ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


النظام السوري ...

ما أحلى الرقص في قصر الإليزيه !

د.نصر حسن

لعل دخول النظام السوري بوابة قصر الإليزيه في زمنه الساركوزي هو فعل لاحق لرسم سابق دفعه عن طريق رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان , ونتج عنه استئناف مفاوضات السلام بين النظام السوري الممانع وإسرائيل , الأول اشتغل عليه بجد السيد ساركوزي لغاية في نفس يعقوب لإخراج النظام السوري من عزلته الإقليمية والدولية وماكان يمكن أن يتم بسهولة لولا النجاح الملحوظ  للدبلوماسية التركية في تحريك عتلة المفاوضات التي توقفت لسنوات عند قضيةالجولان المحتل وملابسات الحقوق ! ,إذ في حينها لم يتورط  الأسد الأب رغم رغبته أن يبصم على اتفاقية السلام لمجموعة من العوامل أهمها  طبيعة وبنية النظام الداخلية في سورية وأخطارها في المستقبل, أي تركها " مفاوضات السلام " رصيداً مفتوحاً لوريثه الإبن ليراوغ فيها حسب الحاجة والمستجدات الداخلية والإقليمية , تركها مفتوحة وحاله يقول أنها هي الورقة المضمونة في اليد للمساومة على البقاء في السلطة حال اهتزازها لأي سبب كان.

 

فمالذي تغير أو استجد من المعطيات على المستوى الإقليمي والدولي التي دفعت فرنسا الساركوزية إلى تبني النظام السوري ومحاولة تبرئته من حساب "محور الشر "وتسويقه على بسطات "محور الخير" ؟!.هذا أولاً .

وثانياً وهو المهم المهمل , ماهي التطورات التي طرأت على المستوى الداخلي التي أغرت "محور الخير " في الغفران والرجوع إلى النظام السوري وتلميعه ,والرهان عليه مرةً أخرى في احتواء التوترات الإقليمية التي عجز المجتمع الدولي بخشونته ونعومته عن حلها؟! .

وثالثاً ,هل في نية وقدرة النظام السوري التحول إلى سلوك براغماتي سياسي على تلك المسارات , أم أن الأمر ليس أكثر من صورة رجراجة لتجليات "الفوضى الخلاقة" والمنظمة التي تعصف بهذا الشرق وكأنه خان بلا أبواب ولا بواب؟.

 

ف "محور الخير"  بكل أطرافه الفاعلة يدرك تماماً أن المأزق الذي يعيشه النظام السوري هو من صنع يديه ومن تخبطه وسوء النهج والقرار السياسيين على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية , بدءاً من استمرار سياسة البطش والقمع ومصادرة الحريات واحتكار السلطة والعمل السياسي وتعويم المجتمع السوري على الحالة المأساوية الداخلية ,إلى إغراق لبنان في المآزق والاغتيالات والعبث بأمنه واستقراره الداخلي ,إلى العراق وعرقلة خروجه من دوامة العنف والدماء والاحتلال , إلى فلسطين ودق الأسافين في الوحدة الوطنية , إلى أنصاف الرجال وزعزعة التضامن العربي , إلى الارتماء الكلي الستراتيجي في حضن آيات الله والمشروع الامبراطوري الفارسي, إلى انتاج التطرف الذي أصبح العصى التي يلوح بها النظام السوري لجميع الأطراف الفاعلة والمفعولة على الأرض , إلى الانفصام بين الممانعة والسلام الذي أظهره نهجه في الأيام الأخيرة , إلى قصر الإليزيه حيث بدى الرئيس السوري على حقيقته بائعاً للشعب والحقوق والأصدقاء معاً , تلك هي نتيجة نهجه الذي يلخصه راهنه المضغوط بمكبسين خطيرين استراتيجيين الأول إيراني والثاني إسرائيلي, في حركة اوركسترا دولية نشاذ متناقضة مرتبكة متجاوزة لكل الأعراف والمواثيق ومرهونة بالكامل لزكزاكية "الفوضى الخلاقة"  وأدواتها !.

 

ورغم أن الظاهر من الأمور يوحي أن النظام السوري في طريقه إلى العودة إلى العالم من بوابة إسرائيل التي فتحت له بوابة قصر الإليزيه وقبلها بوابة قطر وحلحلة الأزمة اللبنانية , رغم كل ذلك إن النظام السوري اليوم وفي إطار الصورة الشكلية التي ظهر بها ,هو أمام استحقاقات استراتيجية لابد منها لتبرئته من محصلة نهجه السياسي على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي , فالشعارات والأحواض والهياكل اللفظية فقط ليست واردة ولامقبولة في جدول أعمال "محور الخير ", بل ينتظر أفعالاً تحمي مصالحه وتتوافق مع نهجه وتدور في فلكه .

 

فهل النظام السوري يملك القدرة الفعلية قولاً وعملاً على حسم خياراته على المسارات المتعددة المعقدة ؟! وهل هو قادر عملياً على تغيير صياغة أسس تحالفه الستراتيجي مع إيران التي تعشعش في النسيج الأهلي والديني والاجتماعي في سورية والشرق العربي كله أولاً ؟ وهل هو قادر على الانتقال من الخطابات الغوغائية إلى الشكل القانوني والحفاظ على الأمن الوطني والقومي ضمن عملية السلام ومايخص الجولان المحتل ثانياً , وهل هو قادر على الاقرار العلني الصريح بعدم التدخل في شؤون لبنان ونقل علاقته معه إلى الشكل القانوني وتطبيع علاقته معه على غرار رغبته في تطبيع العلاقة مع إسرائيل كما قال بشار أسد على قناة الجزيرة أخيراً ثالثاً , وهل هو ينوي  لعب دور إيجابي على الساحتين العراقية والفلسطينية لوقف التمزق الداخلي رابعاً , وهل هو في صدد إعادة النظر في كيفية تعاطيه مع الوضع الداخلي وتطبيع العلاقة مع الشعب ودفع استحقاقاتها الوطنية والقانونية والسياسية والإنسانية واحترام الحد الأدنى من حقوق الإنسان خامساً وأخيراً؟!.

 

ففيما يخص علاقة النظام السوري مع مثلث القوى "إيران وإسرائيل وأمريكا " , يتمسك النظام السوري بخطاب شعبوي إيديولوجي غوغائي لايساعده على فهم المحرك الأساسي للأحداث , فالتعارض  الشكلي التي تظهر به محصلة العلاقات والتي تبدو أنها تعبيراً عن صراع مبدئي هو غير صحيح , فالعلاقة بين قوى المثلث تقوم على المصالح والتنافس الإقليمي والجيو – استراتيجي وليس على على محددات الإيديولوجيا والخطابات والشعارات التعبوية الفارغة  , أي أن علاقة قوى المثلث في العمق هي ليست صراع إيديولوجي كما يفهمه النظام السوري ويبني استراتيجيته عليه , بل هو نزاع استراتيجي قابل للحل , والخطابات التي تظهر بها قوى المثلث  في واد والتصرفات والعلاقات السرية في واد آخر , وإيران الدولة العصبية وضمن قراءة صحيحة لسلوكها لايمكن أن تكون خصماً للولايات المتحدة وإسرائيل ,رغم ظهور إيران الخارجي بمظهر العداء واللاعقلانية والتطرف اللفظي وإزالة إسرائيل , كل هذا هو شعارات استهلاكية استفزازية أغرقت الشرق بسمومها لتخفي وراءها مشروعها الامبراطوري ,وبخلاف ذلك إن إيران  عملياً لاتتصرف بمحتوى تلك الخطابات بأسلوب متهور من شأنه أن يزعزع نظامها, بل هي تستخدمها كرافعة سياسية في إطار التنافس على المصالح الاستراتيجية في الشرق الأوسط في حالة ضعف النظام السوري والعربي وغيابه كلياً عن مسرح الأحداث .

 

واستطراداً إن السيناريو الذي ظهر فيه النظام السوري في قصر الإليزيه يعكس تخبطه وتذبذبه وهذيانه وطغيانه ونفاقه على كافة المسارات واستعداده اللامحدود للمساومات وتنفيذ الأدوار المطلوبه منه ,وأكثر من ذلك عماه التام عن رؤية قيم الحداثة والديمقراطية وكرامة الفرد في عاصمة حقوق الإنسان , غريبة في تعاطيه مع استحقاقات الوضع الداخلي وانتهاكه الصارخ لحقوق الإنسان ورسم صورة أوحاها " إرهابية " عن الشعب وسياسيه ومثقفيه وحركة المجتمع المدني فيه , لخصه جوابه لأحد الصحفيين الفرنسيين عن سجناء الرأي في سورية , مجيباً أنه في سورية لايوجد سجناء رأي ,! هناك سجناء إرهابيين على حد قول الرئيس !!!!!.

 

فإذا كان عارف دليلة وميشيل كيلو وسجناء الرأي من كافة الشرائح "إرهابيون" ؟!!!, وإذا كانت الدكتورة فداء الحوراني إرهابية ...فسلاماً عليك أيها الوطن وأيتها الحقوق وأيها المجتمع الحر وأيتها القوى الديمقراطية في العالم ,وعليك خاصةً ياشرعة حقوق الإنسان ! فهل بعد هذا الحد شكلاً للطغيان والهذيان وعرضاً متهالكاً لأداء الرقصة المطلوبة المأجورة وحتى أحياناً تبرعاً على طريق البقاء؟! .

 

المتفرجون على حفلة رقص النظام السوري في قصر الإليزيه ...يصفقون بحرارة له على أداء "رقصة السلام " على أشلاء المدنيين في سجن صيدنايا والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في

سورية ...

ماأشبه حماه بتدمر...ماأشبه القامشلي بصيدنايا ... ماأشبه قصور السلاطين ... ماأشبه حقوق الإنسان بالصفر ...

ماأشبه الطغاة... وماأشبه الإبن بأبيه !.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ