشيخ؟

الطاهر إبراهيم*

قبل أكثر من ثلاثة عقود حاولت مصر وسورية شن حرب ضد إسرائيل في 6 تشرين أول "أكتوبر" من عام 1973 لاستعادة الجولان وسيناء، اللتين خسرتاهما في هزيمة 5 حزيران عام 1967. وقد استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس إلى ضفتها الشرقية بعد أن فتح ثغرات في خط "بارليف" الحصين المكون من جدار ترابي ضخم أنشأته إسرائيل بعد احتلالها سيناء، وذلك في حرب خاطفة أذهلت الجيش الإسرائيلي، وشكلت خرقا لتحصيناته في شرق قناة السويس. لكن تردد الرئيس الراحل أنور السادات أدى إلى فقدان المعركة زخمها، ما جعل "أرييل شارون" يستغل الفرصة ويقوم بعملية التفافية، عَبَرَ فيها بقواته إلى ضفة قناة السويس الغربية حيث شكل ما عرف ب"ثغرة الدفرسوار".

أماعلى الجبهة السورية فقد استطاع الجيش السوري، تدعمه وحدة مغربية، من استعادة قمة جبل الشيخ في هجوم خاطف. إلا أن الجيش الإسرائيلي استطاع أن يمتص الهجوم السوري ويعيد احتلال جبل الشيخ. كما احتل قرى سورية أخرى، في ما اعتبر نكسة لخطة الحرب التي اعتمدتها القيادة السورية. وعندما وضعت الحرب أوزارها عُقِدَت معاهدة فصل القوات ، التي أشرف على بنودها "هنري كيسنجر" وزير خارجية أمريكا الأسبق استعادت بموجبها سورية "القنيطرة" وقرى احتلت في حرب تشرين، وبقي جبل الشيخ في يد إسرائيل.

واستطراداً، فقد أطلق المصريون "يوم العبور" على تلك الحرب، لأنهم عبروا قناة السويس في ظهيرة يوم 6 أكتوبر كما أسلفنا. أما السوريون فأسموها حرب تشرين التحريرية، مع أن ما حرر تم بالمفوضات. أما الإسرائيليون فأسموا تلك الحرب يوم "الغفران" لأنها بدأت    في يوم السبت الذي يعظمه اليهود. أما المواطن العربي فكان له رأي آخر، إذ أبدل "الراء كافا" ليسميها حرب تشرين "التحريكية"، خصوصا بعدما تبين فيما بعد أن الرئيس المصري أراد أن يكسر السكون ليبدأ مفاوضات مع إسرائيل برعاية أمريكية حيث اعتبر أن واشنطن تملك في يديها معظم الأوراق في المنطقة.

أعادت قناة "دبي" الفضائية هذه الأحداث إلى الذاكرة السورية عندما نقلتنا مراسلتها في يوم السبت 3 آذار الجاري في رسالة لها من جبل الشيخ حيث غطت الثلوج سفوحه ،كما قمّتَه، وبدا فيها الإسرائيليون يقومون برياضة التزلج على سفوحه. وقد عبّر كثير منهم لمراسلة القناة عن سعادتهم الغامرة بذلك. وقالوا إنه المكان الوحيد لديهم الذي تدوم فيه الثلوج، بينما تذوب الثلوج في الأراضي الأخرى التي تحتلها إسرائيل.

ولمن لايعلم، فإن "جبل الشيخ" سمي بهذا الاسم لأن الثلوج تغطي قمته طيلة أيام السنة. هذا الجبل هو امتداد لسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهو يتصل جنوبا بمزارع "شبعا". وقد احتلته إسرائيل في حرب حزيران 1967التي هزمت فيها الجيوش العربية أمام الجيش الإسرائيلي فيماسمي بحرب الأيام الستة، حيث خسرت مصر شبه جزيرة سيناء وغزة التي كانت تحت الإدارة المصرية. كما خسرت الأردن كل أراضي الضفة الغربية. أما سورية فقد خسرت القسم الأعظم من هضبة الجولان ومنها جبل الشيخ الاستراتيجي.

وإذا كانت قناة "دبي" قد بثت هذه الرسالة في نشرة الثانية ظهرا بتوقيت مكة المكرمة، وبدا فيها التوقيت، وكأنه محض صدفة مع خبر آخر بثته من دمشق مراسلة أخرى للقناة، ربما عدنا إليه في مقال آخر في وقت لاحق، إلاأنه لا يمكن لسوريٍٍ أن يدع خبرا كهذا يمر عفو الخاطر دون أن يعلق عليه، وكان قبل ذلك قد حضر حرب تشرين 1973.

ففي تلك الحرب حدثت تطورات هامة، استطعنا أن نرى فيها صواريخ "سام" روسية الصنع تنطلق خلف الطائرة الإسرائيلية لينفجرا معا في الجو أمام أعيننا، مارفع كثيرا من معنويات السوريين. غير أن الأمر لم يطل إلا بضعة أيام استطاعت فيها إسرائيل أن تتزود بنظام أمريكي يبث موجات تضلل الصاروخ. فكان الصاروخ ينطلق خلف الطائرة القاذفة بسرعة تفوق سرعتها على سمت واحد معها، ثم لا يلبث أن ينحرف بعيدا عنها.

قد نتفق مع حزب الله في وجهة النظر السياسية وقد نختلف، إلا أننا نؤيد مطالبته بتحرير مزارع شبعا أولا ومن ثم إعادتها إلى لبنان أو سورية، لا فرق. ومن هذا المنطلق، فإن الرسالة التي بثتها قناة دبي وحوت صورا لإسرائيليين يقومون برياضة التزلج على سفوح جبل الشيخ وهو أراضٍ سورية، جعلت الدماء تفور في عروقنا غضبا لهذه المناظر. ولا نلوم مراسلة القناة، بل نعتبرها رسالة لنا لكي نضع نصب أعيننا، ليس تحرير مزارع شبعا فحسب، بل وجبل الشيخ أيضا، وباقي أراضي الجولان المحتلة.

وللسوريين الذين لا يعرفون ماذا يعني جبل الشيخ عسكريا، وللعرب أيضا، فإن المرصد الذي بناه الإسرائيليون فوق قمة جبل الشيخ يكشف مواقع كل الفرق العسكرية السورية التي تتمركز جنوب دمشق حتى درعا. كما يطل على المواقع العسكرية السورية غرب جنوب دمشق ، وحتى بحيرة طبرية المحتلة.  

تطفو هذه المشاعر والآراء على سطح الذاكرة، ونحن نقرأ في كل يوم تصريحات مسئولين في الحكومة الإسرائيلية، ومسئولي المخابرات والجيش، بعضهم يؤكد وبعضهم الآخر ينفي تحركات لفرق عسكرية سورية باتجاه الحدود مع إسرائيل. وسواء صحت تلك الأخبار أم كانت للاستهلاك السياسي المحلي في إسرائيل، حيث يتفاقم الخلاف داخل الائتلاف الحاكم، فإن هذا يعيدنا إلى ما قبل العدوان الإسرائيلي على الدول العربية في حزيران عام 1967 حيث تم تسريب أخبار إسرائيلية عن تحركات سورية على الحدود معها، ثم لنفاجأ بعدها بأن كل ذلك كان ذرا للرماد في عيون العرب لكي لايروا تحركات الجيش الإسرائيلي الذي كان يهيء لهجوم مبيت ضد مصر وسورية والأردن.

وعليه فإن المواطن العربي يخشى من أمرٍ إسرائيليٍ يدبر بليل. ورغم أن حربا قد لا تكون محسوبة قد تدخلنا في أنفاق مسدودة جديدة، إلا أننا ينبغي أن نأخذ العبرة من حرب الصيف الماضي. فالبعض يعتقد أن هذه الحرب كشفت هشاشة الجيش الإسرائيلي بعدما تكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ما أرغم "حالوتس" رئيس الأركان الإسرائيلي على الاستقالة. إن خطة محكمة قد تكسر عنجهية إسرائيل، فيما لو اعتمدت الدول العربية الحرب الشعبية، ما يفرض واقعا مرحليا جديدا يرغم إسرائيل على الانسحاب -على الأقل- من الأراضي التي احتلتها في حرب 5 حزيران عام 1967. فهل يفعل العرب ذلك؟

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ