ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 14/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إيران وليم بيرنز"..."وعراق كوندوليزا عفلق" !‏

عريب الرنتاوي

واشنطن ليست ذاهبة إلى حرب مع إيران، ووزير دفاعها روبرت جيتس يؤكد ذلك، ويضيف عليه أن العالم ‏يدرك مخاطر حرب من هذا النوع على المنطقة والعالم، وينفي أن تكون "تجربة الصواريخ" الإيرانية قد جعلت الحرب ‏وخيار القوة، أكثر احتمالا وترجيحا، فيما مساعد وزيرة الخارجية وليم بيرنز، يتحدث ولأول مرة، عن "مصالح ‏مشتركة" بين إيران والولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وأن الدبلوماسية والعقوبات هما السلاحان اللذان تراهن ‏عليهما واشنطن لمنع إيران من امتلاك برنامج نووي عسكري ناجز، لافتا إلى أن إيران ما زالت بعيدة عن استكمال ‏دورة التخصيب وامتلاك السلاح، بخلاف الإدعاء الإيراني من جهة ومزاعم إسرائيل التي تتحدث عن "اختراق" على ‏طريق امتلاك إيران للسلاح النووي، وتستعجل توجيه ضربة عسكرية لبنيتها التحتية النووية، من جهة ثانية.‏

حلفاء إيران الأقرب، من نمط سيلفيو بيرلسكوني العائد للسلطة حديثا، أكدوا هذا التوجه، وقالوا أن واشنطن ‏لم تطرح الخيار العسكري على قادة مجموعة الثمانية الكبار الذين اجتمعوا مؤخرا في طوكيو، فيما ذهبت روسيا إلى ما ‏هو أبعد من ذلك، حين أكد ناطقون باسمها سقوط الكثير من التحفظات على التعاون العسكري الروسي الإيراني، في ‏خطوة يعتقد أنها تأتي بمثابة رد على نشر الولايات المتحدة درعها الصاروخي على مقربة من الحدود الروسية.‏

من يتأمل تصريحات جيتس وبيرنز، سيستدعي حتما إلى ذاكرته بتقريرين شهيرين: الأول، تقرير الاستخبارات ‏الأمريكية الذي قال بأن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري منذ العام 2003، والثاني، تقرير بيكر – هاميلتون ‏الذي دعا لاعتماد الدبلوماسية والحوار والاحتواء، بديلا عن القوة والقطيعة والعزل والإقصاء، وبرغم تحفظ الإدارة ‏الأمريكية لفظيا وإعلاميا على التقريرين المذكورين، إلا أن هناك من المؤشرات ما يكفي للقول، بأن السياسة الفعلية لهذه ‏الإدارة، لم تكن بعيدة عن فحوى توصياتهما.‏

جديد المواقف الأمريكية، هو هذا الحديث غير المسبوق عن "مصالح مشتركة" تربط بين واشنطن وطهران، ما ‏هي هذه المصالح، وكيف يمكن حمايتها وتعظيمها، مع من وعلى حساب من، وهل يمكن أن تؤسس هذه المصالح لمرحلة ‏من التعاون بدل الصراع، وما الذي عناه بيرنز حينما قال أن أمن العراق واستقراره هو مصلحة مشتركة بين البلدين، ‏وكيف أصبحت إيران صاحبة مصلحة في استقرار العراق، وهي التي طالما اتهمت – من واشنطن بالذات – بأنها الداعم ‏الأكبر للعنف الطائفي والمذهبي والإرهاب والعنف وعدم الاستقرار.‏

ما الذي عناه بيرنز عندما قال بأن واشنطن مستعدة للاعتراف بدور إقليمي لإيران، شريطة أن يكون هذا ‏الدور منطلقا من التعاون مع المجتمع الدولي وليس في مواجهته، ما هي ساحات هذا الدور وحدوده، وهل يمكن أن ‏يكون هذا الدور على حساب أدوار أخرى، وهل يعني"الاعتراف" الأمريكي بهذا الدور، احتمال تخلي واشنطن عن ‏دعمها لبعض حلفائها العرب من معسكر الاعتدال، وهل في هذا السياق يمكن إدراج بعض التطورات الإيجابية التي ‏طرأت على بعض الملفات والأزمات: المفاوضات السورية – الإسرائيلية، اتفاق الدوحة، الاستقرار النسبي في العراق إلى ‏غير ما هنالك، ثم كيف يمكن التوفيق بين هذه التصريحات وتلك التي صدرت عن السيدة رايس والتي شددت فيها على ‏‏"عروبة العراق" أو "هويته العربية" وبصورة تذكر بخطاب النظام العراقي السابق، ويجعلنا نطلق عليها اسم السيدة ‏‏"كوندوليزا عفلق"، عن أي عروبة تتحدث السيدة رايس، هل هي العروبة المطلوبة والمرغوبة حين تكون في مواجهة ‏إيران، والمنبوذة والمرفوضة والإرهابية حين تكون في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومسعاه التهويدي والتبديد للهوية ‏الفلسطينية والعربية والإسلامية لفلسطين والقدس ؟!، وهل التضارب في التصريحات الأمريكية هو نتاج تخبط وفقدان ‏البوصلة والاتجاه، أم أنه جزء من لعبة تقاسم الأدوار بين فرسان الإدارة وفارساتها، صقورها وحمائمها، من هم الصقور ‏ومن هم الحمائم وكيف يبدل هؤلاء "ريشهم" باستمرار وعلى هذا النحو المربك والخفيف ؟!‏

أسئلة وتساؤلات تشغل بلا شك بال المعتدلين العرب واهتمامهم، والأرجح أن واشنطن ستبلغ قيادة كل ‏منهم بالإجابات التي يود سماعها.‏

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ