ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 13/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

 النظام السوري ..على مفترق طرق

الإستراتيجية الأمريكية والإيرانية .!

د.نصر حسن

في ظل سياسة التخبط والإرتجال التي يعيشها النظام السوري الذي رهن نفسه كليا ً على مساومة الخارج وبالذات أمريكا وإسرائيل ولم ولن يدرك من مفاعيل السياسة الخارجية شيئ ولم يفهم حدود اللعبة الدولية التي تجري على أرض المنطقة ولم يستطع قراءة ماحدث في لبنان وماهي تداعيات ارتكابه للجرائم وفي المقدمة عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري وآخرين من رموز الحركة الوطنية اللبنانية ولم يستوعب بعد أنه خرج من لبنان إلى غير رجعة , بل على العكس من ذلك لازال يعيش حالة الوهم ...وهم الرجوع إلى لبنان وتجديد خدمته هناك والبحث عن دور له في العراق  وفلسطين الذي يدخل الصراع  مرحلة جديدة وعلى رؤى جديدة تتناقض كليا ً مع نظرة النظام السوري الذي تمرس لفظيا ًوأصبح يجيد الخطابات ويجهل الحسابات على مستوى الداخل والخارج .

وسبق أن أشرنا سابقا ًونكرر الآن وهو أن النظام السوري وجد نفسه ضمن عواصف وبراكين إقليمية غرق فيها ولم يستطع الخروج بل لم يحاول وكل مافعله هو التعلق بحبال الإستراتيجية الإيرانية النووية الصاعدة في المنطقة متوهما ً أن قوة إيران هي له في حين يشير الواقع بأن قوة إيران موجهة ً أساسا ً لتفتيت المنطقة العربية واستخدامه من فلسطين والعراق ولبنان كأوراق تكتيكية في يديها لتحقيق استراتيجيتها الإقليمية المذهبية في المنطقة والتي تصب في إضعاف سورية والعرب جميعا ً لتصبح هي القوة الإقليمية الثانية مع إسرائيل في رسم أمور المنطقة.

واستمر في سياسة الغباء الشديد بالتعامل مع الصراع الإستراتيجي الأمريكي الإيراني الإسرائيلي في المنطقة العربية وهي استراتيجيات متناقضة تعمل كل منها لتحقيق مصالحها على حساب موت الآخرين وكل الأطراف تدرك جيدا ً ماهي حدود الدور الذي يمكن أن يلعبه النظام السوري في أحداث المنطقة وماهي الخدمات التي يمكن أن يقدمها لمجموع الأطراف الخارجية التي تسرح وتمرح على الأرض العربية وعلى حساب الدم العربي والمستقبل العربي , وكل ما يدركه ويفعله النظام هو إعطاء الإشارات لكل الأطراف بأنه جاهز لأي مساومة وأي دور يخدمها سواء ً في سورية أولبنان أو فلسطين والعراق , وبغباء شديد قرأ التركيز على دور سورية باعتباره دوره  في حين أن حقيقته هو دور الجغرافيا السياسية لسورية ومايعكسه ذلك من تداخل في عوامل التأثير التي تشد المنطقة وترخيها لإحداث التخلخل السياسي والأمني والإجتماعي فيها لتصبح عملية تنفيذ الإستراتيجيات الخارجية أكثر مرونة وسهوله لدى الأطراف المعنية في الصراع الدائر الآن على الأرض العربية وعلى حساب مصالحها واستقرارها.

وبالكثير من الفوضى والعجزوانعدام الشعور بالمسؤولية  استمر الغرق بالوهم الذي تشيعه الأطراف الدولية يجتر الطعم تلو الطعم التي ترميه أمامه القوى الخارجية فيزداد وهما ً بأن له دور في إعادة الإستقرار للمنطقة مما دفعه إلى تقديم كل التنازلات المطلوبة وأكثر منها للطرف الإسرائيلي والأمريكي مبديا ً المساومة والمفايضة على المحكمة الدولية وهربه من عدالتها ,وجهر بارتكابه الكبائر واستعداده للذهاب إلى إسرائيل وإعادة محادثات السلام بدون شروط وأعطى تعهدات مجانية لأمريكا بتقديم كل مايستطيع خدمتها على الساحة العربية وبنفس الوقت فتح الأبواب على مصراعيها لإيران لتعبث بمصير سورية والمنطقة مذهبيا ً وتفتيتا ً كما تشاء , ولم يعد يرى سوى عملية استمراره المهين في السلطة والركوع  على هذا الطريق .

وفي ظل وصول الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية مع الإستراتيجية الإيرانية إلى نقطة التصادم والتناقض في أكثر من مفصل على الساحة العربية وتحديدا ً في لبنان وفلسطين والعراق والخليج العربي التي أدت بالضرورة إلى عملية الفرز في المواقف ولم تعد سياسة الكذب والخداع والمساومة التي يمارسها مطلوبة أو لها قيمة سياسية أو أمنية في الصراع الدائر بعنف في المنطقة , الأمر الذي كشفه وعرى عجزه وخواؤه نتج عنه  عزله نهائيا ً عن مسرح الأحداث , رغم أن الأطراف المتصارعة تدرك  جيدا ً دور سورية الجيوسياسي في المنطقة وتأثيرها وهذا فرض عليها إعادة تقييم الخطوات التي تسير عليها في تنفيذ استراتيجيتها في المنطقة والنظام السوري ينتظر عطف تلك القوى عليه بإعادة الإعتبار له ولو بدور شرطي هنا وهناك .

ولكون النظام السوري  بحماقاته قد عزل نفسه عربيا ً وهذا أول مؤشر مباشر على فقدان الدور أولا ً وعزل نفسه دوليا ً على خلفية جرائمة في لبنان واستمراه بالتدخل في شؤونه عبر عملاؤه وفيالق الملا حسن نصرالله المتجحفل في وسط بيروت لأسقاط لبنان ثانيا ً وتسليم كل أموره إلى الجانب الإيرايي ثالثا ً واستطرادا أصبح غير قادر على الفعل أضيف إلى فقدان العقل وأصبح أسير الإستراتيجيات المتناحرة بشكل مكشوف في المنطقة , وعلى خطوات إعادة النظر من قبل أمريكا في المنطقة العربية وتعديل استراتيجيتها بما يخدم الوصول إلى أهدافها النهائية وبما أشاعه تقرير بيكر – هاملتون من خلط ولغط حول تعديل أساسي في الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وفي العراق حيث أصبحت إيران طرفا ً في معادلته الداخلية  , وعلى صدى وصايا التقرير بإعادة إشراك سورية وإيران في صياغة رؤى مشتركة جديدة للخروج من أزمات المنطقة , مرة ً أخرى ظن النظام السوري واهما ً أنه سوف يكون طرفا ً في المعادلة الإقليمية وانتشى بوهم الدور وصحة فهم أمور المنطقة وفشل أمريكا بحلها  دون مشاركته السحرية التي تنقذ أمريكا مما هي فيه في العراق !! .

وعلى غير توقع جاءه خطاب الرئيس الأمريكي في العاشر من الشهر الجاري كالصاعقة التي هزته ليفيق من أوهامه وينحصر في خيار أمريكي.. الجديد فيه هو القطع شبه النهائي مع النظام السوري وإيران وضمن رؤية أو طور جديد في تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وكانت بدايته التحذير الواضح حول موقفه من القضايا الأساسية وهي المحكمة الدولية وعدم التدخل في شؤون لبنان والإبتعاد عن اللعب بالنار المشتعلة في العراق وفلسطين .

وليس غريبا ً أن يصف النظام السوري على لسان خبراؤه الإستراتيجيين الورقيين واللفظيين وأركان حكمه المرتبكين  بأن الموقف الأمريكي الجديد هو كارثي على سورية والمنطقة , لكن الغريب هو استمراره في مسلسل الغباء والإستجداء وقراءة الكف والتكهن بجدية الموقف الأمريكي بدلا ً من أن يعيد النظر في أسس حكمه وفي طريقة قراءته للأحداث وفي علاقته مع الشعب وفي عجزه عن تصحيح العلاقة الداخلية التي هي أساس الموقف الإقليمي والدولي منه .

وأخيرا ً يبقى إلى وقت ما يتحرك النظام السوري وحيدا ً حافيا ً في المربع الملتهب من بيروت إلى بغداد إلى فلسطين إلى دمشق , وخاويا ً هذه المرة من كل أوراق المساومات وخائبا ً في عقد الصفقات وطائشا ً لأنه قد قدم كل ماعنده على كافة الجبهات , ويقف الآن حائرا ًمصطدما ً بالتغييرات الجديدة في سياسة المنطقة , إنها لحظة الخلخلة التي أوصله لها سلوكه وجهلة باللعبة الإستراتيجية الجارية في المنطقة التي دخلت أطوارها التنفيذية النهائية الحاسمة والتي تفرض هي الأخرى الإستغناء عن دور بعض اللاعبين المنهكين الآن وغياب الكثير عن مسرح الأحداث , وليس لنا في هذا الحال سوى أن نقول بأن من يلعب بالنار يحرق أصابعه وأكثر في النهاية.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ