ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 12/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


جريمة صيدنايا .. وتوظيف الحدث

الطاهر إبراهيم*

ابتداء يجب أن نعترف أن المعارضة السورية ليست في أحسن حالاتها في صراعها مع النظام ، ولعل البعض كاد ينقطع نَفَسُه. هذه الحال بعضها ذاتي عند بعض المعارضين، سواء أكانوا أحزابا أو أفرادا، أو مجموعات في طور التكوين. وحتى التيارات العريقة في المعارضة، فقد تكدست في طريقها كوابح كثيرة، بعضها من النظام وبعضها دولي، وبعضها الكثير الهامشي، جاء –يا للأسف- من معارضين، هم "في سنة أولى معارضة". وتبعا لعوامل الضعف هذه، فقد جاءت تغطية الحدث عالميا لتظهر: وكأن العالم لم يسمع بما حدث في "صيدنايا" أصلا.

أن يقال أن المعارضة لم تستطع أن تجد آذانا عالمية صاغية فهذا حق. لكن ذلك لم يكن راجعا إلى ضعف في أداء المعارضة فحسب، بقدر ما يشي بأن العالم -بهيئاته الدولية- لم يكن واردا عنده أن يتحرك لفضح ماحدث، في الوقت الذي يعمل فيه لإنجاح مفاوضات السلام بين دمشق وتل أبيب. وإن أي تنديد دولي بما حدث في سجن "صيدنايا" سوف يعكر – وهذا غير مبرر- مزاج النظام السوري، ويظهره كأنه يسارع للسلام مع إسرائيل، في وقت ما تزال علاقته مع الشعب السوري تراوح في دائرة التوتر والخصام.

لذلك لم يكن مناسبا ولا يصب في مصلحة تسويق الحدث عالميا، أن يحاول بعض المعارضين استثمار الحدث لسحب البساط من تحت أرجل فصائل معينة من المعارضة. استطرادا فإن كل فصائل المعارضة مجتمعة لا تكاد تجد جزءا صغيرا من البساط لتقف عليه.

فبدلا من أن ينشغل هؤلاء المعارضون في إحراج النظام، خرج علينا بعضهم منتقدا المعارضة التي تصدت -بإمكاناتها القليلة أصلا- لما حدث في صيدنايا. وقد زعم البعض أن المعارضين وجدوها فرصة سانحة ليظهروا على القنوات الفضائية، لكن أحاديثهم، (ودائما بحسب المنتقد) كانت متسرعة وأفكارهم غير مرتبة، وأنهم ينتظرون أن يأتي التغيير من المعتقلين، -كنا أول من ذكر،في مقال سابق، أن التغيير لايبدأ من المعتقلات- ولا ننكر أن حظوظ كل المعارضين كانت -وما زالت-غير كبيرة للظهور على الفضائيات. وذلك ليس لضعف فيهم، وهو حاصل، بل –أيضا- لأن الإعلام العالمي يقف دائما ضد فصائل المعارضة السورية. والفضائيات حتى العربية منها، تدور في فلك الإعلام العالمي الذي تهيمن عليه أمريكا.   

استطرادا، فبعض هؤلاء المنتقدين يستطيعون أن يظهروا على شاشات قنوات فضائية شهيرة. ومع ذلك لم نجدهم يقدمون مداخلة، ولو لمدة خمس دقائق من خلال تلك القنوات، تعليقا على أحداث صيدنايا . كل المعارضين، يا سيدي المعارض "في الهوا سوا"، يغرفون من "دست" ليس فيه الكثير من القوة التي تجعل من يقول يُسمع له، وقد تضافر الشرق والغرب على حماية الأنظمة القمعية. وأنت لا بد تعرف: أن ما في "الدست" لا بد وأنه سيخرج "بالمغرفة".

(شن . ش ) معتقل سابق في صيدنايا. معارض خمس نجوم، بعد أن استطاع أن يهرب بجلده إلى أوروبا، آكل، شارب، نائم (صحتين). لم يجد من بين كل المعارضين السوريين -جماعات وأفرادا- من ينتقده إلا الإخوان المسلمين، فوجه نقده إليهم.

وكان أهم نقدٍ وجهه إليهم ش، ش: أن (التحريض الديني والطائفي، وكل ما حدث في صيدنايا سببه تدنيس المصحف الشريف). ومع أن هذا السبب ليس هامشيا في القضية، بل هو أساس، إلا أن أول من أورد خبر تدنيس المصحف –وقد كان له دور كبير في ما جرى في صيدنايا- هو "المرصد السوري". ولو أراد الإخوان المسلمون أن يجعلوا من تدنيس "المصحف الشريف" قضيتهم لما لامهم أحد. فالسوريين -بمن فيهم المسيحيون وباقي الطوائف والمذاهب- قد أدانوا بشدة ذلك الفعل الخاطئ الشنيع، لأن القرآن الكريم هو كتاب مقدس عند كل السوريين، ومادة أساسية تدرس في كلية الآداب قسم اللغة العربية، ودراسته إلزامية. وإذا كان (ش ش) لا يعتبر تدنيس المصحف الشريف قضيته، فذلك شأنه وليعلن انعزاله عن مجموع الشعب السوري الذي رضي بالقرآن الكريم كتابا مقدسا، ومرجعية دينية، ومرجعية تشريعية وثقافة وطنية.

يبقى أن نقول أن اضطهاد المعتقلين في صيدنايا وأخواتها، هو البرنامج اليومي الذي لا يتخلف  أبدا. ولعل أبشع مافي هذه المعتقلات أن حصر المعتقلين فيها لايتم عن جريمة اقترفوها، لذلك يسمون معتقلي رأي.

لقد كان من الأسس التي كانت واضحة وبيّنة في القرآن الكريم ما نصت عليه آية سورة البقرة :( لا إكراه في الدين). والدين لفظة عامة تشمل الإسلام كما تشمل غيره. وإذا لم يكن الدين  عن رأي واعتقاد فأين يكون الرأي إذن؟ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

*كاتب سوري 

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ