ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 10/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العرب بين أمريكا وإيران

عبد الستار قاسم

كتاب عرب ومثقفون وأكاديميون يتحدثون كثيرا عن إيران وقوتها المتصاعدة، وعن علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية أو ضدها، ولهم ما يتوقعونه من دور إيراني في المنطقة. من هؤلاء من يرى في إيران خطرا داهما تجب مواجهته، ومنهم من يرى فيها نموذجا جيدا لبناء القوة، ومنهم من لديه الاستعداد للتحالف معها، الخ. وكتاب آخرون يتحدثون عن أمريكا ودورها في المنطقة وأساليبها ووسائلها في الهيمنة والقمع، الخ. الشيء المشترك بين الجميع هو تغييب الدور العربي في رسم مستقبل المنطقة العربية الإسلامية.

يبدو أن هناك افتراض ضمني في كثير من الأحيان وصريح أحيانا أخرى وهو أن العرب عبارة عن مجرد كرة تتقاذفها الأقدام، وقد يكون لهم الخيار في القدم التي يفضلون أن تركلهم. هناك افتراض واضح بأن العرب ليسوا لاعبين وأن اللعب يتم عليهم فقط، وأن لا مجال أمامهم إلا أن يكونوا كذلك. لا تخلو المسألة من أن يصف كتاب ماذا يجب أن يعمل العرب، لكن دون التطرق إلى المشكلة الأساسية، أو العدو الأساسي الذي تواجهه الأمة.

العدو الأول للأمة العربية ليس إيران أو إسرائيل أو أمريكا وإنما الأنظمة العربية المتربعة بكروشها على عروش خاوية ولا هم لها إلا أن تكون مجرد أدوات للأجنبي بخاصة أمريكا وإسرائيل. الأنظمة العربية هي التي تصر على إبقاء العرب ضعفاء ممزقين أذلاء منصرفين عن كل ما يصون لهم كرامتهم واحترامهم. الأنظمة العربية هي التي تسلب الناس أموالها وتبدد ثرواتها وتمول حروب أعدائها وتدوس على حرياتها وتقطع أوصالها وتنشر بين الناس أجهزة مخابراتها. الأنظمة العربية هي التي قادت الأمة مرارا وتكرارا إلى الهزائم والتراجعات والانتكاسات والإحباطات، وهي التي تمهد الطريق دائما أمام الغير لينتهك حرمات الأمة وأوطانها ومقدساتها. إنها أنظمة تشكل مصائب كارثية مرعبة تنهال بالويلات دائما على رؤوس المواطنين العرب.

تمتطينا أمريكا منذ عام 1945، وقد اهترأت رقابنا من دوس نعالها، واسودت جلودنا من ضربات أسواطها القاسية؛ والآن يخشى كثيرون بأن يتبدل النعل الأمريكي بنعل إيراني وذلك بسبب قوة إيران المتنامية وشكوكهم حول النوايا الإيرانية. والمثير أن الأنظمة العربية هي التي تقود الحملة ضد إيران على اعتبار أن لها أطماعا في المنطقة العربية وتسعى لإقامة إمبراطورية فارسية صفوية. سؤالي هو: ما الذي يهمنا بجنسية النعل إذا كان النعل هو النعل، وما دامت الرقاب رقابنا؟

لا لوم على أمريكا أو إسرائيل أو إيران إن كانت تسعى إلى الهيمنة والسيطرة، ولا يقع اللوم إلا على الذي ارتضى لنفسه الضعف والذل والهوان. من الصعب أن نجد في التاريخ من استنكف عن امتطاء من يعشقون الإنحناء، ولا حق لنا باتهام الغير بينما نترك أبوابنا مفتوحة لكل البغاة. العلة ليست في أمريكا القوية، ولا في إيران الساعية إلى امتلاك القوة، وإنما العلة فينا الذين نستطيب الضعف ونصبر على هذه الأنظمة الفاسدة الطاغية اللعينة.

أرى أنه من الضروري توظيف جهودنا لقلب الأوضاع في الوطن العربي. علينا أن نثور في وجه الأنظمة العربية لننتزع حريتنا ونبني قوتنا ونصون حرياتنا. بدون ثورة سنبقى ندور في حلقة مفرغة من اجترار الهموم وصف الكلام، وبدون إرادة قوية لتقديم التضحيات اللازمة سنبقى عرضة لكل الطامعين. فبدل تأجيج خلافات بيننا وبين إيران الآن، علينا أن نقف مع أنفسنا عسانا نستطيع التعاون مع كل دول الجوار من أجل بناء حياة أفضل للجميع.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ