ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل أسدلنا ستارة النسيان

الدكتور عثمان قدري مكانسي

بدأ يوم جديد ، ودولاب الدهر يدور ، لا يرجع إلى الوراء يحمل لنا في دورانه اليومي كل غريب وعجيب من مآسٍ ونكبات تصيبنا من أهل جلدتنا قبل غيرهم  ، هؤلاء الذين ينبغي أن يكونوا عوناً لأبناء وطنهم ورحمة لهم ، وعنوان الرحمة والحنان ، هؤلاء - وإن كانوا من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا – نقمة علينا كما جاء في الأثر " دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها " فإذا كانوا دعاة إلى كل ما يخالف مسيرتنا ومبادءنا ، منبتـّين عنا ، لا يمتـّون إلينا بصلة سوى المظهر الخارجي واللسان العربي . هؤلاء لا يرعوون عن قتل من يخرج عليهم ، ويدعو إلى نهج سليم غير نهجهم المتردّي . هؤلاء الذين قتلوا في الثمانينات من القرن الماضي وتسعيناته عشرات الآلاف وشردوا مئات الآلاف مستمرون في النهج الدموي ، لا فرق بين صغيرهم وكبيرهم ، من مات منهم أو ورث عنهم كرههم العميق لأبناء سورية الأحرار ، فعاث وما يزال يميناً وشمالاً ،وقدم أبناء وطنه قرابين للسادة ليرضوا عنه ، فيدعموه في مسيرته الاستئصالية ، وليبرهن لهم أنه على عهد أبيه الدموي ، لا فرق بين هبل الكبير وهبل الصغير، فهو يشرب من دمائنا ويتغذى على أكبادنا ، كي يبرهن لأولياء نعمته الساديّين أنه من شجرة أبيه الزقـّومية .

مضى ثلاثة أسابيع على مأساة صيدنايا أو أكثر من ذلك ، وتعامى المجتمع الدولي – وهذا العمى متأصل فيه – عما جرى من إعدام بالجملة في هذا المعتقل الوحشي ، وتعدّ فاضح على الإنسانية بأشخاصها ومعتقداتها ، ونام عنها القريب الذي يظن أنه ينتمي إلى المعتقدات نفسها ، فسقط في أتون الردّة سقوطاً لا نهوض عنه إلا بالتوبة والاستغفار ، وإلا كان مع فرعون وهامان وقارون وحافظ وبشار .. ولن ينفعه ندم إذ ذاك ولا توبة ، فقد سبق السيف العذل .. وسد الغريب أذنيه وأغمض عينيه عما جرى في هذا السجن الرهيب ، فهو – بتركيبته لا يرى سوى مصالحه ، ولا يهتم بغير مكاسبه لأنه يعيش على مصالح ، وليس على مبادئ ، فالمبادئ تطالبه بمواقف ثابتة ، والغرب لا مبادئ له .

ويمضي الزمن القريب ونبتعد أياماً وساعات عن المجزرة الدموية في صيدنايا ليشغلنا أعداؤنا بمصائب تتوالى على هذه الأمة المتخاذلة الضعيفة المنهكة ، فيصدق فينا قول الشاعر المتنبي :

رماني الدهر بالأرزاء حتى      فـؤادي فـي غشاء من نبال

فصـرت إذا أصابتني سهامٍ     تكسرت النصال على النصالِ

دخل جلاوزة النظام المعتقل بعد أيام من مجزرتهم الأولى وفي قلوبهم غل قديم وكره شديد وإصرار على القتل والبطش والدموية . في الساعات الأولى قتلوا أكثر من خمسة وعشرين شهيداً ، فما هم فاعلون الآن بعد أن انكشف المستور وفضحتهم أجهزة الإعلام ، كانوا يودون أن يذبحوا الأحرار في صمت وسكون كما فعلوا مع آبائهم وإخوانهم قبل ثمانية وعشرين عاماً ، فلما فضحهم الإعلام في مجزرتهم هذه فلا أظنهم يقتلونهم جملة جهاراً نهاراً ، ولكني أعتقد انهم سيفعلون ذلك بطريقة إبليسية ، فيها غل وتخطيط شيطاني ماكر ، ليكون حامل مشعل الحرية عبرة لكل من تسوّل له نفسه أن يقول للظالم : لا لالا .

لا ينبغي أن نتركهم يفعلون ذلك بدم بارد . لا ينبغي أن ينسى السوريون ما يخططه المجرمون لقتل أبنائنا وإخواننا ،

 فما أنتم فاعلون يا لجان حقوق الإنسان العربية ؟

فما أنتم فاعلون يا رجال الإعلام الحر ويا وسائل الإعلام ؟

فما أنتم فاعلون يا أهل المعتقلين في بلاد البطش والدموية والفساد ؟ لقد برهنتم في تحركم المتلهف ووقوفكم أمام أبواب المعتقل تسألون عن أبنائكم وإخوانكم ما ينبغي أن يفعله كل بشر يسعى للكرامة ، وواجهتم المجرمين بشجاعة ، فلا تكلـّوا ولا تملـّوا ، ولن يضيع حق وراءه مطالب ، ولا بد من الاستمرار في ذلك .

وأنت أيها الشعب المقهور المكبل ، أما آن لك أن تنتفض وتتحرك ؟ أما آن لهذه النفوس الأبية أن يضطرم غضبها ليفجّر الذئاب الوالغة في دمائه ، وهذه الضباع المفترسة المتكالبة على لحمه وعظامه ؟ 

أيها الشعب الأبي لن يدافع عن حقوقك سوى سواعد رجالك ، فالجميع متفقون عليك ، وكلهم يعمل لقهرك وتركيعك  .

ما حك جلدك مثل ظفرك     فتولّ أنت جميع أمرك

النسيان أو التناسي آفة خطيرة ، ومرض قاتل ، يفتك بالأمة ويغري بها أعداءها ...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ